إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الباحث عن المستحيل الشاعر أمل دنقل

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #61
    الزيارة



    يقال لم يجئ..
    وقيل: لا .. بل جاء بالأمس
    واستقبلته في المطار بعثة الشرف
    وأطلقوا عشرين طلقة- لدى وصوله-
    وطلقة..في كبد الشمس
    (لذا فإن الشمس لم تشرق علينا ذلك الصباح)

    وقيل.. قيل إنه بعد مجئيه انصرف!
    فلم يطب له المقام.
    وقيل معشوقته هى التى لم ترض بالمقام
    ثارت.. لأن كلبها الأثير لم يحتمل الحر..
    فعافت نفسه الطعام
    (أصدرت السلطات مرسوماً بأن يكف الطقس عن حرارته!!
    لذا فإن الشمس لم تشرق علينا هذا الصباح)

    من منكم الذي رأى صورته تنشر في صدارة الصحف
    يقال إن أذنه مقطوعة الصوان!
    هل شظيه في الحرب؟!
    هل خنجر لأمرأة غيور؟
    أم.. شده سيده منها مؤنباً..
    ما فاقتلعتها يده في الجذب؟!
    وقيل إن أنفه ملتهب من الشراب
    ويدمن النساء في نداوة الشباب
    (فهومن الفرسان في هذا المجال:
    قرر أن ينضم باسم شعبة للأمم المتحده..
    حين رأى موظفاتها بديعات الجمال ! )
    أنّى مشى..تحوطه حاشيه من النساء
    يكسفن وجه الشمس أو يخسفن القمر
    (لذا فإن الشمس لم تشرق علينا هذا الصباح )

    ظللتُ أصغي للذي يشيع
    حتى تهدلت على أذني أقاويل الوشاة
    لكنني...حين أويت في نهاية المساء
    عثرت في الراديو على محطة تغدق فوقه الثناء
    تقول عنه..انه لولاه..ما تساقط المطر
    ولا تبلور الندى...ولا تنفس الشجر
    ولا تدفأت عاصفير الشتاء
    كان المذيع لاينأى يقول
    يصفه بأنه حامي حمى الدين المنيع
    وانه ينهج في حياته نهج الرسول

    ترى ..أكان صدقا ما تتناقل الشفاه ؟!؟
    أم كان صدقا مايقوله المذيع؟!؟

    تعليق


    • #62
      أيدوم النهر ؟

      أيدوم لنا بستان الزهر
      والبيت الهاديء عند النهر
      أم يسقط خاتمنا في الماء
      ويضيع.. يضيع مع التيار
      وتفرقنا الأيدي السوداء
      ونسير علي طرقات النار
      لا نجرؤ تحت سياط القهر
      أن نلقي النظرة خلف الزهر
      ويغيب النهر.
      *
      أيدوم لنا البيت المرح
      نتخاصم فيه ونصطلح
      دقات الساعة والمجهول
      تتباعد عني حين أراكِ
      وأقول لزهر الصيف.. أقول
      لو ينمو الورد بلا أشواكِ
      ويظل البدر طوال الدهر
      لا يكبر عن منتصف الشهِر
      آه يا زهر..
      لو دمت لنا..
      أو دام النهر.

      تعليق


      • #63
        فقرات من كتاب الموت



        - 1 -


        كلَّ صَباح..
        أفتحُ الصنبورَ في إرهاقْ
        مُغتسِلاً في مائِه الرقْراقْ
        فيسقُطُ الماءُ على يدي.. دَمَا!
        وعِندما..
        أجلسُ للطّعام.. مُرغما:
        أبصرُ في دوائِر الأطباقْ
        جماجِماً..
        جماجِماً..
        مفغورةَ الأفواهِ والأَحداقْ!!


        - 2 -


        أحفظُ رأسي في الخزائنِ الحديديّهْ
        وعندما أبدأُ رِحلتي النهاريّة
        أحمل في مكانِها.. مذياعا!
        (أنشرُ حوليَ البياناتِ الحماسيّةَ.. والصُّدَاعا)
        وبعد أن أعودَ في خِتامِ جولتي المسائيّة
        أحملُ في مكان رأسي الحقيقيّه:
        قنّينيةَ الخمرِ الزُجاجيّه!
        أعودُ مخموراً الى بيتيَ..
        في الليلِ الأخيرْ
        يوقفُني الشرْطيُّ في الشّارع.. للشُّبْهه
        يوقفُني.. برهه!
        وبعد أن أرشُوَهُ.. أواصل المسير!

        تعليق


        • #64
          خمس اغنيات لحبيبتى

          على جناح طائر
          مسافر..
          مسافر..
          تأتيك خمس أغنيات حب
          تأتيك كالمشاعر الضريرة
          من غربة المصب
          إليك: يا حبيبتي الاميره
          الأغنية الأولى
          مازلت أنت.....أنت
          تأتلقين يا وسام الليل في ابتهال صمت
          لكن أنا ،
          أنا هنـــــــا:
          بلا (( أنا ))
          سألت أمس طفلة عن اسم شارع
          فأجفلت..........ولم ترد
          بلا هدى أسير في شوارع تمتد
          وينتهي الطريق إذا بآخـر يطل
          تقاطعُ ،
          تقاطع
          مدينتي طريقها بلا مصير
          فأين أنت يا حبيبتي
          لكي نسير
          معا......،
          فلا نعود،
          لانصل.
          الأغنية الثانية
          تشاجرت امرأتان عند باب بيتنا
          قولهما علي الجدران صفرة انفعال
          لكن لفظا واحدا حيرني مدلوله
          قالته إحداهن للأخرى
          قالته فارتعشت كابتسامة الأسرى
          تري حبيبتي تخونني
          أنا الذي ارش الدموع ..نجم شوقنا
          ولتغفري حبيبتي
          فأنت تعرفين أن زمرة النساء حولنا
          قد انهدلت في مزلق اللهيب المزمنة
          وانت يا حبيبتي بشر
          في قرننا العشرين تعشقين أمسياته الملونة
          قد دار حبيبتي بخاطري هذا الكدر
          لكني بلا بصر:
          أبصرت في حقيبتي تذكارك العريق
          يضمنا هناك في بحيرة القمر
          عيناك فيهما يصل ألف رب
          وجبهة ماسية تفنى في بشرتها سماحة المحب
          أحسست أني فوق فوق أن اشك
          وأنت فوق كل شك
          وإني أثمت حينما قرأت اسم ذلك الطريق
          لذا كتبت لك
          لتغفري
          الأغنية الثالثة
          ماذا لديك يا هوى
          اكثر مما سقيتني
          اقمت بها بلا ارتحال
          حبيبتي: قد جاءني هذا الهوى
          بكلمة من فمك لذا تركته يقيم
          وظل ياحبيبتي يشب
          حتى يفع
          حتى غدا في عنفوان رب
          ولم يعد في غرفتي مكان
          ما عادت الجدران تتسع
          حطمت يا حبيبتي الجدران
          حملته ، يحملني ،
          الى مدائن هناك خلف الزمن
          اسكرته ، اسكرني
          من خمرة أكوابها قليلة التوازن
          لم افلت
          من قبضة تطير بي الى مدى الحقيقة
          بأنني أصبت،....اشتاق يا حبيبتي

          تعليق


          • #65
            المــوت فــي الــفــراش


            أيها السادة: لم يبق اختيار....
            سقط المهر من الإعياء,...
            وانحلت سيور العربة...
            ضاقت الدائرة السوداء حول الرقبة...
            .صدرنا يلمسه السيف,....
            وفي الظهر: الجدار!....

            أيها السادة: لم يبق انتظار....
            قد منعنا جزية الصمت لمملوك وعبد...
            وقطعنا شعرة الوالى ((ابن هند))....
            ليس ما نخسره الأن....
            سوى الرحلة من مقهى إلى مقهى...
            ومن عار.إلى عار!!....
            على محطات القرى...
            ترسو قطارات السهاد....
            فتنطوى أجنحة الغبار في استرخاءة الدنو....
            والنسوة المتشحات بالسواد...
            تحت المصابيح, على أرصفة الرسو....
            ذابت عيونهن في التحديق والرنو....
            على وجوه الغائبين منذ أعوام الحداد....
            تشرق من دائرة الأحزان والسلو....
            ينظرن ...
            حتى تتآكل العيون....تتآكل الليالى,...
            تتآكل القطارات من الرواح والغدو...
            والغائبون في تراب الوطن ـــا لعدو...
            لا يرجعون للبلاد...

            لا يخلعون معطف الوحشة عن مناكب الأعياد!..
            نافورة حمراء....
            طفل يبيع الفل بين العربات...
            مقتولة تنتظر السيارة البيضاء...
            كلب يحك أنفه على عمود النور..
            مقهى , ومذياع , ونرد صاخب,وطاولات....
            ألوية ملوية الأعناق فوق الساريات...
            أندية ليلية...كتابة ضوئية...
            الصحف الدامية العنوان....
            بيض الصفحات...حوائط وملصقات...
            تدعو لرؤية(الأب الجالس فوق الشجرة)....
            والثورة المنتصرة!..

            تعليق


            • #66
              إيقاعات:..
              سرحان يا سرحان..
              والصمت قد هدك..
              حتى متى وحدك...
              يخفرك السجان؟...
              نقتل ,أونقتل...
              هذا الخيار الصعب...
              وشلنا بالرعب....
              تردد العزل...
              في البيت ,
              في الميدان...نقتل يا سرحان!...

              أبخرة الشاي تدور في الفناجين,
              وتشرئب...
              يلتم شمل العائلة....
              إلا الذي في الصحراء القاحلة....
              يرقد في أمعاء طائر وذئب
              (يهبط من صورته المقابله
              يلتف حول رأسه الدامي
              شريط الحزن يجلس قرب الركن
              يصفى إلى ثرثرة الأفواه والملاعق المبتذلة ..
              ينشق في وقفته...نصفين..
              يصب في منتصف الفنجان...
              قطرتين من دمه,...
              ينكسر الفنجان....شظيتين)
              ينكسر النسيان...
              وهو يعود باكيا إلى إطار الصورة المجللة....
              بآية القرآن!....
              إيقاعات:...
              الدم قبل الدم...
              نلبسه...رداء....
              والدم صار ماء...
              يراق كل يوم...
              الدم في الوسائد....
              بلونه الداكن...
              واللبن الساخن..
              تبيعه الجرائد....
              اللبن الفاسد...
              اللبن الفاسد...
              اللبن الفاسد...
              يخفى الدم ــ الشاهد
              ((أموت في الفراش....مثلما تموت العير))
              أموت, والنفير...يدق في دمشق
              أموت في الشارع:
              في العطور والأزياء
              أموت,والأعداء....
              تدوس وجه الحق...
              ((وما بجسمي موضع إلا وفيه طعن برمح))
              إلا وفيه جرح,
              إذن....
              ((فلا نامت عيون الجبناء))

              تعليق


              • #67
                كلمات سبارتكوس الأخيرة



                ( مزج أوّل ) :


                المجد للشيطان .. معبود الرياح
                من قال " لا " في وجه من قالوا " نعم "
                من علّم الإنسان تمزيق العدم
                من قال " لا " .. فلم يمت ,
                وظلّ روحا أبديّة الألم !


                ( مزج ثان ) :


                معلّق أنا على مشانق الصباح
                و جبهتي – بالموت – محنيّة
                لأنّني لم أحنها .. حيّه !


                يا اخوتي الذين يعبرون في الميدان مطرقين
                منحدرين في نهاية المساء
                في شارع الاسكندر الأكبر :
                لا تخجلوا ..و لترفعوا عيونكم إليّ
                لأنّكم معلقون جانبي .. على مشانق القيصر
                فلترفعوا عيونكم إليّ
                لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ
                يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه !
                " سيزيف " لم تعد على أكتافه الصّخره
                يحملها الذين يولدون في مخادع الرّقيق
                و البحر .. كالصحراء .. لا يروى العطش
                لأنّ من يقول " لا " لا يرتوي إلاّ من الدموع !
                فلترفعوا عيونكم للثائر المشنوق
                فسوف تنتهون مثله .. غدا
                و قبّلوا زوجاتكم .. هنا .. على قارعة الطريق
                فسوف تنتهون ها هنا .. غدا
                فالانحناء مرّ ..
                و العنكبوت فوق أعناق الرجال ينسج الردى
                فقبّلوا زوجاتكم .. إنّي تركت زوجتي بلا وداع
                و إن رأيتم طفلي الذي تركته على ذراعها بلا ذراع
                فعلّموه الانحناء !
                علّموه الانحناء !
                الله . لم يغفر خطيئة الشيطان حين قال لا !
                و الودعاء الطيّبون ..
                هم الذين يرثون الأرض في نهاية المدى
                لأنّهم .. لا يشنقون !
                فعلّموه الانحناء ..
                و ليس ثمّ من مفر
                لا تحلموا بعالم سعيد
                فخلف كلّ قيصر يموت : قيصر جديد !
                وخلف كلّ ثائر يموت : أحزان بلا جدوى ..
                و دمعة سدى !

                تعليق


                • #68
                  ( مزج ثالث ) :


                  يا قيصر العظيم : قد أخطأت .. إنّي أعترف
                  دعني- على مشنقتي – ألثم يدك
                  ها أنذا أقبّل الحبل الذي في عنقي يلتف
                  فهو يداك ، و هو مجدك الذي يجبرنا أن نعبدك
                  دعني أكفّر عن خطيئتي
                  أمنحك – بعد ميتتي – جمجمتي
                  تصوغ منها لك كأسا لشرابك القويّ
                  .. فان فعلت ما أريد :
                  إن يسألوك مرّة عن دمي الشهيد
                  و هل ترى منحتني " الوجود " كي تسلبني " الوجود "
                  فقل لهم : قد مات .. غير حاقد عليّ
                  و هذه الكأس – التي كانت عظامها جمجمته –
                  وثيقة الغفران لي
                  يا قاتلي : إنّي صفحت عنك ..
                  في اللّحظة التي استرحت بعدها منّي :
                  استرحت منك !
                  لكنّني .. أوصيك إن تشأ شنق الجميع
                  أن ترحم الشّجر !
                  لا تقطع الجذوع كي تنصبها مشانقا
                  لا تقطع الجذوع
                  فربّما يأتي الربيع
                  " و العام عام جوع "
                  فلن تشم في الفروع .. نكهة الثمر !
                  وربّما يمرّ في بلادنا الصيف الخطر
                  فتقطع الصحراء . باحثا عن الظلال
                  فلا ترى سوى الهجير و الرمال و الهجير و الرمال
                  و الظمأ الناريّ في الضلوع !
                  يا سيّد الشواهد البيضاء في الدجى ..
                  يا قيصر الصقيع !


                  ( مزج رابع ) :


                  يا اخوتي الذين يعبرون في الميدان في انحناء
                  منحدرين في نهاية المساء
                  لا تحلموا بعالم سعيد ..
                  فخلف كلّ قيصر يموت : قيصر جديد .
                  و إن رأيتم في الطريق " هانيبال "
                  فأخبروه أنّني انتظرته مديّ على أبواب " روما " المجهدة
                  و انتظرت شيوخ روما – تحت قوس النصر – قاهر الأبطال
                  و نسوة الرومان بين الزينة المعربدة
                  ظللن ينتظرن مقدّم الجنود ..
                  ذوي الرؤوس الأطلسيّة المجعّدة
                  لكن " هانيبال " ما جاءت جنوده المجنّدة
                  فأخبروه أنّني انتظرته ..انتظرته ..
                  لكنّه لم يأت !
                  و أنّني انتظرته ..حتّى انتهيت في حبال الموت
                  و في المدى : " قرطاجه " بالنار تحترق
                  " قرطاجه " كانت ضمير الشمس : قد تعلّمت معنى الركوع
                  و العنكبوت فوق أعناق الرجال
                  و الكلمات تختنق
                  يا اخوتي : قرطاجة العذراء تحترق
                  فقبّلوا زوجاتكم ،
                  إنّي تركت زوجتي بلا وداع
                  و إن رأيتم طفلى الذي تركته على ذراعها .. بلا ذراع
                  فعلّموه الانحناء ..
                  علّموه الانحناء ..
                  علّموه الانحناء ..

                  تعليق


                  • #69
                    رسوم في بهو عربي

                    (1)

                    اللّوحةُ الأولى على الجدار :

                    ليلى " الدمشقيَّة"

                    من شرفةِ " الحمراءِ" ترنو لمغيبِ

                    الشمسِ

                    ترنو للخيوطِ البُرتقاليَّة
                    وكرمةٌ أندلسيَّةٌ ، وفسقيَّة
                    وطبقاتُ الصمتِ والغبار !
                    نقش
                    ( مولاي ، لا غالبَ إلا الله ! )

                    (2)

                    اللوحةُ الأخرى .. بلا إطارْ :
                    للمسجد الأقصى .. ( وكانَ قبلَ أن يحترقَ
                    الرُّواقْ )
                    وقبةِ الصخرةِ ، والبُراقْ
                    وآيةٍ تآكلتْ حروفُها الصغار !
                    نفش
                    ( مولايَ ، لا غالبَ إلا .. النّار ! )


                    (3)

                    اللوحةُ الداميةُ الخطوطِ ، والواهيةُ الخيوطْ :
                    لعاشق محترِق الأجفانْ
                    كان اسُمه " سَرحان"
                    يمسكُ بندقيةً .. على شَفَا السٌّقوطْ
                    نقش
                    ( بيني وبين الناسِ تلكَ " الشعرة "
                    لكن من يقبض فوقَ الثورةْ
                    يقبضُ فوق الجمرة ! )

                    (4)

                    اللوحةُ الأخيرة :

                    خريطةٌ مبتورةُ الأجزاء
                    كان اسمُها سوداءْ
                    تملأ كل الصورة
                    نقش
                    ( الناسُ سواسيةٌ - في الذلٌ- كأسنانِ المشطْ
                    في لحيةِ شيخِ النفطْ ! )

                    كتابة في دفتر الاستقبال :

                    لا تسألي النيلَ أن يُعطي وأن يَلِدا
                    لا تسألي .. أبدا
                    إني لأفتحُ عيني ( حين أفتحُها ! )
                    على كثيرٍ .. ولكنْ لا أرى أحدا!!

                    "خاتمة"

                    آه .. من يوُقفُ في رأسي الطواحينَ ؟
                    ومن ينزعَ من قلبي السكاكينَ ؟؟
                    ومن يقتُل أطفالي المساكينَ ..
                    لئلا يكبروا في الشُققِ المفروشةِ الحمراء
                    خدّامينِ ..
                    مأبونينَ ..
                    قوّادينَ ..
                    من يقتلُ أطفالي المساكينَ ؟
                    لكيلا يصبحوا - في الغدِ - شحّاذينَ ...
                    يستجدون أصحاب الدكاكينِ
                    وأبواب المرابيينَ
                    يبيعون لسياراتِ أصحابِ الملايينِ ..
                    الرياحينَ
                    وفي " المترو" يبيعون الدبابيسَ و " يس"
                    وينسلُّون في الليل يبيعون " الجَعَارينَ"
                    لأفواج الغزاة السائحينْ!

                    هذه الأرضُ التي ما وَعَدَ الله بها ..
                    مَنْ خرجوا من صُلْبها ..
                    وانغرسوا في تربها ..
                    وانطرحوا في حُبِّها ..
                    مُسْتَشهَدين !
                    فادخلوها " بسلامٍ " آمنين

                    تعليق


                    • #70
                      قالت امرأة في المدينة

                      (1)

                      سيف جدي على حائط البيت .. يبكي :
                      و صورته في ثيابِ الركوب ْ !

                      (2)

                      قالت امرأة في المدينة
                      من ذلك الأموي الذي يتباكى على دم عثمان !
                      من قال إن الخيانة تنجب غير الخيانة ؟
                      كونوا له يا رجال ..
                      أم تحبون أن يتفيّأ أطفالكم تحت
                      سيف ابن هند ؟
                      ربما ردت الريح - سيدتي – نصف ردّ
                      ضاع َ ... و ابتلعته الرمال !
                      نحن جيل الحروب ..
                      نحن جيل السباحة في الدم ..
                      ألقت بنا السفن الورقية فوق ثلوج العدم
                      ( قبضات القلوب –
                      وحدها – حطمتها ..
                      و ما زال فيها الأسى و الندوب ..)

                      نحن جيل الألم
                      لم نر القدس إلا تصاوير
                      لم نتكلم سوى لغة العرب الفاتحين
                      لم نستلم سوى راية العرب النازحين َ ،
                      و لم نتعلم سوى أن هذا الرصاص
                      مفاتيح باب فلسطين
                      فاشهد لنا يا قلم
                      أننا لن ننمْ
                      أننا لن نقف بين " لا " و " نعم "
                      ما أقل الحروف التي يتألف منها اسم ما ضاع من وطن ِ ،
                      و اسم من مات من أجله
                      من أخ ٍ و حبيب ْ !
                      هل عرفنا كتابة َ أسمائنا بالمداد
                      على كتبِ الدرس؟
                      ها قد عرفنا كتابة أسمائنا
                      بالأظافر في غرف الحبس
                      أو بالدماء على جيفة الرمل و الشمس ،
                      أو بالسواد على صفحات الجرائد قبل الأخيرة .
                      أو بحداد الأرامل في ردهات ( المعاشات) ،
                      أو بالغبار الذي يتوالى على الصور
                      المنزلية للشهداء
                      الغبار الذي يتوالى على أوجه الشهداء ..
                      إلى أن ..تغيبْ !!
                      قالت امرأة ٌ في المدينة :
                      من يجرؤ الآن أن يخفضَ العلم القرمزي
                      الذي رفعته الجماجم ْ
                      أو يبيع رغيف الدم الساخن المتخثر فوق الرمال .
                      أو يمد يد للعظام التي ما استكانت ْ
                      ( و كانت رجال ..)
                      كي تكون قوائم َ مائدة للتواقيع
                      أو قلماً
                      أو عصا في المراسمْ
                      لم يجبها أحدْ ..
                      غير سيف قديم ٍ .
                      و صورة جَد!

                      يتبع

                      تعليق


                      • #71
                        يا وجهها

                        شاء الهوى أن نلتقي سهوا
                        كم كنت أفتقدك
                        يا وجهها الحلوا ..
                        كل الذي سميته شدوا
                        من قبل ما أجدك ،
                        أضحى على شفة الصبا .. لغوا

                        كن لي كما أهوى
                        أمطر علي الدفء و السلوى
                        و يدي تبث سماتك الشجوا
                        فيئن مرتعدك

                        يا حينما أعدك
                        الصيف فيك يعانق الصحوا
                        عيناك ترتخيان في أرجوحة
                        و الثغر مرتعش بلا مأوى
                        و عذابه : سلوى
                        إن جئت أنفض عنده الشكوى

                        في الليل أفتقدك
                        فتضئ لي قسماتك النشوى
                        تأتي خجول البوح مزهوا
                        و على ذراع الشوق استندك
                        و أحس في وجهي لظى الأنفاس
                        حين يلفني رغدك !
                        و أنام !

                        تحملني رؤاك لنجمة قصوى
                        نترفق الخطوا
                        نحكي ، فأرشف همسك الرخوا
                        و يهزني صحوي ..فافتقدك
                        لكن بلا جدوى
                        بلا جدوى !

                        يا وجهها الحلوا
                        امطر ، فاني مجدب السلوى
                        مازلت لا أقوى
                        أن أنقل الخطوا
                        إن فاتني سندك

                        يا وجهها الحلوا
                        مازلت أفتقدك
                        مازلت أفتقدك

                        تعليق


                        • #72
                          نجمـــــــة الســــــــراب

                          صديقــــتى شـــدّت علــى يــــدى ..
                          وقالـــت ؛ لـــن أزور غـــــــــــرفتك
                          ان شــئت .. فلنبــق معا الى الأبـــد .
                          ولــم أ رد
                          لأن ثــوب العــرس ـــ فى معــارض الأزيـــــاء ـــ
                          نجمــة تـــدور فــــى ســـــراب .
                          ولـــم أزل أدق بـــابا بعـــــد بــاب
                          وخطــوتى تنهيـــده ، وأعيــــنى ضبـــاب
                          حتى بلــغت غـــرفتى فـــى اّخــــر المطــــاف
                          وقـــطّتى تــــلد ...
                          مـــواؤها ؛ عـــذاب أنـــثى ليــــلة المخــــاض
                          أنـــثى وحـــيدة .. تــلد .
                          وأخـــلد الجيـــــران للســــكون
                          وقـــطّهم بجلــس ـــ فى الشــباك ــ ناعس العيون
                          يلــعق فى فرائــــه المنــقّط البيـــاض
                          يلــعق ـــ عــن فرائــه ــ عــذاب قــطّتى الممتــدّ
                          ســعت اليـــه ذات ليــله ،
                          ولــم تســله ثـــوبا للزفـــــــاف !
                          لأن ثـــــوب العـــرس
                          ــــ فى معارض الأزيـــاء ـــ
                          نجمة تــدور فـــى ســــراب !!

                          تعليق


                          • #73
                            رباب

                            (1)

                            جلستنا الأولي: وعيناك المليئتان بالفضول..
                            تفتشان عن بداية الحديث،
                            وابتسامةٌ خجول في شفتيك العذبتين..
                            وارتباكنا يطول في لحظات الصمت والظمأ
                            نقرتُ فوق مسند المقعد..
                            قُلت ما يُقال عن رداءة الطقس
                            تسَّمرت عينايّ في استدارة الياقة في معطفك الجميل.
                            وكان صوتك المغنَّي يتحسس الطريق في شراييني..
                            ويمسح الصدأ.
                            وكُنتُ ألوي في رباط عنقي،
                            أربت ظهر قلقي،
                            أمسح خيط العرق الضئيل
                            أبصر: شرخاً في زجاج الباب،
                            لون الزخرف المنقوش في مفارش الموائد،
                            الوردة وهي تنحني في الكوب
                            شفَّها الذبول.
                            ليلتها: عيناك هاتان المليئتان بالفضول
                            طاردتاني لحظة بلحظةٍ.. في دوران السلم الطويل
                            وفي سريري ظلتا تغنيان آخر الليلِ
                            وحين ضاق الصدر بالحنين.. وامتلأ..
                            فرفتا حولي فقلتُ..
                            قلتُ لهما كل الذي أردت أن أقول..
                            وخليج عيونٍ خضرٍ ترسو فيه أشرعة الشوق
                            قلبي ما كاد يشب عن الطوق..
                            حتي أبحَرَ في عينيها الواسعتينِ..
                            برحلته الأولي..
                            لكي أشهدها - الليلة ُ - تتكئُ عليه..
                            كما كانت تتكئُ عليّ!
                            يشبك في إصبعها خاتَمه الذهبي..
                            وتمر علي جبهته بأناملها الرخصة.
                            هل تهجرني الأحزان؟
                            وأنا أشهد فاتنتي تستدفئ في أحضان القرصان؟؟!!

                            (2)

                            ألمحُ وجهكِ المُضيء.. يا رباب
                            في مستطيل النورِ عندما يشعُّ في انفراجِ باب
                            في وهج اللفافةِ الأخيرة
                            في لمعة المنافض المزوًّقة
                            في لمسات اللوحة المعلقة..
                            في دَورة الفراشِ في السقفِ
                            وفي انغلاقة الكتاب
                            في ذوبان الثلج في الأكواب
                            في رنة الملاعق الصغيرة
                            في صمتة المذياع برهة قصيرة
                            في ثنيات الظل في الثياب
                            في غبش النوافذِ الصامت
                            بعد ساعة الضباب
                            (بالريح المقهورة..
                            بالأمكنة المهجورة
                            بسني الحب الغارب..
                            بالقمر الشاحب
                            وبأعوامي الستةِ عشر
                            وبخصلة شعر)
                            أقسم ألا يسقط قلبي في شرك الهدب الأسود
                            ألا أفتح يوماً هذا الباب الموصد

                            تعليق


                            • #74
                              صلاة

                              أبانا الذي في المباحث
                              نحن رعايك
                              باق لك الجبروت
                              وباق لنا الملكوت
                              وباق لمن تحرس الرهبوت
                              تفردت وحدك باليسر . إن اليمين لفي الخسر .
                              أما اليسار ففي العسر .. إلا الذين يماشون .
                              الا الذين يعيشونيحشون بالصحف المشتراة العيون
                              فيعشون..
                              الا الذين يشون
                              الا الذين يوشون ياقات قمصانهم بالسكوت
                              تعاليت ,ماذا يهمك ممن يذمك
                              اليوم يومك.. يرقى السجين إلى سدة العرش
                              والعرش يصبح سجنا جديدا
                              وانت مكانك
                              قد يتبدل رسمك لكن جوهرك الفرد لايتبدل
                              الصمت وسمك الصمت هو اسمك
                              الصمت اين التفت يرين ويسمك
                              بين خيوط يديك المشبكتين المصمغتين تلف الفراشة والعنكبوت
                              ابانا الذي في المباحث كيف تموت
                              واغنية الثورة الابدية ليست تموت

                              تعليق


                              • #75
                                قلبى و العيون الخضر


                                صبيا كان
                                شددت على يديه القوس
                                أعلمه الرماية
                                ( كي يفوق بقية الأقران )
                                فلما اشتد ساعده ..


                                ثلاث سنين
                                أبارز قلبي المفتون
                                يجمع بيننا ليل , ويفصلنا نهار قتال
                                تطل عليّ- خلف لثامه- عينان خضراوان
                                ( كأوردة تلون بطن ركبة عانس عجفاء )
                                وقبلا .. كانتا في وجه قديسة
                                ثلاث سنين
                                ينازلني , أنازله
                                لهاث ساخن , وغبار
                                يرف على الفم المزموم,
                                ثم يرين فوق العشب والأسوار
                                وكان الفخ قرب الباب
                                سقطت ملوّث الرئتين والأثواب
                                أشاحت عني العينان
                                وكنت تراب
                                وكان يدير لي كتفيه في استهزاء
                                .. وتعرف أنت
                                ماذا يفعل المغلوب مثلي
                                حين يوليه العدو الظهر,
                                وفي كفي بقايا سهم


                                وطفلا كنت , كالأطفال
                                ومركبة من الكلمات تحملني لعرش الشمس
                                وقلدني الهوى سيفه:
                                إلى ذات العيون الخضر
                                وكوكبة من الربات مصطفة
                                إلى ذات العيون الخضر

                                تعليق

                                مواضيع تهمك

                                تقليص

                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-08-2025 الساعة 11:33 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-04-2025 الساعة 05:29 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-31-2025 الساعة 10:07 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-30-2025 الساعة 11:48 PM
                                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 05-30-2025 الساعة 09:36 AM
                                يعمل...
                                X