إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بدر شاكر السياب سندباد العراق

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في السوق القديم

    -1-

    الليل والسوق القديم
    خفتت به الأصوات إلا غمغمات العابرين
    و خطى الغريب وما تثبت الريح من نغم حزين
    في ذلك الليل البهيم
    الليل ، والسوق القديم ، وغمغمات العابرين
    والنور تعصره المصابيح الحزانى في شحوب
    مثل الضباب على الطريق
    من كل حانوت عتيق
    بين الوجوة الشاحبات كأنه نغم يذوب
    في ذلك السوق القديم
    كم طاف قبلي من غريب
    في ذلك السوق الكئيب
    فرأى وأغمض مقلتيه وغاب في الليل البهيم
    وارتج في حلق الدخان خيال نافذه تضاء
    والريح تعبث بالدخان
    الريح تعبث بالدخان
    الريح تعبث في فتور واكتئاب بالدخان
    وصدى غناء
    ناء يذكر بالليالي المقمرات وبالنخيل
    وأنا الغريب .. أظل أسمعه واحلم بالرحيل
    في ذلك السوق القديم

    -3-

    يرمي الظلال على الظلال كأنها اللحن الرتيب
    ويرتق ألوان المغيب الباردات على الجدار
    بين الرفوف الرازحات كأنها سحب المغيب
    الكوب يحلم بالشراب وبالشفاة
    ويد تلونها الظهيرة والسراج أو النجوم
    و لربما بردت عليه وحشرجت فيه الحياة
    في ليلة ظلماء باردة الكواكب والرياح
    في مخدع سهر السراج به وأطفأه الصباح

    -4-

    ورأيت من خلل الدّخان مشاهد الغد كالظلال
    تلك المناديل الحيارى وهي تومئ بالوداع
    أو تشرب الدمع الثقيل ، وما تزال
    تطفو وترسب في خيالي – هوّم العطر المضاع
    فيها وخضّبها الدم الجاري!
    لون الدجى وتوقّد النار
    يجلو الأريكة ثم تخفيها الظلال الراعشات
    يخبو ويسطع ثم يحتجب
    ودم يغمغم وهو يقطر ثم يقطر : مات ...مات

    -5-

    الليل، والسوق القديم، وغمغمات العابرين
    وخطى الغريب
    وأنت أيتها الشموع ستوقدين
    في المخدع المجهول في الليل الذي لن تعرفيه
    تلقين ضوءك في ارتخاء مثل امساء الخريف
    حقل تموج به السنابل تحت أضواء الغروب
    تتجمع الغرباء فيه
    تلقين ضوءك في ارتخاء مثل امساء الخريف
    في ليلة قمراء سكرى بالأغاني في الجنوب
    نقر [الداربك] من بعيد
    يتهامس السعف الثقيل به ويصمت من جديد !

    تعليق


    • -6-

      قد كان قلبي مثلكن، وكان يحلم باللهيب
      نار الهوى ويد الحبيب
      ما زال يحترق الحياة، وكان عام بعد عام
      يمضي، ووجه بعد وجه مثلما غاب الشراع
      بعد الشراع وكان يحلم في سكون، في سكون
      بالصدر، والفم، والعيون
      والحب ظلله الخلود .. فلا لقاء ولا وداع
      لكنه الحلم الطويل
      بين التمطي والتثاؤب تحت أفياء النخيل

      -7-

      بالأمس كان وكان ثم خبا، وأنساه الملال
      واليأس، حتى كيف يحلم بالضياء- فلا حنين
      الصيف يحتضن الشتاء ويذهبان وما يزال
      كالمنزل المهجور تعوي في جوانبه الرياح
      كالسلم المنهار، لا ترقاه في الليل الكئيب
      قدم ولا قدم ستهبطه إذا التمع الصباح
      ما زال قلبي في المغيب
      ما زال قلبي في المغيب فلا أصيل ولا مساء
      حتى أتيت هي والضياء!

      -8-

      ما زال لي منها سوى أنا التقينا منذ عام
      عند المساء، وطوقتني تحت أضواء الطريق
      ثم ارتخت عني يداها وهي تهمس والظلام
      أتسير وحدك في الظلام
      أتسير والأشباح تعترض السبيل بلا رفيق
      فأجبتها والذئب يعوى من بعيد من بعيد
      أنا سوف أمضي باحثا عنها سألقاها هناك
      عند السراب وسوف أبني مخدعين لنا هناك
      قالت ورجع ما تبوح به الصدى أنا من تريد
      أنا من تريد فأين تمضي ؟ فيم تضرب في القفار
      مثل الشريد أنا الحبيبة كنت منك على انتظار
      أنا من تريد وقبلتني ثم قالت والدموع
      في مقلتيها غير أنك لن ترى حلم الشباب
      بيتا على التل البعيد يكاد يخفيه الضباب
      لولا الأغاني وهي تعلو نصف وسنى والشموع
      تلقى الضياء من النوافذ في ارتخاء في ارتخاء
      أنا من تريد وسوف تبقى لا ثواء ولا رحيل
      حب إذا أعطى الكثير فسوف يبخل بالقليل
      لا يأس فيه ولا رجاء

      -10-

      أنا أيها النائي القريب
      لك أنت وحدك غير أنى لن أكون
      لك أنت أسمعها وأسمعهم ورائي يلعنون
      هذا الغرام أكاد أسمع أيها الحلم الحبيب
      لعنات أمي وهي تبكي أيها الرجل الغريب
      إني لغيرك بيد أنك سوف تبقى لن تسير
      قدماك سمرتا فما تتحركان ومقلتاك
      لا تبصران سوى طريقي أيها العبد السير
      أنا سوف أمضي فاتركيني : سوف ألقاها هناك
      عند السراب
      فطوقتني وهي تهمس : لن تسير

      -11-

      أنا من تريد، فأين تمضي بين أحداق الذئاب
      تتلمس الدرب البعيد
      فصرخت : سوف أسير ما دام الحنين إلى السراب
      في قلبي الظامي دعيني أسلك الدرب البعيد
      حتى أراها في انتظاري : ليس أحداق الذئاب
      أقسى على من الشموع
      في ليلة العرس التي تترقبين، ولا الظلام
      والريح والأشباح أقسى منك أنت أو الأنام !
      أنا سوف أمضي ! فارتخت عني يداها والظلام
      يطغي ...
      و لكني وقفت وملء عيني الدموع !
      في ليلة العرس التي تترقبين، ولا الظلام
      والريح والأشباح أقسى منك أنت أو الأنام !
      أنا سوف أمضي ! فارتخت عني يداها والظلام
      يطغي ...
      و لكني وقفت وملء عيني الدموع !

      تعليق


      • في القرية الظلماء


        -1-
        الكوكب الوسنان يطفيء ناره خلف التلال
        و الجدول الهدار يسبره الظلام
        إلا وميضاً لا يزال
        يطفو و يرسب مثل عين لا تنام
        ألقى به النجم البعيد
        يا قلب ما لك لست تهدأ ساعة؟ ماذا تريد؟
        النجم غاب و سوف يشرق من جديد بعد حين
        و الجدول الهدار هينم ثم نام
        أما الغرام دع التشوق يا فؤادي و الحنين!
        **
        -2-
        أأظل أذكرها و تنساني ؟
        وأبيت في شبه احتضار و هي تنعم بالرقاد ؟
        في ناظريها المسبلين على الرؤى أما فؤادي
        فيظل يهمس في ضلوعي
        باسم التي خانت هواي يظل يهمس في خشوع
        أني سأغفو بعد حين سوف أحلم في البحار:
        هاتيك أضواء المرافيء و هي تلمع من بعيد
        تلك المرافيء في انتظار
        تتحرق الأضواء فيها مثل أصداء تبيد
        **
        -3-
        القرية الظلماء خاوية المعابرة و الدروب
        تتجاوب الأصداء فيها مثل أيام الخريف
        جوفاء في بطء تذوب
        واستيقظ الموتى هناك على التلال على التلال
        الريح تعول في الحقول و ينصتون إلى الحفيف
        يتطلعون إلى الهلال
        في آخر الليل الثقيل و يرجعون إلى القبور
        يتساءلون متى النشور!!
        و الآن تقرع في المدينة ساعة البرج الوحيد
        لكني في القرية الظلماء في الغاب البعيد
        **
        -4-
        دعها تحب سواي تقضي في ذراعيه النهار
        و تراه في الأحلام يعبس أو يحدث عن هواه
        فغداً سيهوى ساعداه
        مثل الجليد على خطوط باهتات في إطار
        و على الرفوف الشاحبات رسائل
        عادت تلف على نسيج العنكبوت بها الوعود
        و الريح تهمس لن يعود
        ويلون المرآة ظل من سراج ذابل
        و حياله امرأة تحدق في كتاب
        بال و تبسم في اكتئاب
        **
        -5-
        الكوكب الوسنان يطفيء ناره خلف التلال
        و الجدول الهدار يسبره الظلام
        إلا وميضاً لا يزال
        يطفو و يرسب مثل عين لا تنام
        ألقى به النجم البعيد
        يا قلب مالك فب إكتئاب لست تعرف ما تريد؟!

        تعليق


        • في المستشفى


          كمستوحد أعزل في الشتاء
          و قد أوغل الليل في نصفه
          أفاق فأوقظ عين الضياء
          و قد خاف من حقنه
          أفاق على ضربة في الجدار
          هو الموت جاء
          و أصغى أذاك انهيار الحجار
          أم الموت يحسو كؤوس الهواء
          لصوص يشقون دربا إليه
          مضوا ينقبون الجدار
          و ظل يعد انهيار التراب
          ووقع الفؤوس على مسمعيه
          يكاد يحس التماع الحراب
          و حزاتها فيه يا للعذاب
          و ما عنده غير محض انتظار
          هو الموت عبر الجدار
          كذاك انكفأت أعض الوساد
          و أسلمت للمشرط القارس
          قفاي المدمى بلا حارس
          بغير اختياري طبيبي أراد
          لقد قص مد المجس الطويل
          لقد جره الآن أواه عاد
          و لا شيء غير انتظار ثقيل
          ألا فاخرقوا يا لصوص الجدار
          فهيهات هيهات مالى فرار

          تعليق


          • في المغرب العربي

            قرأت اسمي على صخرة
            هنا في وحشة الصحراء
            على آجرّه حمراء
            على قبر فكيف يحس إنسان يرى قبره
            يراه و إنه ليحار فيه
            أحيّ هو أم ميت ؟ فما يكفيه
            أن يرى ظلا له على الرمال
            كمئذنة معفّرة
            كمقبرة
            كمجد زال
            كمئذنة تردد فوقها اسم الله
            و خطّ اسم الله فيها
            و كان محمد نقشا على آجرّة خضراء
            يزهو في أعاليها
            فأمشي تأكل الغبراء
            و النيران من معناه
            و يركله الغزاة بلا حذاء
            بلا قدم
            و تترف منه دون دم
            جراح دونما ألم
            فقد مات
            و متنا فيه من موتى و من أحياء
            فنحن جميعنا أموات
            و أنا و محمد و الله
            و هذا قبرنا أنقاض مئذنة معفرة
            عليها يكتب اسم محمد و الله
            على كسرة مبعثرة
            من الآجرّ و الفخّار
            فيا قبر الإله على النهار
            ظل لألف حربة و فيل
            و لون أبرهة
            و ما عكسته منه يد الدليل
            و الكعبة المخزونة المشوّهة
            قرأت اسمي على صخرة
            على قبرين بينهما مدى أجيال
            يجعل هذه الحفرة
            تضم اثنين جد أبي و محض رمال
            و محض نثارة سوداء منه استترلا قبره
            و إياي أبنه في موته و المضغة الصلصال
            و كان يطوف من جدّي
            مع المدّ
            هتاف يملأ الشطآن يا ودياننا ثوري
            و يا هذا الدم الباقي على الأجيال
            يا إرث الجماهير
            تشظّ الآن و اسحق هذه الأغلال
            و كالزلزال
            هزّ النير أو فاسحقه و اسحقنا مع النير
            و كان إلهنا يختال
            بين عصائب الأبطال
            من زند إلى زند
            و من بند إلى بند
            إله الكعبة الجبّار
            تدرع أمس في ذي قار
            بدرح من دم النعمان في حافاتها آثار
            إله محمد و إله آبائي من العرب
            تراءى في جبال الريف يحمل راية الثوّار
            و في يافا رآه القوم يبكي في بقايا دار
            و أبصرناه يهبط أرضنا يوما من السحب
            جريحا كان في أحيائنا يمشي و يستجدي
            فلم نضمد له جرحا
            و لا ضحّى
            له بغير الخبز و الأنعام من عبد
            و أصوات المصلين إرتعاش من مراثيه
            إذا سجدوا يترّ دم
            فيسرع بالضماد فم
            بأيات يغضّ الجرح منها خير ما فيه
            تداوي خوفنا من علمنا أنا سنحييه
            إذا ما هلل الثوار منا نحن نفديه
            أغار من الظلام على قرارنا
            فأحرقهن سرب من جراد
            كأن مياه دجله حيث و لى
            تنم عليه بالدم و المداد
            أليس هو الذي فجأ الحبالى
            قضاه فما ولدن سوى رماد
            و أنعل بالأهلة في بقايا
            مآذنها سنابك من جواد
            و جاء الشام يسحب في ثراها
            خطى أسدين جاعا في الفؤاد
            فأطعم أجوع الأسدين عيسى
            وبل صداه من ماء العماد
            و عضّ نبيّ مكه فالصحارى
            كل الشرق ينفر للجهاد

            تعليق


            • في أخريات الربيع


              يا ضياء الحقول ياغنوة الفلاح في الساجيات من أسحاره
              أقبلي فالربيع ما زال في الوادي فبلي صداك قبل احتضاره
              لا تصيب العيون إلا بقاياه و غير الشرود من آثاره
              دوحة عند جدول تنفض الأفياء عنها و ترمي في قراره
              و على كل ملعب زهرة غيناء فرت إليه من أياره
              **
              في المساء الكئيب و المعبر المهجور و العابسات من أحجاره
              مصغيات تكاد من شدّه الإصغاء أن توهم المدى بانفجاره
              أرمق الدرب كلنا هبّت الريح وحف العتيق من أشجاره
              كلما أذهل الربى نوح فلاح يبث النجوم شكوى نهاره
              صاح يا ليل فاستفاق الصدى الغافي على السفح و الذي في جواره
              فإذا كل ربوة رجع يا ليل و نام الصدى على قيثاره
              أين منهن خفق أقدامك البيضاء بين الحشيش فوق اخضراره
              مثل نجمين أفلتا من مدارين فجال الضياء في غير داره
              أو فراشين أبيضين استفاقا يسرقان الرحيق من خماره!!
              **
              أنت في كل ظلمة موعد و سنان ما زال يومه في انتظاره

              تعليق


              • في غابة الظلام


                عيناي تحرقان غابة الظلام
                بجمرتيهما اللتين منهما سقر
                ويفتح السهر
                مغالق الغيوب لي فلا أنام
                وأسير الأرض الى قرارهاالسحيق
                ألم في قبورها العظام
                فطالعتني كالسراج في لظى الحريق
                تكشيرة رهبية رهبية
                تليحها جمجمتي الكتيبه
                سخرية الالهبالأنام
                عيناي من سريري الوحيد
                تحدقان في المدى البعيد
                الليل وحش تطعنانه مع النجوم
                بخنجريهما وخنجر السحر
                الليل خترير الردى العنيد
                يشق خنجراهما اهابه الغشوم
                لأامح العراق مرغ القمر
                على ترابه البليل ضوءه الحزين
                وقلتا غيلان تومضان بالحنين
                يرقب من فراشه ذوائب الشجر
                أمضه السهاد عذبته زحمة الفكر
                أين من الطفولة السهاد والفكر
                عيناه في الظلام تسريان كالسفين
                بأي حقل تحلمان أيما نهر
                بعودة الأب الكسيح من قرارة الضريح
                أميت فيهتف المسيح
                من بعد أن يزحزح الحجر
                هلم يا عازر
                عيناه لظى وريح
                تحرق في أضالعي مضارب الغجر
                أليس يكفي أيها الآله
                أن الغناء غابي الحياه
                فتصبغ الحياة بالقتام
                تحلني بلا ردى حطام
                سفينة كسيرة تطفو على المياه
                هات الردى أريد أن أنام
                بين قبور أهلي البعثره
                وراء ليل المقبره
                رصاصة الرحمة يا اله

                تعليق


                • في ليالي الخريف


                  في ليالي الخريف الحزين
                  حين يطغى علي الحنين
                  كالضباب الثقيل
                  في زوايا الطريق
                  في زوايا الطريق الطويل
                  حين أخلو و هذا السكون العميق
                  توقد الذكريات
                  بابتساماتك الشاحبات
                  كل أضواء ذاك الطريق البعيد
                  حيث كان اللقاء
                  في سكون المساء
                  هل يعود الهوى من جديد ؟
                  عاهديني إذا عاد .. يا للعذاب
                  عاهديني و مرت بقايا رياح
                  بالوريقات في حيرة و اكتئاب
                  ثم تهوي حيال السراج الحزين
                  انتهينا.. أما تذكرين؟
                  انتهينا.. و جاء الصباح
                  يسكب النور فوق ارتخاء الشفاه
                  و انحلال العناق الطويل
                  أين آلام الرحيل؟
                  أين لا لست أنساك و احسرتاه؟
                  **
                  في ليالي الخريف
                  حين أصغي و لا شيء غير الحفيف
                  ناحلاً كانتحاب السجين
                  خاف أن يوقظ النائمين
                  فانتحى في الظلام
                  يرقب الأنم النائيات
                  حجبتها بقايا غمام
                  فاستبدت به الذكريات
                  الغناء البعيد البعيد
                  في ليالي الحصاد
                  أوجه النسوة الجائعات
                  ثم يعلو رنين الحديد
                  يسلب البائس الرقاد !
                  في ليالي الخريف
                  حين أصغي و قد مات حتى الحفيف
                  و الهواء -
                  تعزف الأمسيات البعاد
                  في اكتئاب يثير البكاء
                  شهرزاد
                  في خيالي فيطغى علي الحنين
                  أين كنا؟! أما تذكرين
                  أين كنا ؟! أما تذكرين المساء؟!
                  **
                  في ليالي الخريف الطوال
                  آه لو تعلمين
                  كيف يطغى علي الأسى و الملال؟!
                  في ضلوعي ظلام القبور السجين
                  في ضلوعي يصبح الردى
                  بالتراب الذي كان أمي: غدا
                  سوف يأتي فلا تقلقي بالنحيب
                  عالم الموت حيث السكون الرهيب!
                  سوف أمضي كما جئت واحسرتاه
                  سوف أمضي و ما زال تحت السماء
                  مستبدون يستنزفون الدماء
                  سوف أمضي و تبقى عيون الطغاة
                  تستمد البريق
                  من جذى كل بيت حريق
                  و التماع الحراب
                  في الصحارى و من أعين الجائعين
                  سوف أمضي و تبقى فيا للعذاب!
                  سوف تحيين بعدي ، و تستمتعين
                  بالهوى من جديد
                  سوف أنسى و تنسين إلاّ صدى
                  من نشيد
                  في شفاه الضحايا -وإلا الردى

                  تعليق


                  • في يوم فلسطين


                    يا راقصين على دم الصحراء
                    قد آن يوم الثورة الحمراء
                    تلك الشرارة بعد حين تنجلي
                    عن زاخر بالنار والأضواء
                    اليوم يحطم كل شعب ثائر
                    سود القيود بضحكة استهزاء
                    ويد يفر البغي من هزاتها
                    حمراء ضرجها دم الشهداء
                    فضت فم المستعمرين بلطمة
                    لا غير قاتلة ولا شلاء
                    واليوم يصرخ كل حر غاضب
                    في وجه كل مهوس الآراء
                    تلك الواطن أين عنها أهلها
                    فتروح تعرضها على الغرباء
                    والقدس ما للقدس يمشي فوقها
                    صهيون بين الدمع والأشلاء
                    ما هتلر السفاح أقسى مدية
                    يوم الوغى من هتلر الحلفاء
                    يا أخت يعرب لن تزالي حرة
                    بين الدم المسفوك والأعداء
                    ثارت أهلك في دمانا تلتظي
                    هيهات ليس لهن من اطفاء
                    حتى يضم ثرى الجزيرة أهلها
                    أو يلبسون مطارف العلياء

                    تعليق


                    • قافلة الضياع


                      أرأيت قافلة الضّياع ؟ أما رأيت النزحين
                      الحاملين على الكواهل من مجاعات السنين
                      آثام كل الخاطئين
                      النازفين بلا دماء
                      السائرين إلى وراء
                      كي يدفنوا هابيل و هو على الصليب ركام طين
                      قابيل أين أخوك أين أخوك
                      جمعت السماء
                      آمادها لتصيح كورت النجوم إلى نداء
                      قابيل أين أخوك
                      يرقد في خيام اللاجئين
                      السل يوهن ساعديه و جئته أنا بالدواء
                      و الجوع لعنه آدم الأولى و إرث الهالكين
                      ساواه و الحيوان ثم رماه أسفل سافلين
                      و رفعته أنا بالرغيف من الحضيض إلى العلاء
                      الليل يجهض و السفائن مثقلات بالغزاه
                      بالفاتحين من اليهود
                      يلقين في حيفا مراسيهن كابوس تراه
                      تحت التراب محاجر الموتى فتجحظ في اللحود
                      الليل يجهض فالصباح م الحرائق في ضحاه
                      الليل يجهض فالحياه
                      شيء ترجح لا يموت و لا يعيش بلا حدود
                      شيء تفتح جانباه على المقابر و المهود
                      شيء يقول هنا الحدود
                      هذا لكل اللاجئين و كل هذا لليهود
                      النار تصرخ في المزارع و المنازل و الدروب
                      في كل منعطف تصيح أنا النضار أنا النضار
                      من كل سنبلة تصيح و من نوافذ كل دار
                      أنا عجل سيناء الإله أنا الضمير أنا الشعوب
                      أنا النضار
                      النار تتبعنا كأن مدى اللصوص و كل قطاع الطريق
                      يلهثن فيها بالوباء كأن السنه الكلاب
                      تلتز منها كالمبارد و هي تحفر في الجدار النور باب
                      تتصبب الظلماء كالطوفان منه فلا تراب
                      ليعاد منه الخلق و انجف المسيح مع العباب
                      كان المسيح بجنبه الدامي و مئزره العتيق
                      يسد ما حفرته ألسنة الكلاب
                      فاجتاحه الطوفان حتى ليس يترف منه جنب أو جبين
                      إلا دجى كالطين تبنى منه دور اللاجئين
                      النار تركض كالخيول وراءنا أهم المغول
                      على ظهور الصافنات و هل سألت الغابرين
                      أروضوا أمس الخيول
                      أم نحن بدء الناس كل تراثنا أنصاب طين
                      النار تصهل من ورائي و القذائف لا تنام
                      عيونها و أبي على ظهري و في رحمي جنين
                      عريان دون فم و لا بصر تكور في الظلام
                      في بركة الدم و هو يفرك أنفه بيد و كالجرس الصغير
                      يرن ملء دمي صداه تكاد تومض كل روحي بالسلام
                      حتى أكاد أراه في غبش الدماء المستنير
                      عريان دون فم كأفقر ما يكون بلا عظام
                      و بلا أب و بدون حيفا دون ذكرى كالظلام
                      أسريت أعبر تحت أجنحة الحديد به الزمان
                      من الحقول إلى المراعي فالكهوف
                      و الأرض تطمس من وراء ظهورنا كالأبجدية
                      ألدور فيها و الدوالي شاخصات كالحروف
                      فكأن أمس غد يلوح و ليس بينهما مكان
                      لم يخرجونا من قرانا و حدهنّ و لا من المدن الرخيّة
                      لكنهم قد أخرجونا من صعيد الآدميّه
                      فاليومم تمتليء الكهوف بنا و نعوي جائعين
                      و نموت فيها لا نخلف للصغار على الصخور
                      سوى هباب ما نقشنا فيه من أسد طعين
                      و نموت فيها لا نخلف بعدنا حتى قبور
                      ماذا نحط على شواهدها أ كانوا لاجئين
                      أليوم تمتليء الكهوف بنا تظلل بالخيام
                      و بالصفيح و قد تغلهن لالآجر دور
                      و النور كالتابوت فيها ليس فيه سوى ظلام
                      بين الكهوف و بين حيفا من ظلام ألف عام أو يزيد
                      بين الكهوف و بين أمس هناك بئر لا قرار
                      لها كهاوية الجحيم تلز فاها دون نار
                      تتعلق الأحداث فيها كالجلامد في جدار
                      لحدا على لحد أزيح الطين عنها و الحجار
                      من يدفن الموتى و قد كشفوا و ماتوا من جديد
                      من يدفن الموتى
                      ليولد تحت ضخرة كل شاهدة و ليد
                      من يدفن الموتى لئلا يزحموا باب الحياة
                      على أكف القابلات
                      من يدفن الموتى لنعرف أننا بشر جديد
                      في كل شهر من شهور الجوع يومىء يوم عيد
                      فنخف نحمل من تذاكرنا صليب اللاجئين
                      يا مكتبا للغوث في سيناء هب للتائهين
                      مناو سلوى من شعير و المشيمة للجنين
                      و اجعل له المطّاط سره
                      وارزقه ثديا من زجاج واحش بالأدريج صدره
                      و بأيما لغمة نقول فيستجيب الآخرون
                      و نورث الدم للصغار
                      أعلمت حين نقول دار أو سماء أي دار
                      أو سماء تخطران على العيون
                      هيهات ليس للاجئين و اللاجئات من قرار
                      أو ديار
                      إلا مرابع كان فيها أمس معنى أن نكون
                      سنظل نضرب كالمجوس نجس ميلاد النهار
                      كم ليلة ظلماء كالرحم انتظرنا في دجاها
                      نتلمس الدم في جوانبها و نعصر من قواها
                      شع الوميض على رتاح سمائها مفتاح نار
                      حتى حسبنا أن باب الصبح يفرج ثم غار
                      و غادر الحرس الحدود
                      و اختصّ رعد في مقابر صمتها يعد القفار
                      ثم امحل إلى غبار بين أحذية الجنود
                      ألليل أجهض ناره الحمى و ديمته انتحاب الضائعين
                      أليل أجهض ليس فيه سوى مجوس اللاجئين
                      ألنار تركض كالخيول وراءنا أهم المغول
                      على ظهورها الصافنات ؟ و هل سألت الغابرين
                      أروضوا أمس الخيول
                      أم نحن بدء الناس كل تراثتا أنصاب طين

                      تعليق


                      • قالوا لأيوب


                        قالوا لأيوب جفاك الآله
                        فقال لا يجفو
                        من شدّ بالإيمان لا قبضتاه
                        ترخى و لا أجفانه تغفو
                        قالوا له و الداء من ذا رماه
                        في جسمك الواهي و من ثبّته
                        قال هو التفكير عما جناه
                        قابيل و الشاري سدى جنّته
                        سيهزم الداء غدا أغفو
                        ثمّ تفيق العين من غفوة
                        فأسحب الساق إلى خلوة
                        أسأل فيها الله أن يعفو
                        عكّازتي في الماء أرميها
                        و أطرق الباب على أهلي
                        إن فتحوا الباب فيا ويلي
                        من صرخة من فرحة مست حوافيها
                        دوامة الحزن و أأيوب ذاك
                        أم أن أمنيّه
                        يقذفها قلبي فألفيها
                        ماثلة في ناظري حيّة
                        غيلان يا غيلان عانق اباك
                        ياربّ لا شكوى و لا من عتاب
                        ألست أنت الصانع الجسما
                        فمن يلوم الزارع التمّا
                        من حوله الزرع فشاء الخراب
                        لزهرة و الماء للثانية
                        هيهات تشكو نفسي الراضية
                        إني لأدري أن يوم الشفاء
                        يلمح في الغيب
                        سيترع الأحزان من قلبي
                        و يترع الدراء فأرمي الدواء
                        أرمي العصا أعدو إلى دارنا و أقطف الأزهار في دربي
                        ألم منها باقة ناضرة
                        أرفعها للزوجة الصابرة
                        و بينها ما ظلّ من قلبي

                        تعليق


                        • قصيدة إلى العراق الثائر


                          عملاء قاسم يطلقون النار آه على الربيع
                          سيذوب ما جمعوه من مال حرام كالجليد
                          ليعود ماء منه تطفح كل ساقية يعيد
                          ألق الحياة إلى الغصون اليابسات فتستعيد
                          ما لص منها في الشتاء القاسمي فلا يضيع
                          يا للعراق
                          يا للعراق أكاد ألمح عبر زاخرة البحار
                          في كل منعطف و درب أو طريق أو زقاق
                          عبر الموانئ و الدروب
                          فيه الوجوه الضاحكات تقول قد هرب التتار
                          و الله عاد إلى الجوامع بعد أن طلع النهار
                          طلع النهار فلا غروب
                          يا حفصة ابتسمي فثغرك زهرة بين السهوب
                          أخذت من العملاء ثأرك كف شعبي حين ثار
                          فهوى إلى سقر عدو الشعب فانطلقت قلوب
                          كانت تخاف فلا تحن إلى أخ عبر الحدود
                          كانت على مهل تذوب
                          كانت إذا مال الغروب
                          رفعت إلى الله الدعاء ألا أغثنا من ثمود
                          من ذلك المجنون يعشق كل أحمر فالدماء
                          تجري و ألسنة اللهيب تمد يعجبه الدمار
                          أحرقه بالنيران تهبط كالجحيم من السماء
                          و اصرعه صرعا بالرّصاص فإنّه شبح الوباء
                          **
                          هرع الطبيب إليّ آه لعلّه عرف الدواء
                          للداء في جسدي فجاء
                          هرع الطبيب إليّ و هو يقول ماذا في العراق
                          الجيش ثار و مات قاسم أيّ بشرى بالشّفاء
                          و لكدت من فرحي أقوم أسير أعدو دون داء
                          مرحى له أي انطلاق
                          مرحى لجيش الأمة العربية انتزع الوثاق
                          يا أخوتي بالله بالدم بالعروبة بالرجاء
                          هبّوا فقد صرع الطغاة و بدّد الليل الضياء
                          فلتحرسوها ثورة عربيّة صعق الرّفاق
                          منها وخر الظالمون
                          لأن تموز استفاق
                          من بعد ما سرق العميل سناه فانبعث العراق

                          تعليق


                          • لأني غريب


                            لأنّي غريب
                            لأنّ العراق الحبيب
                            بعيد و أني هنا في اشتياق
                            إليه إليها أنادي : عراق
                            فيرجع لي من ندائي نحيب
                            تفجر عنه الصدى
                            أحسّ بأني عبرت المدى
                            إلى عالم من ردى لا يجيب
                            ندائي
                            و إمّا هززت الغصون
                            فما يتساقط غير الردى
                            حجار
                            حجار و ما من ثمار
                            و حتى العيون
                            حجار و حتى الهواء الرطيب
                            حجار يندّيه بعض الدم
                            حجار ندائي و صخر فمي
                            و رجلاي ريح تجوب القفار

                            تعليق


                            • لا تزيديه لوعة

                              لا تزيديه لوعة فهو يلقاك
                              لينسى لديك بعض اكتئابه
                              قربي مقلتيك من وجهه الذاوي
                              تري في الشحوب سر انتحابه
                              و انظري في غصونه صرخة اليأس
                              أشباح غابر لا من شبابه :
                              لهفة تسرق الخطى بين حفنيه
                              و حلم يموت في أهدابه
                              **
                              و اسمعيه إذا اشتكى ساعة البين
                              و خاف الرحيل- يقوم اللقاء
                              و احجبي ناظريه, في صدرك المعطار
                              وعن ذاك الرصيف المضاء
                              عن شراع يراه في الوهم ينساب
                              وموج يحسه في المساء :
                              الوداع الحزين!! شذى ذراعيك
                              عليه على الأسى والشقاء
                              **
                              حدثي حديثيه عن ذلك الكوخ
                              وراء النخيل بين الروابي
                              حلم أيامه الطوال الكئيبات
                              فلا تحرميه حلم الشباب
                              أوهميه بأنه سوف يلقاك
                              على النهر تحت ستر الضباب
                              وأضيئي الشموع في ذلك الكوخ
                              وإن كان كله من سراب
                              **
                              كلما ضج شاكيا في ذراعيك
                              انتهاء الهوى صرخت انتهارا
                              فارتمي أين يرتمي صدره الجـ
                              ـاش حزناً وحيرة وانتظارا ؟
                              اغضبي وادفعيه عن صدرك
                              القاسي وأرخي على هواه الستارا
                              أوصدي الباب خلفه.. واتركيه
                              مثلما كان.. للدجى والصحارى !

                              تعليق


                              • لقاء و لقاء


                                لست أنت التي بها تحلم الروح و لست التي أغني هواها
                                كان حب يشد حولي ذراعيك و يدني من الشفاه الشافاها
                                و اشتياق كأنما يسرق الروح فما في العيون إلا صداها!
                                و انتهينا فقلت أني سأنساه و غمغمت سوف ألقى سواها
                                **
                                أمس طال اللقاء حتى تثاءبتِ و شاهدت في يديك الملالا
                                في ارتخاء النسيج تطويه يمناك و عيناك ترمقان الشمالا
                                في الغياب الطويل و المقعد المهجور ترمي يدي عليه الظلالا
                                في الشفاه البطاء تدنو من الكوب و ترتد ثم تلقى سؤالا
                                **
                                التقينا أهكذا يلتقي العشاق؟ أم نحن وحدنا البائسان؟
                                لا ذراعان في انتظاري على الباب و لا خافق يعد الثواني
                                في انتظاري و لا فم يعصر الأزمان في قبله و لا مقلتان
                                تسرقان الطريق و الدمع من عيني والداء و الأسى من كياني
                                **
                                قد سئمت اللقاء في غرفة أغضى على بابها اكتئاب الغروب :
                                الضياء الكسول و المزهريات تراءى بهن خفق اللهيب
                                كالجناح الثقيل في دوحة صفراء في ضفة الغدير الكئيب
                                **
                                و احتشاد الوجوه مثل التماثل احتواهن معبد مهجور
                                سمرت قبلة التلاقي على ثغري فعاد كما يطل الأسير
                                من كوى سجنه إلى بيته النائي كما يخفق الجناح الكسير
                                للغدير البعيد كالموجة الزرقاء جاشت فحطمتها الصخور!
                                **
                                عز حتى الحديث بين الأحاديث و حتى التقاؤنا بالعيون
                                في فؤادي الشقي مثل الأعاصير و في سادعي مثل الجنون
                                التقينا ؟ أكان شوقي للقياك اشتياقيا إلى الضياء الحزين
                                واحتشاد الوجوه في الغرفة الجوفاء و الشاي و الخطى و اللحون
                                **
                                الخطى و اللحون من فجوة الباب تسللن و الضياء الضئيلا
                                و الأزاهير تشرب النور في بطء و يعكسنه ابتسامًا ذليلاً
                                كابتساماتي الحيارى و إطراقي برأسي و قد ذكرت الحقولا
                                و الغناء الطروب و المعبر المغمور بالنور و الشذى و النخيلا
                                **
                                لست أنت التي بها تحلم الروح و لكنه الغرام المضاع:
                                الخطى العابرات في النور و الأنداء و الشط و الضحى و الشراع
                                التقينا يد تمد إلى أخرى و للنور في الشفاه التماع
                                ترقص القبلة المرجاة فيه ثم يدنو فم و تطوي ذراع!
                                **
                                لست أنت التي بها تحلم الروح-ولكنهانتظار اللقاء
                                انتظار التي تحلم بها الروح إذا لفها اكتئاب المساء
                                و استبد الحنين و انثالت الأصداء من كل ضفة قمراء
                                لا تراها العيون في عالم ناء و من كل باب كوخ مضاء
                                **
                                إنها الآن في انتظاري تجيل الطرف حيرى على امتداد الطريق
                                و المساء الكئيب قد ماج بالأصداء تنساب من مكان سحيق
                                اتبعينا.. فإن في الشاطيء النائي شراعا يهيم بالتصفيق
                                و الحبيب المجهول ناداك و امتدت ذراعاه في انتظار عميق

                                تعليق

                                مواضيع تهمك

                                تقليص

                                المنتدى: المكتبة الالكترونية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 04:01 PM
                                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:44 PM
                                المنتدى: التعريف بالهندسة الصناعية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:38 PM
                                المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-10-2025 الساعة 01:22 AM
                                المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-04-2025 الساعة 12:04 AM
                                يعمل...
                                X