إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأديب اللبناني جبران خليل جبران ملف كامل

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مضت نأبى لها ذما

    مضت نأبى لها ذما
    كما نأبى لها حمدا
    أساءت في أوائلها
    وساء ختامها جدا
    فيا سنة عددنا من
    أسى ساعاتها عدا
    شفيعك يوم مسعدة
    زها شمسا علا جدا
    حبانا ملء دنيانا
    وملء زمانها سعدا
    إذا ما أرخوك غدا
    لبدء حياتنا عهدا
    أقال عثار أمتنا
    وأبدل ذلنا مجدا
    فلا رق ولا ظلم
    ولا مولى ولا عبدا
    تساوينا تآخينا
    وعاد عداؤنا ودا
    وأصبحنا بني عثمان
    شيب القوم والمردا
    لنا وطن بأنفسنا
    وأنس ما لنا يفدى
    ندين على تشعبنا
    به دينا لنا فردا
    إذا نادى بنا سرنا
    إليه جميعنا جندا
    وجئنا من معابدينا
    نرى في الملتقى بندا
    لنعم العام مسدينا
    من الإسعاف ما أسدى
    هي الشورى أعز الله
    مهديها وما أهدى
    فما من راحة أشفى
    وما من راحة أندى
    وما من مطلع أصفى
    وما من طالع أهدى
    غفرنا ذنب ذاك العام
    ما آذى وما أردى
    وبين السوء والحسنى
    غفرنا الألف بالإحدى


    فيك خطب العلى فدح

    فيك خطب العلى فدح
    إذ توليت يا فرح
    عثرة دون روعها
    عثرة النسر إذ جنح
    إن فألا به دعوك
    تناهى إلى ترح
    بح صوت لأمة
    أسف الفضل أن يبح
    يا له كوكبا خبا
    يا له متعبا رزخ
    مات ندب بمثله
    قلما عصره سمح
    كان بالحزم ضابطا
    نازع النفس إن جمح
    يدرك المطلب
    الأشق وفي عزمه مرح
    من يعش عيش ماجد
    نهجه بعده وضح
    إمض في الجد وانتهز
    فرص المجد ما تتح
    أي معنى لعيشة
    في اغتباق ومصطبح
    يعمر العمر بالعلى
    ذلك المذهب الأصح
    أسفا أن يبين من
    دون أوصافه المدح
    كان أنطون كاتبا
    بالهدى صدره انشرح
    زين خلقا وخلقة
    بالغوالي من المنح
    وعلى ذهنه الخلوص
    بما شاءه فتح
    وله من بدائع
    الفكر ما قلما سنح
    يجد الطرف بينها
    طرفا كلما سرح
    عشق الحق والذي
    يعشق الحق مفتضح
    بين جيل عدو من
    قال صدقا ومن نصح
    ألمحبات والكرامات
    فيهم لمن نجح
    رسب الطبع بينهم
    وعلا كل مصطلح
    فتوطن في الأوج يا
    من شجا الأرض إذ نزح
    وتبدل من بؤس أيامك
    الخلد في فرح


    أنزل الروع في صلاب العماد

    أنزل الروع في صلاب العماد
    ذلك الخطب في عميد البلاد
    ومشت أمة تشيع طودا
    حملته أيد على أعواد
    ما أجل الحياة أجنت فاغنت
    بالمساعي وزكيت بالايادي
    يا أبا العصر عشتها مئة من
    طيبات الإصدار والإيراد
    إن تناهى امتدادها لم تجاوز
    دعوات الورى لها باقتداد
    قل من مات بعد دهر كما
    مت وحق عليه لبس الحداد
    أمد عشته مديد ولكن
    قصرته السعود في الآماد
    جزته هانئا وبورك فيه
    لك ما شئت بالعطايا الجياد
    عز من نال مثل ما نلت من
    عمر ونجل وثروة في العباد
    ذاك فضل أوتيته غير مسبوق
    وحظ أصبته بانفراد
    بلغ المنتهى وقد بت مذكورا
    بخير حيا على الاباد
    من يبيع الدنيا له خير زاد
    والذي يشتري له شر زاد
    إن ذا النعمة الذير يزكي
    لجماد موكل بجماد
    وقدير على العطاء ولا
    يعطي جدير بالفقر ذاك اعتقادي
    هان قدرا في الناس إن عاش أو مات
    وساءت عقباه يوم التنادي
    ولهذا آثرت أجمل ما يؤثر
    أهل التقى من الاجواد
    فعليك السلام يوسف أحرز
    بعد طيب المعاش طيب المعاد
    ما تعزت عنك المواطن إلا
    بفتاك الحر الكبير المراد
    وعزاء البلاد هل هو إلا
    في قيام العماد بعد العماد

    تعليق


    • يا بانيات بالاتحاد

      يا بانيات بالاتحاد
      مستقبل الخير للبلاد
      بورك رهط الهدى وحزب
      التقى وجيش الرشاد
      في داره هذه تجلت
      إحدى مبراته العداد
      أي مثال غال وعال
      للصدق في الرأي والجهاد
      ل يحتذيه الكرام منا
      لانتشر العلم في السواد
      مصر فخور بسيدات
      يبررن برا بلا نفاد
      قد اتبعن الهدى حصافا
      ولم يبالين بالعوادي
      منشئات للشعب جيلا
      ينمو على أقوام المبادي
      بالعلم والفن مصلحات
      ما بثه الجهل من فساد
      حتى أشادت بفضل مصر
      حواضر الشرقوالبوادي
      ملكتانا يرعاهما الله
      أولتانا أسنى الايادي
      ما أبهج الشمس حين يجلو
      طلعتها موكب الغوادي
      وخير آلائها جمال
      من أفق ذاك الجلال باد
      يا سعد من ساسهم مليك
      لشعبه وهاد
      ليحيا فاروقنا ويبلغ
      من المعالي أسمى المراد
      الشرق في ظله عزيز
      والمجد ما شاء في ازدياد



      تمنيت لو لم تعصني قطرة الندى

      تمنيت لو لم تعصني قطرة الندى
      فأطلع منها في دجى الذكر فرقدا
      ولكن جهدي دون أدنى رغائبي
      فكن لخيالي أيها الشعر مسعدا
      أعني على قول حكيم تصوغ لي
      معانيه درا ومبناه عسجدا
      أغنيه ترديدا بإيقاع وحيه
      فيطرب إطراب المثاني مرددا
      عليك سلام الله يا زمنا بنى
      نوابغه للضاد مجدا مخلدا
      أيرجع صوت بعد ألف ونيف
      إليك ولا تنبو به حجب الردى
      شقرأ مهتزا تحية عصرنا
      وتسمع معتزا صداك المرددا
      لئن بت في الغيب القصي محجبا
      لقد عدت في هذا الزمان مجددا
      كأنك والأحقاب أمواج زاخر
      تبسطن فيما امتد بعدك من مدى
      وقفت عليها موفيا من يفاعها
      وألقيت طيفا في نهايتها بدا
      تغيرت الأسماء والعصر لم يزل
      كما كنت في الأعصار فردا موحدا
      فكدنا نخال الدهر قابل حالة
      ودابرها ثم استوى مترددا
      ألست إذا آنست من عهدنا سنى
      لحكمة سوقي قلت حكمة أحمدا
      ألست إذا شاقتك أبيات حافظ
      حسبت أبا تمامك اليوم منشد
      ألست إذا غناك صبري مسائلا
      أللبحتري الصوت رجعه الصدى
      ألست إذا ناجتك روح ضريرنا
      ذكرت ضريرا بالمعرة وسدا
      لقد بعث الله القريض وأنشرت
      له دولة العباس ملكا مؤيدا
      ومن آيها تكريمنا اليوم حافظا
      وتمجيدنا منه سريا ممجدا
      فتى الأدب الجد الذي لا يشوبه
      مزاح ولا يلفى ابتسام به سدى
      مقوم تأويد حيثما
      تبين بين الناس خلقا مأودا
      مجود صوغ القول لا ينثر الحلى
      ولا ينظم العقيان إلا مجودا
      مفصل آيات البلاغة إن نهى
      نهى عن ضلال أو دعا فإلى هدى
      نجي المعالي تعرف الزهر في الدجى
      له حيثما سارت خيالا مسهدا
      أمير معانيه ولله دره
      إذا ما سجا أو جاش أو ناح أو شدا
      أيعروه حزن فاقرإ الوصف تلفه
      سحابا رمى ظلا على الكون أربدا
      أيرضى لنعمى نالها قمن بها
      فلا قول في الأذهان أعذب موردا
      أيطعن في شين فإنك واجد
      دما وصريعا والسنان المسددا
      أيرسم موصوفا فتلك صفاته
      حقائق حلاها الخيال وخلدا
      صديقي فاهنأ وابلغ الأوج رتبة
      فإن ترقه لا تنسنا وارق سرمدا
      العباس خير للمعالي مقلدا
      فكن بالنهى خيرا لها متقلدا

      تعليق


      • يا حافلين بعيد فيه تذكرة

        يا حافلين بعيد فيه تذكرة
        وعبرة حبذا النيروز من عيد
        تعلموا أن قوما بالتقى اعتصموا
        لهم من الله أجر غير مجحود
        ناجون مهما يساموا دون ما اعتقدوا
        من اضطهاد ومن ذل وتشريد
        آباؤكم أثبتوا للخلق أنهم
        أبلوا بلاء الأعزاء الصناديد
        وأورثوكم فخارا بانتسابكم
        إلى أولئكم الغر الأماجيد
        قالوا ومصداق ما قالوا فعائلهم
        لا شأن في العيش للضعفى الرعاديد
        فآية الشكر ان توفوا حقوقهم
        على بنيهم بتبجيل وتمجيد
        وأن تروهم على الأيام إنكم
        بالبر خلدتموهم خير تخليد
        للبطريرك أبي الأحبار طلعته
        في كل يوم بهذي الدار مشهود
        يبدو وجمعية التوفيق باسطة
        لديه آيات تحسين وتجديد
        بيمنه تدرك الأوطار ساعية
        لها بأبرع تقريب وتمهيد
        رئيسها قدوة للناس صالحة
        بالحزم والعزم والإقدام والجود
        وصحبه ومعينوه الكرام بنوا
        للعلم أخلق بنيان بتوطيد
        صرح يعد لمصر خير نابتة
        تؤتى الجنى العذب من نضر الأماليد
        فبارك الله في راعي الغراس وفي
        تلك الغراس لدهر غير محدود
        وليحيا فاروق وادي النيل مرتقيا
        إلى ذرى المجد في عز وتأييد


        يا من شكاتك في القلوب جراح

        يا من شكاتك في القلوب جراح بشفاء جسمك طابت الأرواح
        هي محنة عرضت لتكمل بعدها
        لك بهجة الأيام والأفراح
        إن تعظم السراء فهي رهينة
        بإجازة الضراء ثم تتاح
        لا كان بعد الآن إلا ما يرى
        لك في الوجود الطالع المسماح
        الخير حولك والمعالي سلم
        ترقى ذراها والزمان فلاح


        يا أيها الخافق فوق هامنا

        يا أيها الخافق فوق هامنا
        أشرف ودم فوق البنود بندا
        أنت الذي صنت الحمى وأهله
        قبلا وحررت النفوس بعدا
        أنت الذي بعثتنا من الردى
        وجئتنا بالفخر مستردا
        أنت الذي تقبس كل خامد
        إيمانه من اليقين وقدا
        أنت الذي تجلو الهلال زاهرا
        في كل حين والسماء وردا
        أنت الذي تترك أنوار الضحى
        حواسدا منك الظلال الربدا
        طاول فما فيئك إلا أمة
        ملء البلاد قادة وجندا
        أحلاس حرب حلفاء حكمة
        في السلم غر همة ورفدا
        في مثل هذا العيد عاهدناك لم
        نكذبك واليوم نعيد العهدا
        ذمتنا ذمتنا عند العلى
        والفوز كان للثبات وعاءا


        نحيي الداعيات الأوليات

        نحيي الداعيات الأوليات
        لمؤتمر النساء الفضليات
        إذا ما كان في مصر التلاقي
        تلاقي الشرق من شتى الجهات
        سلام يا حصيفات الغواني
        من المتصونات المحصنات
        سلام يا رفيعات السجايا
        من المتطوعات المحسنات
        سلام يا بنات الشرق هذا
        أوان الجد فيه للبنات

        تعليق


        • ألروض روضك يا هزار فغرد

          ألروض روضك يا هزار فغرد
          وصغ الفرائد في الأريب المفرد
          فإذا القوافي وهي منك بموعد
          كحبائب وافت وما من موعد
          تلك القلائد ما أحيلاها حلى
          لابن الجميل وهو خير مقلد
          للعبقري المحرز الفضلين من
          حسب رفيع في البلاد ومحتد
          نعم الفتى في فنه ذاك الذي
          إن يعدد الشرق النوابغ يعدد
          من مثل أنطون الجميل كاتب
          فياض مشرعة نقي المورد
          إن زاول الإنشاء أبلغ منشيء
          أو زاول الإنشاد أفصح منشد
          أسمعته يلقي القريض وينتحي
          نحوا طريفا مشجيا لم يعتد
          فإذا السرور أو الشجى في لفظة
          أو في هجاء مرسل كمردد
          وإذا معالجة بنبرة صوته
          فيها يظن رفيف جفن مسهد
          هي قدرة لم يؤتها من لم يذب
          فيها قواه ولم يكد ويجهد
          ما كل نبس للكلام بمنطق
          كلا ولا نطق علا بمجود
          أرأيته فوق المنابر خاطبا
          والناس منه بمسمع وبمشهد
          في قوله الرنان كل غريبة
          من جأر ذي لبد وصوت مغردا
          هو أعجب الخطباء مقدرة على
          أخذ الندي بما نبا عنه الندي
          ملاك أفئدة برقة نطقه
          وببأسه الخلقي والمتعمد
          وموفق الإيماء يستدني به
          مما تحب النفس كل مبعد
          فإذا ترسل لم تكن آياته
          إلا فرائد في صياغة عسجد
          فيها الأشعة قد دفقن بقوة
          دفق السيول من المداد الأسود
          يأتي روائع شردا في نثره
          كم أبطلت سحر القوافي الشرد
          فيها سنى اللمحات من زهر الدجى
          وبها شذا النفحات من زهر ندي
          ونهاية الإبداع معنى جيد
          تزهى به قسمات مبنى جيد
          إن الجميل في الجمال وفنه
          لأدق مبتدع وخير مجدد


          ليس تغوي أمة فيها هداة

          ليس تغوي أمة فيها هداة
          بشروا المظلوم في مصر قضاة
          أسعد الأقوام قوم عندهم
          رسخ الحق وأجلى الافتئات
          ماليء الأسماع درا قد نجا
          فأقرت أعينا تلك النجاة
          ذلك الفود الذي نمت له
          خلتا الفوز ذكاء وثبات
          لم يزل يدأب في مطلبه
          ونصيراه رجاء وأناة
          ناهضا أو رابضا حتى بدت
          آية الإنصاف تجلوها إياة
          فانبرى منتهزا فرصتها
          والفتى من لم تفته الفرصات
          ذاد ذودا رائعا عن حوضه
          يتجارى لفظه والعبرات
          لا لعمري ليس منقضا حمى
          وله في الموقف الصعب حماة
          شرفا يا مبرئيه إنه
          ليس في الحق على الدهر فوات
          أي حي أوتي العصمة في
          حكمه من خطة فيها هنات
          ومن الموحى إليه من عل
          مطلق الإنصاف والرأي البتات
          أوتي العقل ولم يؤت الهوى
          علم من هم أبرياء أو جناة
          وأدق الناس في تقديره
          طالما غمت عليه التبعات
          برئوا ذلك أزكى كلما
          أعرضت دون اليقين الشبهات
          أيها النابغة الشهم الذي
          بالرزايا صقلت منه الحصاة
          عد إلى مصبات المرفوع في
          خفض عيش ولتعش مصر الفتاة
          مصر ذات الشعب حرا واحدا
          لا التي ذلت وأهلوها شتات
          عد وكن نادرة العصر الذي
          قوله القول إذا ارتاب الثقات
          فلقد أعطاك ما كابدته
          من أسى أنفس ما تعطى الحياة

          مهما تقل ثمالة الموجود

          مهما تقل ثمالة الموجود
          لا تحرم المسكين قطرة جود
          فإذا حباك الله فضلا واسعا
          فالبخل خسران وشبه جحود
          بيض الأيادي خير ما أسلفته
          دفعا لا فات الليالي السود
          والمال أعوده وأجزله ربا
          ما كان فرض العبد للمعبود
          يا محسنون جزاكم المولى بما
          يربو على مساعكم المحمود
          كم رد فضلكم الحياة لمائت
          جوعا وكم أبقى على مولود
          كم يسر النوم الهنيء لساهد
          شاك ولطف من أسى مكمود
          كم صان عرضا طاهرا من ريبة
          ونفى أذى عن عاثر منكود
          دامت لكم نعماؤكم محفوظة
          من كيد ذي حقد وعين حسود
          وتحققت عند المشيب المرتجى
          آمالكم بثوابه الموعود

          تعليق


          • يا أمير الصعيد يحرسك الله
            ويرعاك يا أمير الصعيد
            تاه شطر من البلاد على شطر
            مدلا بالانتساب الجديد
            لقب باسمك الذي لا يسامى
            خط في مستهل سفر مجيد
            زاد مصر العليا علاء وأحيا
            بطريف ما فاتها من تليد
            ذلك الطالع السعيد هو
            البشرى لسكانها بعهد سعيد
            هل أتتك الأنباء ممتطيات البرق
            شوقا مستبطئات البريد
            ينبض النابض الذي حركته
            فتؤدي الحروف بالتغريد
            فإذا ما الوميض غنى بما ينقل
            غنى الفضاء بالترديد
            وإذا بش ضوءه بشت
            الآفاق من صاقب بها وبعيد
            فرح قام في الجنوب ولكن
            شمل النيل في مداه المديد
            يا مليكا جلا علاه هلال
            أين من بشره هلال العيد
            هز مينا أن عاد متصلا ما
            انبت من ملكه بملك جديد


            هل لشعري وأنت منه مرادي

            هل لشعري وأنت منه مرادي
            وصف حاليك من على وانفراد
            كل مدح أراه فيك قليلا
            وكثير ما يقتضيني فؤادي
            خطة غير بالغ كل جهدي
            بعض شيء من شوطها اعتمادي
            فليكن من تمام جودك عذري
            فقبول الأعذار شأن الجواد
            أيها الحافظ الأمين بحق
            للمعالي من طارق وتلاد
            قد وفدنا حجيج أكرم بيت
            واعتمرنا نؤم أشرف ناد
            لا يقصد البناء فخما ولا
            الزينة أبهى ما جودتها الأيادي
            لا ولا المجد باقيا عن كبار
            من كرام الآباء والأجداد
            إنما شاقنا لقاء المعالي
            والمروءات والندى والأيادي
            في فتى حازم جريء همام
            ثابت العهد صادق الميعاد
            تقف لو هزه الخطب يوما
            هز لدنا من القنا المياد
            راسخ العزم في كفاح الليالي
            باسم الوجه في قطوب العوادي
            مؤمل المستجير كهف اليتامى
            والأيامي منارة الرواد
            حيثما تدعه الديار بحسنها
            صوت حق منه وسيف جلاد
            ويجبها رأي يزل عداها
            رب رأي أغزى من الاجناد
            أي كفيل أعمى إذا قيل من
            في القوم يوم الذي ويوم التناد
            بعض تلك الخلال في نفر
            مهما يقلوا كفاية للبلاد
            وبها يدرك المقام المعلى
            من بك أتم عن هدى ورشاد
            تلك حسب الفتى مقاما وبيتا
            وحديثا يبقى على الاباد
            عش طويلا في غبطة وصفاء
            سالما ناعما رفيع العماد
            وليزن صدرك الرحيب وسام
            بات فيه وقدره في ازدياد
            فاق أنداده وتاه عليهم
            إذ تلقاه فاقد الأنداد
            نعم المالكين لا فرق فيها
            غير أن الفروق في الأفراد


            يا نخلة الخير قول

            يا نخلة الخير قول
            من صاحب لا يداجي
            ليست فتاتك إلا
            كالكوكب الوهاج
            بل وجهها الصبح يبدو
            تحت الظلام الداجي
            وأمها تتراءى
            فيه بأي ابتهاج
            عن عنصريها تلقت
            أنقى وأرقى مزاج
            أتت بكل المعاني
            وفقا لما أنت راجي
            بل فوق ما قدرته
            منى الضمير المناجي
            خفيفة الروح تخطو
            خطى القطا الدراج
            لا تستقر خفوقا
            كالزئبق الرجراج
            بيضاء سمراء صيغت
            في صورة من عاج
            لونان أو هو لون
            فيها بديع امتزاج
            مموة عالجته
            شمس أرق علاج
            لا تفصح القول إلا
            شدوا كطير الحراج
            والقول عي إليه
            تقاصر الفهم لاجي
            فحسبها الرمز حتى
            تكفى صنوف الحاج
            يا زينة البيت تزهو
            كوردة في سياج
            لشعر عميك سحر
            في سحر عينيك ساج
            عيشي وطيبي وسيري
            سديدة المنهاج
            وإن دجا الريب كوني
            أصفى وأزهى سراج

            تعليق


            • فهمت معنى العمر فهم الأريب

              فهمت معنى العمر فهم الأريب
              وعشت في دنياك عيش اللبيب
              جبلت منها ثم أنكرتها
              وكنت فيها آهلا كالغريب
              وكنت فيها ساعيا كالذي
              يجوز وعرا للقاء الحبيب
              فاعتضت من وفر بفقر ومن
              واد خصيب بعراء جديب
              واعتضت بالمسح وأطماره
              من كل ثوب ذي بهاء قشيب
              واعتضت من ملهى ومن لذة
              بمعبد الله ومنفى القلوب
              في الدير تلفى عاكفا ضارعا
              مهجدا ألف الضنى والشحوب
              وقد ترى بين الورى مثلما
              يسعف غرقى البحر حر مجيب
              تمد أسباب الهدى نحوهم
              مد منار نوره للرقيب
              لو رابهم زهر الدياجي فما
              في نور ذاك الغوث من مستريب
              فيا صفي الله يهنيك أن
              قد فزت منه باللقاء القريب
              وسرت لم تخلف أسى مظلما
              كما يرى ليل القنوط العصيب
              بل شفقا لألاؤه ناصع
              يرى خلال الدمع شبه المشوب
              أبيت نوح اليأس يا شاديا
              علم شدو الأمل العندليب
              وأنت يا حادي ركب الردى
              بنغم البشر أبيت النحيب
              فلا مناداة ولا صيحة
              ولا بكاء ههنا أو جيب
              هذا قرار للبلى صامت
              صم به السمع وعي الخطيب
              حفيرة في الأرض لكنها
              باب إلى الجنة عال رحيب
              مبيت خلد لفتى صالح
              سمح نقي النفس حر أديب
              عاجله البين فولى ولم
              يزنه من بعد الشباب المشيب
              عاش نهارا لم يكد ينقضي
              صباحه حتى تلاه الغيوب
              صلى صلاة الصبح من عمره
              ثم على الإثر صلاة الغروب



              يعجز الفكر ما يريد الفؤاد

              يعجز الفكر ما يريد الفؤاد
              فيك يا خير من بمدح يراد
              ما عرفنا في الناس قبلك فردا
              تتحلى به الصفات الجياد
              ما رأينا ذا نعمة كبرت لا
              يتولى تصغيرها الحساد
              ما شهدنا بغير وصفك أن
              يستوي الوامقون والأضداد
              ما عهدنا في كاتب أن من آياته
              صوغ الدر وهو مداد
              ما سمعنا نطقا به يزدهي
              المنبر عجبا وتطرب الأعواد
              رب جمع وقفت فيه خطيبا
              أنصتت في صدوره الأكباد
              هكذا البحر يملك الحس روعا
              وجلالا دويه الهداد
              هكذا السيل قاذفا ماءه
              المبيض حتى يظن فيه اتقاد
              أنت صوت الضمير يسأل عدلا
              حيثما العدل رحمة وسداد
              ترتقي ما تشاء في القول حتى
              يحبس القلب نبضه أو يكاد
              كلما جزت في البلاغة شأوا
              واستزادوا منحتهم ما استزادوا
              ترهب العين طرفة الجفن من حرص
              على لحظة له تستفاد
              ما النظام البديع ما المعزف المرقص
              ما المنشدون ما الإنشاد
              رب عرض دب الشقاء إليه
              ومشى السوء خلفه يرتاد
              صنته بالندى ولا شاهد إلا
              الندى والمكان والميعاد
              رب ذي فطنة أساء إليه
              زمن غالب عليه الفساد
              كاد لو لم تدركه يهجر طرسا
              أصبح الحبر فيه وهو حداد
              إن يك الجود لا نفاذ له
              عندك يوما أما لمال نفاد
              بك إذ تستعاد منك الأيادي
              فرح الشاعر الذي يستعاد
              أيها الفاضل الحبيب الذي فارقنا
              ساعة وطال البعاد
              قد بذرت الجميل في كل قلب
              فنما وهو حرمة ووداد
              ليكن بيتك الذي شدت صرحا
              ركنه المجد والرفاء العماد
              أو سماء عروسك الشمس فيها
              والنجوم السعود والأولاد

              تعليق


              • يا من زها بسناه صدر النادي

                يا من زها بسناه صدر النادي
                وهواه في المهجات والاكباد
                حفل الرجال يودعونك راحلا
                عنهم وذكرك ملء كل فؤاد
                حكموا لقاضيهم وزكوا حكمهم
                فزكا بإجماع من الأشهاد
                في زينة نظم الوفاء جمالها
                ومراده منها أجل مراد
                شرفا فما هذا وداع إنه
                عيد النزاهة أكرم الاعياد
                عيد إلى سعد ارتقائك جامع
                كبت العداة وخجلة الحساد
                نعم الجزاء لمن وفى بعهوده
                ورعى مواثق أمة وبلاد
                نعم الجزاء لمن ترقب ربه
                في صون أعراض وأمن عباد
                نعم الجزاء لمن أضاء برأيه
                فجر الصلاح عشية الإفساد
                نعم الجزاء لجاعل تصريفه
                في الحق فوق الوعد والإيعاد
                يا جامع الاضداد أبدع ما التقت
                أكذا يكون الجمع للاضداد
                أكذا يكون الحكم في ساداته
                أكذا يكون البأس في الآساد
                أكذا ندى اليد وهو شاف كالندى
                أكذا العزيمة وهي قدح زناد
                أكذا القضاء فما تكبر شامخ
                مغن لديه ولا تطامن واد
                أكذا الإدالة في سبيل العدل من
                سيف الامير لمنجل الحصاد
                بالغت في حب الفقير مبرة
                بأخي الشقاء رقيق الاستبداد
                ما كان أجدره براع منصف
                يرعى خطاه برأفة وسداد
                رفقا به وتذكرا لجميله
                أو رحمة لشقائه المتمادي
                وهو الذي فتح الملوك فتوحهم
                بهديتيه ألمال والاولاد
                وهو الذي لم تستقل أريكة
                إلا على حقويه والاعضاد
                وهو الذي لم تبن رفعة أمة
                إلا على أيد له وأياد
                لكنه قل الشكور ولم تزل
                للمرء هذي الدار دار عناد
                من ليس يعرف ما عليه وماله
                فصفيه ظلما له كالعادي
                والحق لا يعلو بغير خصومة
                مسموعة الإتهام والإسناد
                إن يركب الباغي هواه مطية
                فأشد بغيا خضع الاجياد
                عجب لعمرك أن تصادف راجلا
                يمشي فيتعب وهو رب جواد
                وأشد بدعا عز فرد جاهل
                أو مرتقى جمع قواه بداد
                كل السلامة آية مأخوذة
                عن خبرة الآباء والاجداد
                ألقوا إلى النخب الكرام قيادكم
                لكن خذوا غلواءهم بقياد
                يا خادما أوطانه بحصافة
                آثارها تبقى على الآباد
                كم في الجموع يرى ذكاء شائع
                لكن ترى الاخلاق في أفراد
                أحكم برأيك مبديء السنن التي
                هي في الخلاف منائر الرواد
                سيقول من يستها فصلا بها
                هذا القضاء قضاه عبد الهادي


                هي الحرة الزهراء جاءت على وعد

                هي الحرة الزهراء جاءت على وعد جلتها لك العلياء من مطلع السعد
                عروس يراها المعجبون كأمها
                مثال كمال فوق طائلة النقد
                نماها فؤاد وهو أروع فاضل
                صفي وفي غير مؤتشب الود
                يدين له عاصي المآرب من على
                ويدنو له قاصي الرغائب من بعد
                يسوس بحزم أمره كل أمره
                ولا ينثني جورا عن الخطة القصد
                فيا ابن أبي الإحسان أشرف منتمى
                ويا أسبق الفتيان في حلبة الكد
                ويا كوكبا أمسى بآية وجده
                قرين الثريا بوركت آية الوجد
                أبوك بنى صرحا علا فاقتفيته
                وأعليت ما تبني على العلم الفرد
                لسمعان في كل القلوب مكانة
                بها حل في أوج الكرامة والمجد
                وناهيك بالشهم الذي يبلغ السهى
                وليس بذي ند وليس بذي ضد
                خبير بتصريف الحياة وأهلها
                بصير بتحقيق للبعيد من القصد
                كبير بمسعاه كبير بحظه
                ولا فوز إلا نصرك الجدبا لجد
                معمر أحياء الفضائل والنهى
                بنسل من الآلاء ليس بذي عد
                بنوه فروع زاكيات كأصلها
                وهل عذبات الرند إلا من الرند
                بهم كل مأمول بهم كل متقى
                فللصحب ما يرضي وللخصم ما يردي
                رعى الله أما أنجبتهم وثقفت
                خلائقهم لم تأل يوما عن الجهد
                هي الزوج أوفى ما تكون لزوجها
                هي الأم أحنى ما تكون على الولد
                هي القدوة المثلى لكل عفيفة
                بأنس له حد وتقوى بلا حد
                بقلبي أدعو أن يتم شفاؤها
                وذلك فضل لست أدعو به وحدي
                فتكمل أفراح البنين بعهدها
                وتبقى بها الأفراح موصولة العهد
                ألا أيها الصرح الذي ضاق رحبه
                بحشد وأكرم بالأعزاء من حشد
                أقرت عيون الجاه فيك لييلة
                مطردة الأشجان موموقة السهد
                رأى العلية الراقون نظامها
                فراعتهم روع الفريدة في العقد
                إذا فاتت العافين آية حسنها
                فما فاتهم أن يقرأوا سورة الحمد
                تدفقت الأنوار منها على الدجى
                زواهر فيها البرء للأعين الرمد
                وفي داخل روض يغازل بالحلى
                وفي خارج روض يراسل بالند
                وقد أنشد الورد العروسين داعيا
                دعاء مجاب الصمت في مسمع الخلد
                بأن يعمرا عمرا مديدا وينعما
                نعيما جديدا دائم العود كالورد

                تعليق


                • لمصر سيوف في حديث جهادها

                  لمصر سيوف في حديث جهادها
                  حمت حوضها من أن يظل مهددا
                  وطلعت حرب في المراداة دونها
                  أبى أن يذاد الورد عنها فأوردا
                  أجل كان سيفا للحساب مجردا
                  ولم يك سيفا للضراب مجردا
                  ينافح عن أرزاق مصر لأهلها
                  ومن صان حقا ما تعدى ولا اعتدى
                  وما يمنع الجالين نفعا محللا
                  ولكنه يأبى على من تزيدا
                  المصر بنى ما عز قبلا بناؤه
                  على مقدم جلد فأعلى ومددا
                  بنى بنكها من مالها برجالها
                  وهيأ صرحا بعد صرح فشيدا
                  معالم قامت واحدا تلو واحد
                  فكانت يدا ميمونة أعقبت يدا
                  بها من جنى مصر ومن نسج كفها
                  كساها ولم يمدد غريب لها يدا
                  وسير في البحر المحيط سفينها
                  فما كان أحلى عودهن وأحمدا
                  وأطلق في الجو السحيق نسورها
                  تجوب فضاء الله مثنى وموحدا
                  وأنشأ دورا للصناعات جمة
                  بها خير عهد للصناعات جددا
                  وكم في سبيل العلم عبأ بعثة
                  وكم في سبيل الفن أنشأ معهدا
                  ييسر أرزاقا ويرعى مرافقا
                  زكت مصدرا للعاملين وموردا
                  ويولي بيوت العلم من نفحاته
                  ذرائع إصلاح لما الفقر أفسدا
                  ويذكر للآداب عهدا فما يني
                  معينا لمن يعنى بهن ومنجدا
                  مآثر ما دامت ستثني بما بها
                  على فضله الأوفى وتزري المفندا


                  ما لجرح جرحته من ضماد

                  ما لجرح جرحته من ضماد
                  نفذ السهم في صميم فؤادي
                  رحمة يا زمان أين أميري
                  ونصيري بعد الحبيب الغادي
                  يا ليالي يوم أمسى عليلا
                  قد كسوتن بالسواد سوادي
                  بات من دائه حليف سهاد
                  وأنا من جوى حليف سهاد
                  ثم كان الفراق ما من رجاء
                  بعده للقاء قبل المعاد
                  أين أنسي إذا افتقدت أنيسا
                  آه من وحشتي وطول افتقادي
                  جاء شجوي من حيث كان سروري
                  كيف بدلت قربه ببعاد
                  إن تقضى طيب الحياة فم
                  معنى حياة قد أقفرت من مراد
                  كيف أرثيه والحجى أطفاته
                  غشية الحزن والحشى في اتقاد
                  لو تحول الدموع شعرا لما جارى
                  قوافي فيه صوب العهاد
                  يا بقايا من همة تتلاشى
                  لا تضني علي بالإسعاد
                  كان بالجاه والعلى جورج
                  لطف الله فردا من أبرز الأفراد
                  كان عين الأعيان في كل حفل
                  كان زين الفتيان في كل ناد
                  عالي الرأس عالي النفس نهاضا
                  قوي الأخلاق والأعضاد
                  وافر الحزم وافي العزم في
                  إصداره حكمة وفي الإيراد
                  يطلب المطلب البعيد ولا
                  يثنيه عنه سفاسف الحساد
                  لا تراه إلا بشوشا ول
                  تسمع قولا ينم عن أحفاد
                  وعلى النعمة التي هو فيها
                  لم تطب نفسه بغير الجهاد
                  ما على الحر أن يكون طموحا
                  تصدأ الباترات في الأغماد
                  كل شأن مما تولاه كان
                  الفوز من غبه على ميعاد
                  لم ينافسه في الوجاهة ممدود
                  طراف ولا كثير رماد
                  في سبيل الحمى وفي سبل البر
                  ماسع لا تنقضي وأياد
                  صرحه ملتقى الأعاظم من عرب
                  وعجم وكعبة القصاد
                  هل يضاهيه بالمفاخر بيت
                  في بيوت السراة والأجواد
                  هو مرآة أهله وهم
                  بالنبل والفضل فاقدو الأنداد
                  وبحق ما أحرزوه جميعا
                  بيننا من تجلة ووداد
                  خطب هذا الهمام خطب عميم
                  عظم الله فيه أجر اللاد
                  عظم الله فيه أجر كرام
                  رزئوه من آله الأمجاد
                  هم عزاء وما سواهم عزاء
                  عنه يأسو جريحة الأكباد

                  تعليق


                  • ضمنت لهذا العهد ذكرا مخلدا

                    ضمنت لهذا العهد ذكرا مخلدا
                    وجددت للإسلام معجز أحمدا
                    وبت لمصر بالمفاخر محتدا
                    ومن قبل كانت للمفاخر معتدا
                    أطاف بها ليل من الجهل حالك
                    وصمت بها الأسماع عن دعوة الهدى
                    فإن قلب المحزون في الأفق طرفه
                    فليس يرى إلا ذكاءك فرقدا
                    ومن تدعه يردد نداءك لا يجب
                    كما رجع الصخر الأصم لك الصدى
                    لك الله من شاك عن الناس دهرهم
                    على حين لم يشكوا وقد جار واعتدى
                    ومن ساهر يفني منار حياته
                    ضياء ليهدي غافلين ورقدا
                    ومن نظام للملك تاج فرائد
                    من المدح تيجان الملوك له فدى
                    ومن منشد يحيي فخار جدوده
                    فيكسبهم مجدا بذاك مجددا
                    إذا النسل لم يحفل بذكر جدوده
                    فإن لهم موتا به متعددا
                    قواف يزين الشعر حسن نظامها
                    كما ازدان كأس بالحباب منضدا
                    وسبك يعيد اللفظ لحنا موقعا
                    ويبدي لنا المعنى الخفي مجسدا
                    أسحرا ترينا أم صحائف كلما
                    نقلبها وجها نرى عجبا بدا
                    فبينا هي الروض الذي تشتهي المنى
                    تعاشق فيه النور والطيب والندى
                    إذا هي أنهار تقر عيوننا
                    إذا هي نيران تثور توقدا
                    إذا هي أفلاك بسطن وأبحر
                    أغار بها الفك الصغير وأنجدا
                    إذا هي آجام تموج بأسدها
                    وأودية يرعى بها الظبي أبدا
                    إذا هي عيس في البوادي مجدة
                    تسير ولا سير وتحدي ولا حدا
                    إذا هي أجيال الزمان معاهدا
                    بها آدم موسى وعيسى محمدا
                    إذا هي حرب يخلع البيد جيشها
                    نعالا متى هبوا وثوبا على العدى
                    بيانك سيف للحقيقة ساطع
                    ذليل به الباغي قتيل به الردى
                    بشعرك فليحيى الذي جل فضله
                    ومات جديرا بالفخار مؤبدا
                    وذو العلم فليختر كتابك مؤنسا
                    كريما وأستاذا حكيما ومرشدا



                    خرجت هند ذات يوم وفوز

                    خرجت هند ذات يوم وفوز
                    وسعاد يهمن من غير قصد
                    يتهادين في الرياض أصيلا
                    لاعبات تواركا كل جد
                    فرحات يرين ما ألفته
                    كل عين كحادث مستجد
                    كان فصل الخريف والوقت أصفى
                    ما يكون اعتدال حر وبرد
                    تبعث الشمس باهرات شعاع
                    تغتدي في انحدارها شبه ربد
                    فهي في الأفق تارة مسحات
                    من بهار وتارة نثر ورد
                    وهي بين الغصون نسج دقيق
                    من نضار يشف عن لا زورد
                    شارفت هند روضة ثم قالت
                    وهي تفتر عن جواهر عقد
                    أنظراها خليلتي أليست
                    شبه بيت كثير أصل وولد
                    حبذا هذه الثمار الرضيعات
                    تعلقن كل طفل بنهد
                    وبجدي شيخ من الدوح صلب
                    هو ثرثارة عبوس كجدي
                    فتضاحكن من مقالة هند
                    وتمايلن عن أفانين رند
                    عجبا كان للصواحب مرأى
                    كل هذا وكان مألوف عهد
                    فتمادين في المسير يمينا
                    وشمالا وما شعرن بكد
                    صافيات الأفكار من كل هم
                    خاليات القلوب من كل وجد
                    لمحت فوز لمحة أعجبتها
                    فأشارت إلى سعاد وهند
                    ما ترى هذه الثمار البوادي
                    كشموس صغيرة عن بعد
                    هي كالبرتقال لولا شفاه
                    قدمتها للعود بغية ورد
                    قالتا لا ندري فقالت أعونا
                    منكما إن علمتما ما بودي
                    حبذا الإثم لو لطفنا إليها
                    سارقات أخاف أفعل وحدي
                    وإذا حارس بدا من خفاء
                    كترائي الشيطان في شكل عبد
                    فتهيبنه فحيا بشوشا
                    عن وميض في حالك مسود
                    قلن يا حارس المكان أفدنا
                    لمن البيت إنه بيت مجد
                    قال بين الأمير يوسف هذا
                    فحمدن الزنجي أحسن حمد
                    وتراجعن هيبة صامتات
                    ليس منهن من تعيد وتبدي
                    آسفات على منى شائقات
                    فزن منها بخيبة وبصد
                    ناظرات إلى الشموس اللواتي
                    عدن عنها بمثل أعين رمد
                    يتصورنها عبيرا ذكيا
                    وشرابا عذبا وطعما كشهد
                    كان هذا لهن هما وهل في
                    حالة بعده مظنة سعد
                    نعم ذاك الزمان كان على ما
                    أفسد الجهل فيه أطيب عهد
                    يوم تلك الثمار أنفس شيء
                    عندهم الامير فيهم أفندي


                    مجد الشآم أعدته فأعيدا

                    مجد الشآم أعدته فأعيدا
                    ورددت رونقه القديم جديدا
                    كيف الأصيل من الجلال وفوقه
                    صرح أثيل للمفاخر شيدا
                    يتتابع العمران في جنباته
                    وقريبه لولاك كان بعيدا
                    ماذا أتيت به على قصر المدى
                    من كل إصلاح يعد فريدا
                    لم يذكر التاريخ نصرا كالذي
                    أحرزته فوق الظنون مجيدا
                    هل كان أمهر قائد أو سائس
                    في الحالتين كما أجدت مجيدا
                    إعجب بشعب في الخفا عبأته
                    لم يألف التنظيم والتجنيدا
                    والدو يرميه بزرق عيونه
                    والجو في كل اتجاه ريدا
                    فيهب مكشوف المقاتل فاتكا
                    بمكاثريه عدة وعديدا
                    ويذيق من أشقى البلاد ببغيه
                    عقبى نكال كابدته مديدا
                    حتى إذا أجلاه كان جلاؤه
                    للعرب في كل المرابع عيدا
                    عيد له ما بعده في معشر
                    يأبى الحياة مكبلا ومسودا
                    حلو الشمائل والزمان ملاين
                    ويمر إن كان الزمان شديدا
                    أهل الشآم كعهدهم لم يبرحوا
                    أن يستثاروا في الخطوب أسودا
                    وكعهدهم بذكائهم ومضائهم
                    رفعوا لهم في الخافقين بنودا
                    إن لم تسع نبغاءهم أوطانهم
                    جعلوا حدود العالمين حدودا
                    يا خير من ولته أمته فما
                    ضلت وكان موفقا ورشيدا
                    أعجزتني عن شكر ما أوليتني
                    أتزيدني بقبول عذري جودا
                    هيهات يخلدك القريض وأنت من
                    يهب القريض الوحي والتخليدا
                    قامت فعائلك الكبار شواهدا
                    ولو أنها كلم لكن قصيدا
                    بك توج العهد المبارك رأسه
                    وبصحبك الأبرار زان الجيدا
                    غر ميامين شهدت بلاءهم
                    في كل نازلة فكان حميدا
                    هذا جميل من وفى كوفائه
                    أن يذكر القوم الغداة الصيدا
                    هيهات أن ينسوا زعيما سامه
                    إخلاصه التغريب والتشريدا
                    ورفاقه الصياة النجب الأولى
                    لم يدخروا عزما ولا مجهودا
                    الباذلين نفوسهم دون الحمى
                    ليعيش مرفوع المقام سعيدا
                    فلتحيا سوريا ولا برحت كما
                    تهوى علاها طارفا وتليدا

                    تعليق


                    • دين هذا الجميل كيف يؤدى

                      دين هذا الجميل كيف يؤدى
                      هل يفي من مقصر أن يودا
                      يا كراما أدوا حقوق علاهم
                      لا حقوقي حمدا لكم ثم حمدا
                      أي رفد كرفدكم ما رأينا
                      قبله المجد وهو يمنح رفدا
                      شكر الله للأولى خاطبوني
                      مدحات عنها أقصر ردا
                      من نظيم ومن نثير أرانا
                      تحت أزهى العتيق حسنا أجدا
                      لست أدري علام هم جعلوني
                      في محل يعلو محلي جدا
                      أنا لا شيء . . . غير أني بقومي
                      أسعد الطالبين للعلم جدا
                      صرت ما شاء فضل ما شاء منهم
                      والليالي ما زلن نحسا وسعدا
                      قد توالت بي الحفاوات
                      في كل مكان وكل ممسى ومغدى
                      وزكا البر بي تباعا افما
                      أكبرت قبلا وجدت ضعفيه بعدا
                      فلو الوهم نال مني منالا
                      خلت وردي من المجرة وردا
                      حبذا المحفل الانيس الذي
                      أبدى لنا من وئامكم ما أبدى
                      فإذا ألفة تقر عيونا
                      ردها الخلف قبل ذلك رمدا
                      قد مضى عهد ذلك الخلف لا
                      عاد ولا ذكر ما جرى فيه عهدا
                      يا بلادي إليك يهفو فؤادي
                      كل آن شوقا ويلتاع وجدا
                      كلما اشتدت الصروف
                      باهليك نما ذلك الهوى واشتدا
                      كيف لا توهب الحياة فدى
                      شعب كهذا الشعب العزيز المفدى
                      وطني الباكي الحزين الذي
                      نشرب فيه أسى ونشرق سهدا
                      إن تجزأ من وجدة لم يكن
                      حدك في القلب غير ما كان حدا
                      كيف يبني ذاك المفرق حسا
                      في بني الأم بين روحين سدا
                      ن ذرى كرمل إلى حلب
                      ألفيت قربا ما كان يحسب بعدا
                      وطني لو ببعدنا عنك يوما
                      بيع خلد النعيم لم نشر خلدا
                      إنما البؤس عنك أقصى فكل
                      آدم أو أبكى وآلم فقدا
                      كان كل في الدين يوهي أخاه
                      فوهى الشعب والعدو استبدا
                      نك حيفا وإن حيفا لاغلى
                      درة في الثغور ينظمن عقدا
                      وبنوها وجدت من كرم الاخلاق
                      فيهم ما لست أحصيه عدا
                      فيهم اللطف بالنزيل وفيهم
                      أدب يستهوي العدو الالدا
                      شيخهم فيه حكمة تحت ضوء
                      الشيب تزهو فترجع الغي رشدا
                      وفتاهم في حلبة الجد أذكى الناس
                      قلبا وأعدل الناس قصدا
                      ومن الطهر كل زهراء فيهم
                      تطلع العقل كالصباح وأهدى
                      دام إقبالكم ومد لكل
                      منكم الله في السعادة مدا


                      يدعوك معتل وأنت بعيد

                      يدعوك معتل وأنت بعيد
                      بالأمس كنت تعوده وتعيد
                      عز العزاء على السقيم يلج في
                      نسماته التصويب والتصعيد
                      أأبا المروءة إن خطبك خطبها
                      أو لم تفارقها وأنت شهيد
                      تشفى الجسوم وبعد نأيك أنفس
                      لا النوح يشفيها ولا التنهيد
                      رزأتك طائفة يحار محبها
                      أنى يعزيها وأنت فقيد
                      كانت بعهدك أسرة قومتها
                      فنمت وما بفروعها تأويد
                      وبكى بك الأردن أحصف عامل
                      لرقيه ما يستزاد يزيد
                      راع تخير خطة فغدا بها
                      ومثاله بين الرعاة فريد
                      علامة بحاثة متضلع
                      من دأبه التصويب والتسديد
                      في كتبه للعرب تاريخ به
                      يجلى العتيد ولا يغيب عهيد
                      ترثي صروح الخير بانيها الذي
                      لم يدخر فيها له مجهود
                      والى رعايتها وفي أيامه
                      لم يبطل التأسيس والتشييد
                      فاليوم إن لم يبكه عقب له
                      فمن الأولى ربى بكاه عديد
                      كم نشأ النشء الضعيف ورصانه
                      فأعد جيل للبلاد جديد
                      ترثي الحصافة والثقافة والتقى
                      من عاش لا ذم ولا تفنيد
                      هيهات أن تنسى مناقبه التي
                      في كل ناد فاح منها عود
                      أين الصداقة لا مداجاة بها
                      والجود أنفع ما يكون الجود
                      آداب حبر ملكته بلينها
                      ما ليس يملك والمراس شديد
                      أخلاق حر لا يخالف عهده
                      وعن السبيل القصد ليس يحيد
                      تلك الفضائل بلغته مكانة
                      عزت وكان بها له تمهيد
                      أدناه عبد الله منه فبات في
                      نعمى وطالعه لديه سعيد
                      هل مثل عبد الله في أهل النهى
                      ملك بصير بالأمور رشيد
                      بحسامه وبرأيه بلغ الذرى
                      فخرا فما يسمو إليه نديد
                      وببأسه في الحرب أثبت أنه
                      بطل الجهاد الباسل الصنديد
                      كائن له ولآله دين على
                      أوطانهم والعالمون شهود
                      لو لم ينل اسمى الفخار بنفسه
                      لكفاه آباء سموا وجدود
                      يا أيها المحبون ذكرى بولس
                      هذا التحدث بالحميد حميد
                      هل ضم حفل من أكابر أمة
                      ما ضم منهم حلفه المشهود
                      وبه الائمة والولاة وكل من
                      في قومه هو سيد وعميد
                      وافوا ليقضوه الوداع فما ترى
                      إلا وفود تلوهن وفود
                      في المسلمين وفي النصارى ماله
                      إلا ولي صادق وودود
                      يا من نودعه أنجزع للنوى
                      والأمر أمر الله حين يريد
                      من خص مثلك بالمروءة عمره
                      فلذكره الإكرام والتخليد
                      جزعت لعبد الله ينعى ببكرة
                      ولا عوض عنه وليس له ند
                      تفرد في مصر أديبا وعالما
                      فوا حربا أن يهوي العلم الفرد
                      فجعنا به لا يحمد العيش بعده
                      فرحماك يا ربي له ولك الحمد


                      حبر أحبارنا الجليل المفدى

                      حبر أحبارنا الجليل المفدى
                      دمت جاها لنا وذخرا ومجدا
                      كل يوم تضيف فضلا إلى سابق
                      فضل ولا تقصر جهدا
                      مسرفا في البناء لله مما
                      تقتني بالتقى وتذخر قصدا
                      لك في العيش مطمع فإذا لم
                      يك للناس نفعة عاد زهدا
                      من تقصى ادوارنا في المراقي
                      عزه أن يرى كعهدك عهدا
                      قام فيه العمران من كل ضرب
                      وغدا الجزر في المفاخر مدا
                      ليس بدعا وأنت ما أنت منا
                      أن نظمنا لك القلائد حمد
                      أيها المستنيب في مصر عنه
                      ما أبر الذي أنبت وأهدى
                      إنما السيد الكفوري بحر
                      من صلاح يفيض هديا ورشدا
                      دمث الخلق ثاقب الفكر مسماح
                      زكي يأبى له النبل ندا
                      لم يعب في تصرف دق أو جل
                      ولم يعد للكياسة حدا
                      وله في الندى وفي الرفق
                      ما حبب أخلاقه إلى الخلق جدا
                      لو تجلت صفاته لعيون الناس
                      كانت من الفرائد عقدا
                      كلما جال ذكره في مقام
                      فاح ذاك المقام طيبا وندا
                      خيرة الله كان تحقيقها
                      للقطر يمنا على يديك وسعدا
                      ولقد زدتنا صنيعا وهل تأتي
                      صنيعا إلا إذا كان عدا
                      جعل الله من مقامك ألا
                      يكثر التاج من يمينك رفدا
                      سمت سلمان منصبا أسقفيا
                      كان للاحصف الابر معدا
                      فبدا في النظام نجم جديد
                      من سنى شمسه سناه استمدا
                      عالم عامل أديب أريب
                      ذو بيان يعز أن يتحدى
                      قلدته بلاغة الفكر حسنا
                      وكسته فصاحة اللفظ بردا
                      رجل راقب الضمير فارضى
                      الله عنه في كل ممسى ومغذى
                      أسوة بالمسيح يحمل حبا
                      لأخيه وليس يحمل حقدا
                      لا تزين الخصال يوم فخار
                      مثله في الرجال أروع فردا
                      فاز شرق الأردن منه بعود
                      مستطاب كانه كان وعدا
                      عهده كان عهد خير وخير الناس من ود
                      في الجوار وودا
                      أيها الراجع الكريم إليه
                      إلق فيه الصفاء والعيش رغدا
                      واغتنم رؤية الامير الذي مد
                      له في المفاخر مدا
                      قرشي نماه عدنان أصلا
                      وحسين أبا وهاشم جدا
                      فإذا ما بلغت سدته حيي
                      نزارا به وحيي معدا
                      وجلالا من إرث ملك قديم
                      شف عنه جلال ملك أجدا
                      وجبينا في العين يزهو نورا
                      ولسانا في السمع يقطر شهدا
                      ثم حيي الغر الميامين من أعوانه
                      الاكرمين شيبا ومردا
                      جمع الصفوة الاراجح عقلا
                      في حواشيه والا صادق عهدا
                      سر بيمق وإن ذكرك فينا
                      لمقيم فليس بعدك بعد

                      تعليق


                      • عصر جلا آيات نور الهدى

                        عصر جلا آيات نور الهدى
                        ما كان أحراه بان يسعدا
                        سيدة من عنصر نابه
                        كان أبوها في الحمى سيدا
                        عقيلة أنزلها عقلها
                        من الغواني منزلا مفردا
                        أم أقر الله عين العلى
                        بفرقد منها تلا فرقدا
                        فصورت في ابنتها نفسها
                        وفي ابنها منجبة الا صيدا
                        زعيمة قد أحدثت نهضة
                        مطلبها سام بعيد المدى
                        تجد ذودا عن حقوق عفت
                        في غفلة الدهر وضاعت سدى
                        كانت نساء الشرق من قبلها
                        في حيرة لا تجد المرشدا
                        مظلومة ليس لها منصف
                        منجودة أخطات المنجدا
                        فنبهت فيها الضمير الذي
                        يخدر في الحر إذا استعبدا
                        وأذكرتها أن من شأنها
                        أن تصلح العيش الذي أفسدا
                        وأنها أن أكملت بعلها
                        ردت إلى أمتها السؤددا
                        وأنها أن أحكمت ولدها
                        تصبح أم الوطن المفتدى
                        مرام خير لم يتح للألى
                        أراس راميهم فما سددا
                        لمصر ما حول من حالة
                        لمصر ما أبلى وما جددا
                        بورك في ذات الكمال التي
                        تهييء المستقبل الامجدا
                        أبدع ما في نفسها من حلى
                        له شعاع في المحيا بدا
                        إن كتبت أو خطبت نافست
                        أقوالها اللؤلؤ والعسجدا
                        في كل ما تستن من واجب
                        تحسبه واجبها الاوحدا
                        لا يبعد القطب على عزمها
                        إذا توخت عنده مقصدا
                        في الشرق والغرب يذاع اسمها
                        مقترنا بالشكر ما رددا
                        وصوتها المسموع في مصر قد
                        دوى له في كل مصر صدى
                        ينبوع إحسان وبر جرى
                        أصفى وأنقى من قطار الندى
                        ترعى الايامى واليتامى إذا
                        عزهم العون وعز الندى
                        في كل ما يرقى به قومها
                        تبذل مجهودا وتسدي يدا
                        لطالبات الرزق من صنعة
                        وطالبات العلم مدت يدا
                        فلفريق أنشأت مصنعا
                        ولفريق أنشأت معهدا
                        ونوعت في الصحف أضواءها
                        فهي منار رفعت للهدى
                        إحسانها في العصر لن يمترى
                        وفضلها في مصر لن يجحدا
                        إي المساعي في سبيل الحمى
                        وأهله أولى بأن يحمدا
                        تعفو الفتوحات وأربابها
                        وذكرها في الناس قد خلدا


                        بكل عاد الرضي وابن العميد

                        بكل عاد الرضي وابن العميد
                        والعلى بين مبديء ومعيد
                        يا إمام البيان نظما ونثرا
                        عيدك اليوم للنهى أي عيد
                        جاء في توبة الزمان إلى الشرق
                        وفي طالع أغر سعيد
                        يتبارى فيه القصيد جمالا
                        وافتنانا في وصف رب القصيد
                        وإلى الكاتب المجيد يساق
                        المدح من كل ألمعي مجيد
                        علم ليس في طرابلس دون
                        سواها بالعبقري الوحيد
                        كم له في مناجع العلم من رائد
                        فضل وكم له من مريد
                        شاعر ينظم القلائد من در
                        يتيم ومن جمان نضيد
                        حاضر الذهن ما دعا الوحي لبى
                        من سماء الحجى بمعنى جديد
                        في قوافيه كل آنسة
                        تطمع لطفا وكل رود شرود
                        بنت فكر غراء بكر جلاها
                        مبدع عارف بسر الخلود
                        فعلى كرة العصور لها
                        حسن يعير العهيد زهو العتيد
                        عجب يا مجاجة النفس هل
                        أجراك مجرى سلافة العنقود
                        فبدا كالشعاع ما أخرج الدهقان
                        من ظلمة الزمان البعيد
                        ذلك الشعر من رقيق ومن جزل
                        هو السحر في نظام فريد
                        يملأ السمع مطربات ومهما
                        يستعد زاد لذة المستعيد
                        لا يضاهي حلاه إلا حلى النثر
                        وحدث عن نثر عبد الحميد
                        كرطيب الجنى شهيا إلى النفس
                        وكالماء سائغا للورود
                        راع ديباجة وراق انسجاما
                        وخلا من مآخذ التعقيد
                        أنجبت قبلك الحواضر إلا
                        أنها لم تجيء بعبد الحميد
                        غنيت بالعديد من نابغيها
                        وبفذ غنيت لا بالعديد
                        لست أنسى يوما تفيأت فيه
                        وارف الظل من ذراك المديد
                        فأقرت عيني جناتك النضر
                        بايات حسنها المشهود
                        وشجت مسمعي أفانين شدو
                        من تغني هزارك الغريد
                        ولقيت الأحباب والأهل في ساحات
                        أنس طلق وباحات جود
                        ذاك عهد ذكراه في النفس أبقى
                        من سواها في ذكريات العهود
                        وصفا صفو ذلك الخلق الطاهر
                        من وصمة ومن تفنيد
                        يا فخارا للرافعيين زكى
                        بطريف شأن الفخار التليد
                        فزها أصله المجيد بتاج
                        فاخر من نضار فرع مجيد
                        وعميدا بث الهداية في قوم
                        لهم تيههم بذاك العميد
                        هذبتهم آدابه وأراهم
                        أقوم السبل في شعاب الوجود
                        أترى اليوم أمة الضاد في هذي
                        الجماعات من سراة الوفود
                        مهج الغائبين وافت تحييك
                        وترعاك في عيون الشهود
                        حبذا ملتقى الأفاضل من شتى
                        القرى واجتماعهم في صعيد
                        ذلك الاوج يا طرابلس الفيحاء
                        بلغته فهل من مزيد
                        تركت بين إلى الديار حنينا
                        وإلى قومها الكرام الصيد
                        فإليهم شكر على الدهر باق
                        من ذكور للمأثرات ودود
                        وإلى السيد الإمام ألوك
                        حمل القلب في حمول البريد
                        وعلى بلبل الشآم سلام
                        طيبته مصر بنفح الورود
                        صوته في وهادها ورباها
                        شائق الرجع شائع الترديد
                        فإذا جارت الممالك في
                        تمجيده من أحق بالتمجيد
                        دام إقباله ومتعه الله
                        بعز راب وعيش رغيد


                        يا من أضاعوا ودادي

                        يا من أضاعوا ودادي
                        ردوا علي فؤادي
                        ردوا سرورا تقضى
                        وما له من معاد
                        أشكو إلى الله سقمى
                        في بعدكم وسهادي
                        هذا شقائي فيكم
                        يا غبطة الحساد
                        وليلة بت فيها
                        وقد جفاني رقادي
                        تفني الدقائق قلبي
                        وريا كوري الزناد
                        من الصبابة مهدي
                        ومن سقامي وسادي
                        راعت حشاي بنوح
                        حمامة في ارتياد
                        مرتاعة لأليف
                        لم يأت في الميعاد
                        ترن إرنان ثكلى
                        مفقودة الأولاد
                        والليل داج كثيف
                        كأنه في حداد
                        تروح فيه وتغدو
                        كثيرة التردد
                        ما بين غصن وغصن
                        لها طواف افتقاد
                        ولم تزل في هيام
                        وحيرة وجهاد
                        حتى استقرت عياء
                        من وثبها المتمادي
                        منحلة العزم ليست
                        تقوى على الإنشاد
                        ظمأى إلى الموت ريا
                        من الأسى والبعاد
                        وكان يسعى إليها
                        أليفها غير هادي
                        يرتاد كل مكان
                        في إثرها وهو شادي
                        حتى إذا سمعته
                        بالقرب منها ينادي
                        عاد الرجاء إليها
                        لكن بغير مفاد
                        إن الرجاء معين
                        وما الرجاء بفاد
                        همت تطير إليه
                        ولكن عدتها عوادي
                        فودعته بنوح
                        مفتت الأكباد
                        وكان آخر سجع
                        لها على الأعواد
                        يا من نأوا عن عيوني
                        ورسمهم في السواد
                        وأجهدوا الفكر وثبا
                        إليهم في البلاد
                        واستنفدوا زفراتي
                        وأدمعي ومدادي
                        إلىم أغدو حزينا
                        في غربة وانفراد
                        لي في الحياة مراد
                        وأن أراكم مرادي
                        لا تجعلوه وداعي
                        عند الممات وزادي


                        تعليق


                        • مولاي هذا فضل جديد

                          مولاي هذا فضل جديد
                          يزهى به عهدك السعيد
                          عدل وأمن وطيب عيش
                          يسرها حكمك الرشيد
                          وكم مجال فيه مجال
                          يبدو بها رأيك السديد
                          أليوم نال النبوغ فخرا
                          أتاحه سعيك الحميد
                          لمصر طي الثرى فقيد
                          غال ومن ذلك الفقيد
                          حييته في مقام ذكرى
                          فمصر جذلى واليوم عيد
                          يا حسن حفل توفي عليه
                          وصفوة الأمة الشهود
                          ألشاعر العبقري فيه
                          يكرم والملهم والمجيد
                          أقيم تمثاله ولكن
                          به لتمثاله الخلود
                          شوقي نزيل بكل قلب
                          صورة ما بها جمود
                          ما بقي الشعر فهو باق
                          كأن فقدانه وجود
                          شوقي ويكفي اسمه بيانا
                          يعني به المجد ما يريد
                          نما عصر وكل عصر
                          يود لو أنه العتيد
                          في كل قطر ناء وقطر
                          دان تغنى له قصيد
                          ما يبلغ الوصف من نبوغ
                          محيطه ما له حدود
                          أمر بالحق ألمعي
                          هيهات يلفى له نديد
                          غواص فكر في كل بحر
                          يصيد للشعر ما يصيد
                          أغراضه الجوهر المصفي
                          ولفظه اللؤلؤ الفريد
                          وما يدانى وما يسامى
                          داني معانيه والبعيد
                          إن يدعه الوحي لم تعقه
                          ثنية صعبة كؤود
                          يصعد حتى تبدو ذراها
                          وقد علتها له بنود
                          ألقصص المسرحي فن
                          مراسه مرهق شديد
                          ودون نظم القريض فيه
                          ومن ثقل العبء ما يؤود
                          أجاده ما يشاء شوقي
                          وعز من قبله المجيد
                          ألحكمة المنتقاة تسبي
                          حجاك والنكتة الشرود
                          والسلسل العذب في بيان
                          ينشي ويشفي منه الورود
                          والنغم الحلو في نظام
                          كل روي منه نشيد
                          مولاي حمدا وألف حمد
                          عطفك رأي عال وجود
                          فأنت أنت الفاروق لولا
                          تخالف الدهر والرشيد
                          جددت للضاد أي عصر
                          يحفظك المبديء المعيد
                          إن منى مصر وهي تدعز
                          وكلما ازددت تستزيد


                          مفتر من قال إن القوم ماتوا

                          مفتر من قال إن القوم ماتوا
                          حدثينا عنهم يا معجزات
                          حدثينا كيف أودى بالأولى
                          ملكوا الآفاق حراث عفاة
                          كيف أفنى كل ذي درع وذي
                          لأمة مدرعو النقع حفاة
                          نفر ظنوا ضعافا فإذا
                          هم للقرم الأشدين غزاة
                          فئة قلت وأعيا دونها
                          عسكر ضاقت به الست الجهات
                          هاجموها فتلقتهم كما
                          تتلقى هجمة البحر الصفاة
                          إنما الأضعف في الحومة من
                          ضعفت آراؤه والفتكات
                          والقليل النزر في الأزمة من
                          خانه الصبر وجافاه الثبات
                          قيل هذا فيهم فعل التقى
                          والصلاح الحي للخوف ممات
                          صدقوا رأس التقي الفعل فإن
                          كان قولا فهو زور وافتئات
                          هكذا القوم وما تقواهم
                          فقر يتلونها أو دعوات
                          فإذا صام الفتى منهم فعن
                          دم أسراه وإن لم تعف شاة
                          وإذا زكى فجاري دمه
                          في سبيل الوطن الحر زكاة
                          وإذا صلى ففي جثوته
                          للمراماة سجود وصلاة
                          من دعا الله على غاصبه
                          فالدعاء السيف والذكر القناة
                          أو حمى الأوطان والعرض معا
                          فهو الدين كما ترضى الحياة
                          أيها السوقة كل منهم
                          ملك قد توجته الهبوات
                          أيها الجهال كل منهم
                          قائد تؤثر عنه الخدعات
                          يا حماة الخلق الحر وقد
                          عافه الناس وخانته الحماة
                          صائني دارهم العذراء عن
                          واطيء إلا وما فيها موات
                          شيدوا تاريخكم من نقض ما
                          شاده في أزل الدهر الطغاة
                          ثابروا في وثبكم ولتهننا
                          في تلاشينا الهنات الهينات
                          تابعوا النصر بنصر ولتكن
                          خجلة الأنذال هذي النصرات
                          يصفع الجبار من تعدمه
                          منكم للضرب والطعن أداة
                          وفتانا يلثم الكف التي
                          في جبين الملك منها صفعات
                          من لمينا أن يرى في لحده
                          كيف أخنت ببنيه الموبقات
                          فلقد أرنو مصر التي
                          خلدتها الباقيات الصالحات
                          فأرى روحا قديما طائفا
                          باكيا مما جنت مصر الفتاة
                          كيف تحيا أمة هالتهم
                          شقة المجد فذلوا واستماتوا
                          كيف يقوى معشر عدتهم
                          هزلهم والمشرفيات النكات
                          أبخوف الغول يرجى عندهم
                          خلق البأس وترجى العظمات
                          أم بآداب وألحان يهي
                          معها العزم وتقوى الشهوات
                          فارفع الصوت وأيقظهم فقد
                          طال عهدا بهم هذا السبات
                          ما لمصر شبه قبر واسع
                          منذ فرعون ومن فيها رفات


                          مضوا تباعا وهذا يوم مسعود

                          مضوا تباعا وهذا يوم مسعود
                          هل في الكنانة قلب غير مكمود
                          نوابغ ملأوا بالفخر عصرهم
                          وجددوا المجد فيه كل تجديد
                          عادت به لفحول الشعر دولتهم
                          ودولة للنحارير المجاويد
                          ألكاتب الفذ قد ألقى براعته
                          بعد اصطحاب طويل العهد محمود
                          بحر من الأدب الزخار مصطفق
                          بصدر أروع فيه حشمة الرود
                          تراه في وجه مستحي وتخبره
                          فلست تخبر غير النبل والجود
                          تبدي ظواهره ما في سرائره
                          وقد تشع نفوس في التجاليد
                          يحيا ودودا ومودودا كأحسن ما
                          يرجو وهل من ودود غير موجود
                          ولم يكن مع لين الطبع واهيه
                          ولم يكن بمداج أو برعديد
                          وربما صال ذودا عن حقيقته
                          فجال في الشوط جولات الصناديد
                          جارى صحافة مصر منذ نشأتها
                          وعبئها مرهق في نضرة العود
                          بالعزم والحزم يستوفي مطالبها
                          وهل بغيرهما إدراك منشود
                          حتى إذا آب من أقطاب نهضتها
                          وسدد الرأي فيه كل تسديد
                          أجرى بما يخصب الألباب أنهرها
                          كالنيل بالخصب يجري في الأخاديا
                          وعلم الطير في أفنان روضتها
                          شتى الأفانين من شدو وتغريد
                          إن الصحافة موسوعات معرفة
                          يزود العقل منها خير تزويد
                          تزيد أخبارها بالناس خبرته
                          حتى تقوم منه كل تأويدا
                          مسعود مهد في مصر السبيل لها
                          فحاز فضلين من سبق وتمهيد
                          ثم انتحى مرصدا للعلم همته
                          متابعا كل مجهود بمجهود
                          يوعي معارف ألوانا ويخرجها
                          لفظا ومعنى بإتقان وتجويد
                          فمن تآليف لا تحصى فوائدها
                          محدودة ومداها غير محدود
                          ومن رسائل في فن وفي
                          لغة سيقت لإقرار رأي أو لتفنيد
                          ومن مباحث في التاريخ شائقة
                          وفي البحار وفي الأمصار والبيد
                          وفي صفات بني الدنيا وما اصطلحوا
                          عليه في عهدهم من غير معهود
                          وفي عوالم أفلاك تحيط بنا
                          ما بين محتجب منها ومرصود
                          هدية وهدى منه لأمته
                          وموطن بعد وجه الله معبود
                          مسعود يبكيك أبناء بررت بهم
                          فنشئوا نشأة الغر الأماجيد
                          يبكيك قوم مشوا والحزن يشملهم
                          في مشهد لك يوم البين مشهود
                          يبكيك إخوان صدق ها هنا احتشدوا
                          ينوهون بفضل غير مجحود
                          يمضي الزمان وتبقى في ضمائرهم
                          خليق ذكرى بتكريم وتخليد

                          تعليق


                          • مصر في موقف الدفاع المجيد

                            مصر في موقف الدفاع المجيد
                            أين فيه مكان عبد الحميد
                            أين ذاك الذي تطوع قدما
                            غير هيابة ولا رعديد
                            فاصطلى الحرب والحمية تحدوه
                            وحق الإخاء في التوحيد
                            يمنح الجار فوق ما يتمنى
                            جاره المستضام من تأييد
                            أقضى اليوم حتف أنف وأقصى
                            ما رجا أن يموت موت شهيد
                            كان سيفا لقومه من سيوف
                            عرف القوم كرهها للغمود
                            فتردى في جفنه واغتماد السيف
                            إن طال فهو بالسيف مودي
                            حكم ماء الفرند حكم سواه
                            كل ماء فساده في الركود
                            فلئن فاه الجهاد لقد هيأ
                            جيلا من الحماة الصيد
                            ولهذا عناية الله صانت
                            قلب ذاك المغامر الصنديد
                            هيأت من تخيرت ليولى
                            جيش سلم يغزو بغير الحديد
                            فتية المسلمين بالعلم والتقوى
                            لخير الفتوح خير الجنود
                            سلكوا كل مسلك حسن في
                            طاعة الله والتزام الحدود
                            فإذا استنفروا لدرء الأعادي
                            عن حماهم فما هم بقعود
                            ليس بدعا أن يرخصوا غالي
                            الدمع على ذلك الزعيم الفقيد
                            أي صرح ممرد دكه ريب
                            المنايا وأي حصن وطيد
                            ردد الناس فيه بيتا قديما
                            عاد وهو الخليق بالترديد
                            إن عبد الحميد حين تولى
                            هد ركنا ما كان بالمهدود
                            لم نخله ينقض إلا إذا انقض
                            شهاب أو قيل للأرض ميدي
                            باذخ في الرجال يسمو فما
                            تخطيء عين مكانه في العديد
                            وتجلى صباحة الوجه منه
                            في تقاسيم من غمائم سود
                            والعصا في يمينه لا تضاهى
                            ملمسا ناعما وغلظة عود
                            قلم الشوك من جوانبها
                            وابتسمت في مواضع التجريد
                            قلب الطرف في الذين تراهم
                            حوله لا تجد له من نديد
                            رجل لم يداج في أمر دنياه
                            ولا في صلاته والسجود
                            سيره سيره بغير التواء
                            وعن الحق ما له من محيد
                            صادق والزمان غير ذميم
                            صدقه والزمان غير حميد
                            وهو حيث الحفاظ في كل حال
                            لا بوعد يثنى ولا بوعيد
                            حبه مصر قلبه وبه يحيا
                            لها والوفاء حبل الوريد
                            إن دعا الخلف فهو غير قريب
                            أو دعا الإلف فهو غير بعيا
                            واسع الجود لا يضن بمال
                            في سبيل الحمى ولا مجهود
                            عجب فيه بأسه ونداه
                            والندى ليس من طبع الأسود
                            إن في مصر بعده شجنا
                            هيهات ينسى إلى زمان مديد
                            أيها الحافظون ذكراه ما
                            أجدر ذكرى الأبطال بالتخليد
                            سكت النائب الجريء الجهير
                            الصوت في كل موقف مشهود
                            واستقرت دار النيابة من
                            أسئلة هزها بها وردود
                            وتلا سابقيه باق عزيز
                            من رفاق لمصطفى وفريد
                            وخلا منصب الرياسة
                            للشبان من خير قائد وعميد
                            فليهبه الرحمن أوفى جزاء
                            وليثبه التاريخ بالتمجيد
                            وعزاء لمصر فالخطب في
                            الأمة جمعاء خطب آل سعيد


                            حي الجماعة جاوزت

                            حي الجماعة جاوزت
                            خمسين عاما في الجهاد
                            ترقى المعارج من سبيلين
                            المضاء والاجتهاد
                            دلت بقدرتها على
                            فضل الوقاف والاتحاد
                            يقظى تصرف بسر أهل
                            البر في نهج السداد
                            أنظر إلى آثارها
                            وإلى المآثر في البلاد
                            كم فرجت من كربة
                            رانت وأنجت من نآد
                            كم شاكيا أشكت من الألم
                            المبرح والسهاد
                            كم شاردا آوت وقد
                            حرم الحشية والوساد
                            كم ثقفت عقلا أفاد
                            العالمين بما أفاد
                            كم عالجت خلقا فرد
                            من الضلال إلى الرشاد
                            يا عصبة نصرت ضعاف
                            الخلق في الأزم الشداد
                            وبسعيها وثباتها انتظمت
                            قوى كانت بدادا
                            فغدت عتادا للعفاة
                            وقبلها فقدوا العتاد
                            رحم الإله مؤسسيك
                            المحسنين إلى العباد
                            من باديء فيهم ومن
                            متأثر والى وزاد
                            وجزى المعمر منهم
                            نعما تدر بلا نفاد
                            كيال خير بقية
                            ممن بنى فيهم وشاد
                            ورعى الأولى خلفوا العماد
                            الساقين من العماد
                            أعيان طائفة هواها
                            في الصميم من الفؤاد
                            إني أقلب بينهم
                            طرفي وكل في السواد
                            أيا أردت بمدحه
                            لم يعد رفقته المراه
                            أأخص داودا بذكرى
                            همة السمح الجواد
                            أو عبقرية مخرج الدر
                            النقي من المداد
                            أأخص بالإطراء ما
                            لابن الجميل من أياد
                            دع كاتب الوحي الحديث
                            أو الخطيب المستعاد
                            أأخص مسكاتا ومهمما
                            يستجد لله جاد
                            أأخص باخس وابن مرزا
                            من أفاضلها العداد
                            ونوابغ الآداب والأخلاق
                            والشيم الجياد
                            أأخص ميا وهي في
                            عليائها ذات انفراد
                            تجري اليراعة باسمها
                            وتكاد تقطر بالشهاد
                            نعم الرعية حول راعيها
                            المجل في احتشاد
                            حول الرئيس العالم
                            العلامة العف البجاد
                            ألمشتري بمنى المعاش
                            تسلفا نعم المعاد
                            وثقاته المتزوجين من
                            الفضائل خير زاد
                            ألمرتدي سود المسوح
                            وهم مناشر للسواج
                            دوموا جميعا بالغين
                            مدى الأماني البعاد
                            وتقبلوا مني تحيات
                            التجلة والوداد


                            أللشرق سلوى بالبيان المخلد

                            أللشرق سلوى بالبيان المخلد
                            إذا ما غدا رب البيان بلا غد
                            تولى ولي الدين أوحد عصره
                            وقل ثناء أن يسمى بأوحد
                            صديق فقدت الأنس حين فقدته
                            وهل موحش كاليائس المتفقد
                            تبل ثراه ناضبات مدامعي
                            وقلبي بعد اليوم في إثره صدي
                            وأشعر أن الشعر ليس بمانحي
                            لدى خطبه إلا نحيب المعدد
                            خليلي ما بالي وحولي خلائق
                            تعج أراني في سكينة فدفد
                            فلا تغرياني بالسلو فقد أبى
                            إبائي سلوا حين يسقط في يدي
                            أطالب بالحر المهذب دهره
                            وليس مجيبي غير أظلم معتد
                            قضى الخدن نعم الخدن في كل حالة
                            قضى طاهر الأردان عف الموسد
                            قضى من على حرب الزمان وسلمه
                            شمائله كانت شمائل سؤدد
                            قضى من سما نفسا وعز نبالة
                            ولم يك بالعاتي ولا المتمرد
                            فتى لم يكن في قوله وفعاله
                            وباديه والخافي سوى كل جيد
                            متى ينتدب للذود عما بدا له
                            من الحق يستوثق فينو فيعمد
                            بعزم له حين المضاء إضاءة
                            تروع كإشعاع الحسام المجرد
                            فأما وقد بان المهيب سجاله
                            وبات سياج الفضل جد مهدد
                            ليفخر بغالي دره كل كاتب
                            ويجأر بعالي صوته كل منشد
                            أجداك هل تسخو الليالي بشاعر
                            مجيد كذاك الشاعر المتفرد
                            وهل تسمح الأيام بعد بناثر
                            له مثل ذاك الخاطر المتوقد
                            ببالغ غايات إليها انتهى النهى
                            وصائغ آيات لها سجد الندي
                            لمعجزه نظما ونثرا شوارد
                            من الفكر لم تغلل ولم تتقيد
                            يراد بها وعر المعاني وصعبها
                            بسهل من اللفظ الأنيق المجود
                            فيبعد بالتبغيض كل مقرب
                            ويقرب بالتحبيب كل مبعد
                            إذا وصفت وجدا تخيلتها جرت
                            بما اكتن في جفن المحب المسهد
                            تسمع منها النفس حسا يشوقها
                            شجيا كترجيع الهزار المغرد
                            نفائسها من دقة وصياغة
                            سمت عن محاكاة الجمان لمنضد
                            سلام أديب الشرق لا مصر وحدها
                            سلام أبا الفن البديع المجدد
                            يذيب فؤادي ذكر ما قد بلوته
                            من البؤس في الدنيا بذاك التجلد
                            ألا يا لقومي للبيان فإنه
                            مضاع بإهمال وفقدان مسعد
                            بربكمو ما روضكم وثماره
                            إذا الروض لم يمطر ولم يتعهد
                            لو ان أولي الأقلام سود صحائف
                            من الإثم لم يجزوا بأنكى وأنكد
                            يضن عليهم باليسير يعولهم
                            ويدعون للزينات في كل مشهد
                            ومن مجدهم ما يستظل بظله
                            بنو الوطن الحر العزيز المممجد
                            فيا سوء ما يجديهم في معاشهم
                            تجردهم للعلم كل التجرد
                            ألا يا صفيا مات في شرخ عمره
                            وعاش نقي الطبع غير مفند
                            إلى الله فارجع صابرا متشهدا
                            فنعم ولي الصابر المتشهد
                            جرعت الأذى في مترعات من القذى
                            فذق في نعيم الخلد أعذب مورد

                            تعليق


                            • آلاء فاروق المفدى

                              آلاء فاروق المفدى
                              تركو وتأبى أن تعدا
                              هذي السفارات الجلائل
                              أحدثت في الشرق عهدا
                              صدقت رسائلها وكانت
                              لانتصار الحق وعدا
                              كثر الملوك وما ترى
                              في الحكم للفاروق ندا
                              يا وفد لبنان إلى
                              رحباته حييت وفدا
                              أقبلت تحمل من وفاء
                              القوم ميثاقا وعهدا
                              نظم الرئيس من الصوادق
                              في لغات القلب ردا
                              وهو الكفي إذا دعا
                              داعي الحمى والخطب شدا
                              لبنان دافع الاعتداء
                              فما أساء ولا تعدى
                              ولشيخه فضل انبعاث
                              حماته شيبا ومردا
                              ما أبدع الغرس الذي
                              أهدى وما أحلى الفرندا
                              ألأرز يرمز أن يكون
                              العيش للفاروق خلدا
                              والسيف يجلو حده
                              ما يلزم الأعداء حدا
                              أرياض إنك ما ادخرت
                              لتحكم التوفيق جهدا
                              ولقد بلغت القصد بورك
                              في سبيل الله قصدا
                              لم تبق بين أخ وبين
                              أخ له في العرب صدا
                              فاليوم أدنى شقة
                              الحرمين قرب كان بعدا
                              حقا دعيت الصلح إن
                              الصلح المضدين أجدى
                              كنت الحصانة يوم آب
                              الرأي بعد الغي رشدا
                              أسليم عاركت الخطوب
                              فكنت مقداما وجلدا
                              وبما مزجت من الكياسة
                              بالسياسة ظلت فردا
                              لله درك من فتى
                              أرضى العلى حلا وعقدا
                              لم يعتزم أو يقتحم
                              إلا رمى المرمى الأسدا
                              موسى لقد كمل النظام
                              وأنت فيه فراع عقدا
                              جمع الكفايات التي
                              تغني الشعوب وقل عدا
                              عقد إذا أهداه لبنان
                              فقد أغلى وأهدى
                              يا موفدي لبنان ما
                              أحلى زيارتكم وأندى
                              أشهدتم آيات ما
                              البلد الأمين لكم أعدا
                              أشهدتم في الملتقى
                              بجلال ذاك الحشد حشدا
                              من ذا يجاري مصر في
                              مضمارها كرما ورفدا
                              هي أمة بلغت رفيع
                              مكانها جدا وجدا
                              حيوا سعودا في أعزتها
                              الأولى يقفون سعدا
                              وفوا الزعيم المصطفى
                              في مصر عن لبنان حمدا
                              وصفوا له ما في طوايا
                              القوم إكبارا وودا
                              مجدت فعائله فما
                              يزداد بالأقوال مجدا
                              أدوا الحقوق لصحبه الأبرار
                              أحسن ما تؤدى
                              هم في المعالي من هم
                              سعيا وتضحية وكدا
                              أهلا وسهلا بالموالين
                              اهنأوا صدرا ووردا
                              واستقبلوا الأيام غرا
                              وانسوا الأيام ربدا
                              وليبشر العرب الكرام
                              مضى الخلاف وكان إذا
                              وتوطد الميثاق والميثاق
                              بالأرواح يفدى


                              فخر البلاد بعهدها المتجدد

                              فخر البلاد بعهدها المتجدد
                              سيظل مقترنا بذكرى أحمد
                              ماذا يعزي عنه أمته وهل
                              للأم سلوى عن فتاها الأوحد
                              لو في علاها فرقدان لهان ما
                              تلقى وكان لها العزاء بفرقد
                              نجم ترامى النور من عليائه
                              فأضاء آفاق الزمان الأربد
                              لألاؤه يرفض ألوانا وفي
                              ذاك التشعب قوة لم تعهد
                              والعبقرية قد تفرق في حلى
                              شتى مظاهر وحيها المتوقد
                              عجب وموردهن منها واحد
                              أن يختلفن على اتفاق المورد
                              والهف مصر على فقيد رزاه
                              رزء إذا أحصيته لم يعدد
                              نزل القضاء به فطاح بعالم
                              متفوق وبحاسب متفرد
                              وبمنشيء ما صاغ إلا المنتقى
                              وبمفصح ما قال غير الجيد
                              وبمحكم التدبير يرعى ما رعى
                              قصدا ويسرف في العناء المجهد
                              تبدي لعينيه الأمور لبابها
                              ويحل بين يديه كل معقد
                              ناهيك بالشيم الحسان وقسطه
                              من كلها قسط الأعز الأمجد
                              أخلاق مقتدر حليم حازم
                              سمح قويم النهج طامي المقصد
                              يهدي سناه سبيل كل مثقف
                              جارت به الدنيا فليس بمهتد
                              ويصيب منه كل طالب نجدة
                              حظا إذا ما قيل هل من منجد
                              يلقاك بالبشر الطليق وأنت من
                              إجلاله تلقاء أهبب أصيد
                              ما كان أسكته وأربط جأشه
                              في لزبة الحدث المقيم المقعد
                              نفع الصناعة والزراعة باذلا
                              لصلاح حالهما يدا تلو اليد
                              ورعى معاهد الاقتصاد فأزهرت
                              وقضت منى بعديدها المتعدد
                              كانت خزائن مصر طوع بنانه
                              ومضى نقيا جيبه حلو اليد
                              إلا فضولا من محلل كسبه
                              لم تحتسب فيها معاجلة الغد
                              لولا النزاهة وهي أغلى ذخره
                              ما مات مغني القوم شبه مجرد
                              وارحمتا للمستقر برغمه
                              والعزم بين ضلوعه لم يهمد
                              مصر الهوى لم يلهه عنها هوى
                              فإذا دعت لبى ولم يتردد
                              أدمى حشاها أن يجود بنفسه
                              حبا ولم تملك فدى للمفتدي
                              قبل الأوان ثوى وكم من لفتة
                              يوم استقل لفاقد متفقد
                              سارت تشيعه الجموع ولم يكن
                              فيها سوى الباكي أو المتنهد
                              وتساوت الطبقات خاشعة فلم
                              ير مشهد بجلال ذاك المشهد
                              يا راحلا أتت المنية دونه
                              وبه النفوس عوالق لا تبعد
                              صمصام قوم أغمدته ولم يكن
                              أيام حاجتهم إليه بمغمد
                              شهدت أوج عطلت علياؤه
                              من أفخر الزينات في المتقلد
                              في الحق أنك نمت نوما هادئا
                              سيطول أم هذا غرار مسهد
                              ورحمت نفسك أم عصتك
                              فأسقطت عنها تكاليف الجهاد السرمد
                              من ظن خلوتك الأمينة حومة
                              فيها تلاقي مصرع المستشهد
                              ستعيش باسم في القلوب مخلد
                              إن كان هذا الجسم غير مخلد
                              وسيكمل إبنك ما بدأت مؤيدا
                              برعاية الله العلي الأيد
                              يا سر أحمد والبقاء تسلسل
                              ماذا تسام لصون أكرم محتد
                              أعزز على القرباء والبعداء أن
                              تمنى بفقد أبيك منذ المولد
                              عش للحمى وانبت نباتا صالحا
                              وانبغ وكن زين العلى والسؤدد


                              أكذا نهاية ذلك الجهد


                              أكذا نهاية ذلك الجهد
                              أكذا ختام السعي والجد
                              أكذا المآثر في نتائجها
                              أكذا المفاخر آخر العهد
                              يعروك داء لا تقاومه
                              وتصير من غده إلى اللحد
                              متلاشي الأنفاس في نفس
                              متواريا كالطيف عن بعد
                              لا عزم يدفع ما دهاك ولا
                              صوت على عاديك يستعدي
                              إن الحسام وقد نضته يد
                              ليصل مردودا إلى الغمد
                              إن النسيم قبيل سكنته
                              ليعج بين البان والرند
                              إن السحاب لدى تبدده
                              ليبيد بين البرق والرعد
                              أبلا مبالاة ولا أسف
                              وبلا مجافاة ولا صد
                              أسلمت روحك وهي هادئة
                              ليقلها نور إلى الخلد
                              وتركت للأحياء إن قدروا
                              أن يثأروا من خطبك المردي
                              موت كموت الطاعنين وقد
                              مضت السنون بهم إلى الحد
                              ما كنت أحسب أن تقر بلا
                              شغل ينوط الجفن بالسهد
                              ما كنت أحسب أن تبيت بلا
                              أمل تؤمله ولا قصد
                              لكن جهلنا منك أنك لم
                              تك صاخبا في مبتغى مجد
                              جزت الجهاد تريد جوهره
                              وبلغت عن عرض مدى الحمد
                              فلئن رقدت لقد سننت هدى
                              لبنيك من شيب ومن مرد
                              أخذوا السجية عنك طاهرة
                              ونبوا كما تنبو عن الإد
                              وتعددوا صورا مجزأة
                              عن كامل متعدد فرد
                              يتذكرون إمامهم عمرا
                              أيام كان فريدة العقد
                              ذكرى استدامتها النفوس فما
                              في الدهر من قبل ولا بعد
                              مقرونة بتجلة وهوى
                              أخذا مزيدهما من الوجد
                              أي فاقديه لقد تكاثر ما
                              جمعت رزايا الدهر في فقد
                              كم كان في الشيم التي ذهبت
                              بوفاته كنز لذي ود
                              حققت تحقيقا مروءته
                              وإخاءه بيد له عندي
                              ما كان أودعه وأرفعه
                              نعسا وأنزعه عن الحقد
                              ما كان أرفقه على نزق
                              وأشد صولته على الند
                              ما كان أسمحه بمأثرة
                              تسدى وأفرحه بما يسدي
                              يلقاك وهو محاسن أبدا
                              أنى تكن ويسر ما يبدي
                              يسقيك عذبا من تجاربه
                              ما ذاق منه الصاب في الورد
                              يفتيك عن علم ويستره
                              بشبيه الاستفهام في الرد
                              يرعى الحقوق كما يعلمها
                              بخلوص وافى الرأي مستد
                              كم موقف نصر الضعيف به
                              وغريمه أضرى من الأسد
                              يحمي شريعته بابلغ ما
                              يوحي تنزهها عن النقد
                              مستكشفا أسرار حكمتها
                              في أمرها والنهي والحد
                              مهما تسمه إفادة سنتحت
                              لبلاده لم يأل عن جهد
                              يكتب ويخطب غير مدخر
                              رمقا بواهي العزم منهد
                              هذي فضائله ويكثر ما
                              أخطأته منهن في العد
                              وأجلهن بلا منازعة
                              ذاك الوفاء لمصر بالعهد
                              ذاك التغالي يستميت به
                              ليقيل شعبا عاثر الجد
                              أستاذنا زود مسامعنا
                              درس الوداع هدى لمستهد
                              إني لأدرك ما تعيد على
                              أرواحنا وأحس ما تبدي
                              سمعا لقول أنت قائله
                              من حيث بت بعالم الرشد
                              طوعا لما بلغتنا وبه
                              لب الصواب وغاية القصد
                              ليس الحمام لمن يكافح في
                              إسعاد أمته سوى وعد
                              موت المجاهد لا قنوط به
                              كسواه بل هو واجب أدي
                              فتعلموا ثم اعملوا وثقوا
                              أن الحياة بقدر ما تجدي
                              والدهر أجمع دون ثانية
                              يفدي بها الأوطان من يفدي

                              تعليق


                              • بورك في خلقك المليح
                                يا أشبه الخلق بالمسيح
                                وفي ذكاء له شعاع
                                يبدو على وجهك الصبيح
                                وفي خصال متممات
                                بالخلق الطاهر الصريح
                                وفي تناه بلا تباه
                                ذودا عن المبدإ الصحيح
                                أعدت قسا وأين قس
                                لو عاد من نده الفصيح
                                هل لنجيب إدراك شأو
                                في شوط عليائك الفسيح
                                بوهم يعثر المجلي
                                إن رامة عثرة الطليح
                                عظاتك البالغات طب
                                من التباريح والجروح
                                أراهم بديعا بذاك البديع
                                صفا جوهرا وحلا موردا
                                وباح لهم من كنوز النهى
                                بما يستفز لها الحسدا
                                كنوز سيغزون أعلاقها
                                ويسبون قيمها المرصدا
                                فإن فعلوا وهم فاعلون
                                وللمرء في الدهر ما عودا
                                كما استنزفوا الشرق برا وبحرا
                                فلا در أبقوا ولا عسجدا
                                فهذي الغوالي بقايا المعالي
                                تقر لنا الماضي الأمجدا
                                وما ضائر فخرنا أن تباح
                                ولا ضائر الجاه أن تجتدى
                                ألا ليتهم تركوا غيرها
                                قديما ومدوا إليها يدا
                                على أنهم علموا بعد لأي
                                كرامة أمتنا محتدا
                                لأن بيانا كهذا البيان
                                جدير كما شاء أن يخلدا
                                وأن نفوسا كتلك النفوس
                                لها رجعة في بنيها غدا
                                سما في المفاخر هذا الفخار
                                لنا وأبى الحق أن يجحدا
                                فلا تبتئس وهو ذاك النضار
                                إذا ما رأينا له نقدا
                                يريدون منا بناء القريض
                                كثير المناحي قصي المدى
                                وقد جهلوا البيت نبنيه فذا
                                فيستغرب الأمد الأبعدا
                                حلاه تنافس زهر الرياض
                                ومعناه يستنزل الفرقد
                                فيهن للجسم برء جسم
                                فيهن للروح برء روح
                                مولاي هذا مقال حق
                                ما فيه شيء من المديح
                                يا سعد قوم وليت فيهم
                                ولاية المصلح المشيح
                                خمس وعشرون قمت فيها
                                بأمرهم غير مستريح
                                نفاذ رأي شديد عزم
                                غير عتي ولا جموح
                                لك البييت الداني وتبني
                                للبر مرفوعة الصروح
                                لولا اضطرار قضى لبس
                                الطراز شوهدت في المسوح
                                تأخذ أخذ الجميل فيما
                                تبغي وتنهي عن القبيح
                                تغفر للخاطيء اقتداء
                                بربك الغافر السميح
                                لست لعذر عن أي قول
                                أو أي فعل بمستميح
                                والنصح ما زاده قبولا
                                كالصدق من جانب النصيح
                                لا تفتأ الدهر في حلول
                                لسد ثغر أو في نزوح
                                قلب إلى الخالدات يرنو
                                بناظر طاهر طموح
                                أو قلم كاتب وصوت
                                مردد ما إليك أوحي
                                ما إن رأينا له سميعا
                                وجفنه ليس بالقريح
                                رشيد أبلغ أجل حبر
                                تهنئة الوامق النصوح
                                وادع له بالبقاء حتى
                                يتم قدسية الفتوح
                                غير كثير لو عاش قطب
                                له مزاياه عمر نوح
                                فأي عصر وأي مصر
                                بمثله ليس بالشحيح

                                ألموريات أخمدت زنادي

                                ألموريات أخمدت زنادي
                                والمرثيات أنضبت مدادي
                                وكاد لا يترك إلا لونه
                                في أعيني تعاقب الحداد
                                يا ملهم الشعر طغى الحزن على
                                فكري فهل فضل من الإمداد
                                ألعلم الخفاق في الشرق هوى
                                عن طوده الموفي على الأطواد
                                أأصبح اليوم فقيد قومه
                                من عاش فيهم فاقد الأنداد
                                واعمرا أسامع يوم النوى
                                آهة مصر وأنين الوادي
                                أسامع في أمة والهة
                                شكوى الأسى من رائح وغاد
                                إسكندرية التي آثرتها
                                ما نالها من ألم البعاد
                                وكنت فيها موردا مباركا
                                ومصدرا للخير والإسعاد
                                في النوب والسودان قوم رزئوا
                                أكفى نصير وأبر هاد
                                شد بما أوتيه من القوى
                                أواخي الإلف والاتحاد
                                بكل قطر عربي نزلت
                                نازلة تفت في الأعضاء
                                ما بالحجاز والسوادين وما
                                بالشام من تصدع الأكباد
                                ألم تكن أوحى وأقوى ناصر
                                لكل شعب ناطق بالضاد
                                وهل أبيح من حمى في الشرق لم
                                يفز بذخر منك أو عتاد
                                أعظم بما خلفت في الجيل الذي
                                عايشته من خالد الأيادي
                                ألست أول الميامين الأولى
                                دعوا إلى تحرر البلاد
                                يجفزك الإيمان بالحق وما
                                تثنيك عنه صولة لعادي
                                وإنما الاراء أن تجلوها
                                ما تفعل السيوف في الأغماد
                                أي أمير كنت ما أتقى وما
                                أنقى وما أهدى إلى السداد
                                أي وفي لا وفي مثله
                                أي همام مسعف جواد
                                أي أب للفقراء وأخ
                                للضعفاء عاجل الإنجاد
                                أي حكيم لم يكدر صفوه
                                تخالف الرأي والاعتقاد
                                ويرأب الصدوع في أمته
                                بحكمة تشفي من الأحقاد
                                ويجعل الخلف بما في وسعه
                                زيادة في الإلف والوداد
                                كم جد في صيانة السواد من
                                غوائل التأويد والفساد
                                بمنحه الأخلاق قسطا وافرا
                                من همم تعطي بلا نفاد
                                ألجهل والخمر وآفاتهما
                                ألسن من أسلحة الأعادي
                                كان البدار دأبه عناية
                                بشأن من يرعى من العباد
                                أجائز لي ذكر إحسان له
                                عندي وفي الحق به اعتدادي
                                ما أخطأتني كتبه في فرح
                                أو ترح بحسن الافتقاد
                                عوارف هيهات أن تنسى وقد
                                يضاعف الجميل لطف البادي
                                في عمرك الميمون كم من مسجد
                                عمرته ومعهد وناد
                                وكم جماعة وكم نقابة
                                ألت بها مرافق العباد
                                لم تدخر نصحا ولا عزيمة
                                في سبل المعاش والمعاد
                                عنيت بالزرع وبالزراع ما
                                فرطت في جهد ولا اجتهاد
                                عنيت بالفنون والآداب لم
                                تضن بالعطف على مجواد
                                وكنت للعدل نصيرا يقظا
                                وكنت للظالم بالمرصاد
                                هذا وكم عانيت في ضحاك من
                                جهد وفي دجاك من سهاد
                                فجئت بالآيات تعيا دونها
                                عزائم الجموع لا الآحاد
                                من كتب أخرجتها وصحف
                                دبجتها للهدي والإرشاد
                                وسير بعثتها فجددت
                                مفاخر الاباء والأجداد
                                وذكر نشرت من مطويها
                                مآثر الجيوش والقواد
                                وقبسات من هدى الأسفار في
                                حواضر الدنيا وفي البوادي
                                وصور تجلو بها ما غيبت
                                أيدي البلى فكل خاف باد
                                وأثر ترده من غربة
                                وقد بذلت فيه بذل الفادي
                                تلك ذخائر لتاريخ الحمي
                                لولاك ظلت طرفا بداد
                                يا من سما بنفسه كما سما
                                بشرف المحتد والميلاد
                                فارقت دنياك ولم تأبه لها
                                مجتزئا عنها بخير زاد
                                منتبذا بهارج التشييع
                                والتوجيع في نهاية الجهاد
                                أثابك الله بما أسلفت من
                                محامد تبقى على الآباد
                                وزاد نجليك كمالا وعلى
                                في الأمراء النجب الأمجاد


                                كان ليل وآدم في سبات

                                كان ليل وآدم في سبات
                                نام عن حسه إلى ميقات
                                والبرايا في هدأة الظلمات
                                خاشعات رجاء أمر آت
                                يتوقعن آية الآيات
                                والربى في مسوحهن سواجد
                                من بعيد والأفق جاث كعابد
                                ونجوم الثرى سواه سواهد
                                ونجوم العلى روان شواهد
                                يتطلعن من عل ذاهلات
                                نظر الله آدما في الخلود
                                موحشا لانفراده في السعود
                                مستزيدا والنقص في المستزيد
                                فرأى أن يتمه في الوجود
                                بعروس شريكة في الحياة
                                إلف عمر والإلف للإنسان
                                حاجة من لوازم النقصان
                                تلك في الخلق سنة الرحمن
                                سنها منذ بدء هذا الكيان
                                وبها قام عالم الفانيات
                                منذ كانت هذي الخليقة قدما
                                نشرات من الهباء فضما
                                ما تراخى منها فألف جرما
                                ثم أحياه ثم آتاه جسما
                                مثله يكملان ذاتا بذات
                                بسطت أنمل اللطيف القدير
                                في الدجى من أوج العلاء المنير
                                فأماجت بالضوء بحر الأثير
                                وألمت بآدم في السرير
                                لاجتراح الكبرى من المعجزات
                                فتحت جنبه وسلت بعطف
                                منه ضلعا فجاء تمثال لطف
                                جل قدرا عن أصله فاستصفي
                                من دم الصدر لا التراب الصرف
                                سما عن صفاته بصفات
                                فبدت غضة الصبا حواء
                                وهي هيفاء كاعب زهراء
                                ليد الله مظهر وضاء
                                وسنى بين بها وسناء
                                شف عنه الجمال كالمرآة
                                تتجلى والليل يمضي اندفاعا
                                ناظرا خلفه إليها ارتياعا
                                وبشير الصباح يدلي الشعاعا
                                ناشرا رايات الضياء تباعا
                                داعيا للسرور والتهنئات
                                وتوالي النجوم ترمق آنا
                                حسنها ثم تغمض الأجفانا
                                ونجوم الجنان تبدي افتتانا
                                بالجمال الذي رأته فكانا
                                آية المبصرات والسامعات
                                وتناجت فوائح الأزهار
                                وتنادت نوافح الأسحار
                                وتداعت صوادح الأطيار
                                قلن هذي خلاصة الأسرار
                                وختام العجائب المدهشات
                                ربنا ما سواك من معبود
                                أي خلق نرى بشكل جديد
                                بنا شمس أم قد بدت للعبيد
                                صفة منك في مثال فريد
                                لتلقي سجودنا والصلاة
                                قال صوت هي العناية حلت
                                فأنارت مليككم وأظلت
                                وهي سلطانة عليكم تولت
                                وهي في يومها عروس تجلت
                                وغدا أم سادة الكائنات
                                تلك حواء في ابتداء الزمان
                                لم يكدر صفاءها في الجنان
                                ما سوى جهل سر هذا الكيان
                                وشعور بأن في العرفان
                                لذة فوق سائر اللذات
                                فاشترت علمها بفقد الدوام
                                واشترت بالنعيم سر الغرام
                                واستحبت على اعتدال المقام
                                عيشة بين صحة ومقام
                                في التصابي وملتقى وشتات
                                فإذا كان فعلها ذاك إثما
                                أفلم تغل حين أضحت أما
                                بمعاناتها العذاب الجما
                                روح قدس من الملائك أسمى
                                مصدرا للفداء والرحمات
                                غبنت في الخيار غبنا جسيما
                                لكن اعتاضت اعتياضا كريما
                                أولم تؤتنا الهوى والعلوما
                                فنعمنا وزاد ذاك النعيما
                                ما حفظنا به من الشقوات
                                فلهذا نحبها كيف كنا
                                إن فرحنا في حالة أو حزنا
                                أو جزعنا لحادث أو أمنا
                                وهواها من الأبرين منا
                                في صميم القلوب والمهجات

                                تعليق

                                مواضيع تهمك

                                تقليص

                                المنتدى: المكتبة الالكترونية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 04:01 PM
                                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:44 PM
                                المنتدى: التعريف بالهندسة الصناعية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:38 PM
                                المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-10-2025 الساعة 01:22 AM
                                المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-04-2025 الساعة 12:04 AM
                                يعمل...
                                X