[frame="2 85"]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخلو متحدث من مثل ؛ ولكل مثل قصة فتعالوا معنا نعرض الأمثال وقصة كل مثل ؛ وهذه تقوي ملكة اللغة وتختصر الكلام لأقل قدر ممكن
يدل الأصل الثلاثى (م ث ل) على معنى الشبه والنظير
يقول الزمخشرى: "والمثل فى أصل كلامهم بمعنى المثل والنظير" ، وذكر أحد الباحثين أن كلمة "المثل من المماثلة وهو الشيء المثيل لشيء يشابهه، والشيء الذى يضرب لشيء مثلا، فيجعل مثله، والأصل فيه التشبيه
وينقل زلهايم عن أبى عبيد القاسم بن سلام قوله فى مقدمة أمثاله: "..هذا كتاب الأمثال وهى حكمة العرب فى الجاهلية والإسلام ، وبها كانت تعارض كلامها، فتبلغ بها ما حاولت من حاجاتها فى المنطق بكناية غير تصريح ، فيجتمع لها بذلك ثلاث خصال: إيجاز اللفظ وإصابة المعنى وحسن التشبيه" .
ويقول الفارابي: "المثل ما ترضاه العامة والخاصة في لفظه ومعناه حتى ابتذلوه فيما بينهم، وفاهوا به في السراء والضراء، فاستدرّوا به الممتنع من الدرّ، وتوصلوا به إلى المطالب القصية، وتفرجوا به من الكرب المكربة، وهو من أبلغ الحكمة؛ لأن الناس لا يجتمعون على ناقص أو مقصّر في الجودة أو غير مبالغ في بلوغ المدى في النفاسة" .
ويقول المرزوقى: "المثل جملة من القول مقتضبة من أصلها، أو مرسلة بذاتها، فتتسم بالقبول وتشتهر بالتداول، فتنقل عما وردت فيه إلى كل ما يصح قصده بها من غير تغيير يلحقها فى لفظها، وعما يوجبه الظاهر إلى أشباهه من المعانى، فلذلك تضرب، وإن جهلت أسبابها التى خرجت عليها" .
فى هذه التعريفات توضيح لحقيقة المثل ، فهو يضرب فى حالات مشابهة لمورده الأصلى، كما يظل مثلا يضرب ، وإن جهل أصله ، ولا يغير لفظه فى أية حالة من حالة استعماله .
فإذا ما انتقلنا للمحدثين الذين اهتموا بدراسة المثل نجدهم لايكادون يختلفون مع القدماء فى مفهوم المثل فمثلا يقول أميل يعقوب :" المثل هو عبارة موجزة بليغة شائعة الاستعمال، يتوارثها الخلف عن السلف ، تمتاز بالإيجاز وصحة المعنى وسهولة اللغة وجمال جرسها" .
ويصف باحث آخر المثل بأنه" قول موجز سائر ، صائب المعنى تشبه به حالة حادثة بحالة سالفة" .
ومن خلال هذا العرض يمكن أن نعرف المثل بأنه "هو تركيب ثابت شائع موجز، يستخدم مجازيا صائب المعنى ، يعتمد كثيرا على التشبيه".
وبناء على ذلك فهو يتسم بهذه السمات: الإيجاز البليغ والاستعمال الشائع، والتشبيه، وجمال اللغة، والثبات، والاستعمال المجازي، وجودة الكناية، بالإضافة إلى أنه قابل للاستخدام فى سياقات مختلفة، غير أن علاقته بتلك السياقات خاضعة لقواعد دلالية خاصة .
إن لله جنوداً من عسل
قاله معاوية لما سمع أن الأشتر سقي عسلاً فيه سم فمات يضرب عند الشماتة بما يصيب العدو.
http://sites.ienajah.com/vb2/showpost.p...61&postcount=6
.[/frame]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخلو متحدث من مثل ؛ ولكل مثل قصة فتعالوا معنا نعرض الأمثال وقصة كل مثل ؛ وهذه تقوي ملكة اللغة وتختصر الكلام لأقل قدر ممكن
يدل الأصل الثلاثى (م ث ل) على معنى الشبه والنظير
يقول الزمخشرى: "والمثل فى أصل كلامهم بمعنى المثل والنظير" ، وذكر أحد الباحثين أن كلمة "المثل من المماثلة وهو الشيء المثيل لشيء يشابهه، والشيء الذى يضرب لشيء مثلا، فيجعل مثله، والأصل فيه التشبيه
وينقل زلهايم عن أبى عبيد القاسم بن سلام قوله فى مقدمة أمثاله: "..هذا كتاب الأمثال وهى حكمة العرب فى الجاهلية والإسلام ، وبها كانت تعارض كلامها، فتبلغ بها ما حاولت من حاجاتها فى المنطق بكناية غير تصريح ، فيجتمع لها بذلك ثلاث خصال: إيجاز اللفظ وإصابة المعنى وحسن التشبيه" .
ويقول الفارابي: "المثل ما ترضاه العامة والخاصة في لفظه ومعناه حتى ابتذلوه فيما بينهم، وفاهوا به في السراء والضراء، فاستدرّوا به الممتنع من الدرّ، وتوصلوا به إلى المطالب القصية، وتفرجوا به من الكرب المكربة، وهو من أبلغ الحكمة؛ لأن الناس لا يجتمعون على ناقص أو مقصّر في الجودة أو غير مبالغ في بلوغ المدى في النفاسة" .
ويقول المرزوقى: "المثل جملة من القول مقتضبة من أصلها، أو مرسلة بذاتها، فتتسم بالقبول وتشتهر بالتداول، فتنقل عما وردت فيه إلى كل ما يصح قصده بها من غير تغيير يلحقها فى لفظها، وعما يوجبه الظاهر إلى أشباهه من المعانى، فلذلك تضرب، وإن جهلت أسبابها التى خرجت عليها" .
فى هذه التعريفات توضيح لحقيقة المثل ، فهو يضرب فى حالات مشابهة لمورده الأصلى، كما يظل مثلا يضرب ، وإن جهل أصله ، ولا يغير لفظه فى أية حالة من حالة استعماله .
فإذا ما انتقلنا للمحدثين الذين اهتموا بدراسة المثل نجدهم لايكادون يختلفون مع القدماء فى مفهوم المثل فمثلا يقول أميل يعقوب :" المثل هو عبارة موجزة بليغة شائعة الاستعمال، يتوارثها الخلف عن السلف ، تمتاز بالإيجاز وصحة المعنى وسهولة اللغة وجمال جرسها" .
ويصف باحث آخر المثل بأنه" قول موجز سائر ، صائب المعنى تشبه به حالة حادثة بحالة سالفة" .
ومن خلال هذا العرض يمكن أن نعرف المثل بأنه "هو تركيب ثابت شائع موجز، يستخدم مجازيا صائب المعنى ، يعتمد كثيرا على التشبيه".
وبناء على ذلك فهو يتسم بهذه السمات: الإيجاز البليغ والاستعمال الشائع، والتشبيه، وجمال اللغة، والثبات، والاستعمال المجازي، وجودة الكناية، بالإضافة إلى أنه قابل للاستخدام فى سياقات مختلفة، غير أن علاقته بتلك السياقات خاضعة لقواعد دلالية خاصة .
إن لله جنوداً من عسل
قاله معاوية لما سمع أن الأشتر سقي عسلاً فيه سم فمات يضرب عند الشماتة بما يصيب العدو.
http://sites.ienajah.com/vb2/showpost.p...61&postcount=6
.[/frame]
تعليق