إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الابنودى فارس العاميه المصريه

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #61
    الكلاب.. تسكت.. وتنبح
    الكلاب.. تقفل.. وتفتح
    الكلاب.. تمنع.. وتسمح
    والكلاب.. تخسر.. وتربح
    نبحها في الليل غريب
    صمتها دايما مريب
    ع البيبان واقفة مناوبة
    بِشمة لا تشبع متاوبة
    لو أكلت اللقمة تنبح
    لو رميت اللقمة تنبح
    لما تتاوب ما بتداريش نيابها
    لما نتكلم تعبر ـ في وضوح ـ
    عن اكتئابها
    علمتنا الاكتئاب
    الكلاب
    الأبنودي ـ الكلاب ـ الأحزان العادية


    لما بتعدي.. نوسع
    لو نناقشها.. تسرسع
    الكلاب تنبح ولكن مش بتسمع!!
    أي كلمة لو نقولها
    تنتفض.. ترفع ديولها
    قد ما تضيق الحياة قدام عيوننا
    قد ما قدامها توسع
    في الحوانيت الرخيصة تحتقرنا
    لما نسأل ع اللي أرخص
    عارفه أحوال الجميع
    من غير سؤال..
    من غير ما تفحص
    الأبنودي ـ الكلاب ـ الأحزان العادية


    لو تعضك إوعى تحدفها بطوبة
    القوانين للعقوبة
    والكلاب أم الخصوبة
    ليها أطفال عمي بكره يفتحوا
    وينبحوا
    من غير صعوبة
    يخرجوا طوفان على قلب المدينة
    اللي ما لناش حاجة فيها
    واللي مالهاش حاجة فينا
    يخرجوا طوفان يحَروا برد طوبة
    واحنا ما في اليد حاجة
    سذجا.. آخر سذاجة
    ما اكتشفناش إنها نباحٌ وعض
    كان بقى لنا قصور
    .. ومال ياما وأرض
    بس لو كان علمونا كُره بعض
    كان زماننا بننجحوا
    كان زماننا بنسكتوا وبننبحوا
    وبنقفلوا.. وبنفتحوا
    زي الكلاب!

    ومساء الخير يا مغرب
    عند رحيلنا الثنائي
    واقف وقفة مغادر
    عازم على التنائي
    كَفِّين م البرد كمشوا
    زي الورد الشتائي
    الناس فاكرينها سهلة
    ع الشمس وهيه راحلة
    ما تلاقي باقي.. باقي
    (وجوه تلمع وتِبهت
    بتبدأ والا أنهت)
    تنسى خيوط من خيوطها
    بتدوسها ع التراب
    ألغاز خماسينية
    اللحظة بُق ميه
    شربناه في تلاقي
    الدنيا فيه مذابة
    يا خوف المغربية
    يا مهرب الكتابة
    الأبنودي ـ الكتابة ـ الأحزان العادية


    إن تمدحوا الشعر بامدح سيرة الشاعر
    واشهد بأنه الصبور.. العارف.. الطاهر
    الصاحي سهران.. ونايم نومة الساهر
    على حرف ورقة، بنصل يمص دمه الحر
    دقق في «بيت» تلقى تحته مية وريد بيشر
    اتبع خطى الدم تلقى الجرح لونه يُسُر
    الأبنودي ـ الإمام ـ الأحزان العادية
    مات «الشيخ محمود»
    وماتت «فاطنة اب قنديل»
    واتباع «كَرم اب غبان»
    وأنا لسه حية
    وباين ح أحيا كمان وكمان
    عشت كتير
    عشت لحد ما شفتك عجزت
    يا عبد الرحمن
    الأبنودي ـ يامنة ـ الأحزان العادية


    وأنا فاكر
    إننا إحنا ـ أيضا ـ أيام الدبلوم
    كنا نروح المعهد
    من غير ما يكون في بيوتنا تمن كباية شاي
    وإننا أيضا فقرا..
    وولاد فقرا
    وادي الفقرا طلَّعوا ناس
    يعرفوا يكتبوا
    ويعلموا ناس تكتب تقرا
    وأنا أفهم .. يعني
    لإن أنا وانت بالذات
    من أولاد الفقرا
    اللي بيشتغلوا أُجرا
    في كفور وقرى
    لازم كان يبقى قلبنا ع الغلبان
    يتعلم علشان يصبح إنسان
    الأبنودي، من مدرّس الابتدائي إلى زميله مدرس الابتدائي، بعد التحية والسلام

    تعليق


    • #62
      وعيال قديمه مهلهله
      ومبهدله
      جوه الجرون
      متغطيه بقش وعيدان
      متغطيه بضل الحيطان
      من غير أماني.. بنص عين
      فيها سنين
      من غير إيدين
      من غير عينين
      يا لحستي ع العيلين
      والأب في الغيط نخله
      ما بتطرحش ع الحول تمرتين
      الأبنودي ـ الأرض والعيال


      ونزلت أنام ويَّا الجناينية
      أقسم معاهم (كسرة البتاو)
      وساعات اغمسها ف طبق ميه
      فاتوا الأطبا عُمي على دربي
      عميان بلا عكاز
      داسوا برجليهم على قلبي
      كل اللي بيحاول يطببني
      بيرجعوه من أول الطرقة
      الأبنودي ـ حدوتة مصرية ـ الأرض والعيال


      جارتي الضريرة خططت
      ع الأرض بالعود الرفيع مرتين
      فاكراني بنت من البنات
      قالت وكان الجفن قايم زي كتف البير
      يا ستنا
      طول ما انتي مش قاعده هنا
      الدنيا كلمه سوده
      نعقة بومه
      أنَّه.. طنطنه
      أرجوكي ما تروحيش بعيد
      أصل الوحيد يومه بسنه
      والأعمى أصله مننا
      عكازه كلمه حنينه
      يكفيه يشم نَفَس بنيه طيبه
      يا بنتي
      لو جربتي يوم
      ريحة ضنا
      الأبنودي ـ جارتي الضريرة ـ الأرض والعيال


      ومديت إيديا أجيب اللي ما حد جابه
      أجيب للسؤال الصغير.. جوابه
      أجيب للسان اللي مسلول عليا.. جرابه
      وأجيب للميعاد الكبير.. اقترابه
      أجيبهم وانا هدومي متقطعين
      وفي ضلوعي عته وطين
      تمام زي أولاد حبايبي وعمامي.. وجيراني
      حبايبي أنا الفلاحين
      الأبنودي ـ الربابة الحزينة ـ الأرض والعيال


      اعفيني م الكتَّاب يومين
      عايز أصيع وأرمي الدواية والقراية لحظتين
      واتمشى في الأزهر
      وازور سيدنا الحسين
      حاسس في فكي بضرس عقل
      حاسس بقيمتي في المجال
      أنا يا سيدنا صبي
      ساعات باقول الحكمه ما يقولهاش نبي
      وساعات غبي
      الأبنودي ـ سورة العنكبوت ـ الأرض والعيال
      يا ساكنين بيتي الخشب
      ما تدبدبوش
      الدرس ده لسه أنا
      ما حفظتهوش
      الدرس أصله هدني
      وباخاف لا شيخي يمدني
      الأبنودي ـ سورة العنكبوت ـ الأرض والعيال



      قلت لنفسي ـ وانا آسف..
      ياما لنفسي باقول ـ
      هل ينفعوا دول
      لنشيد معدول
      واضح في العرض
      ووافي الطول؟
      في هذا الغيط الموبوء بديدان الهم
      هل حتفتح من تاني أزهار الدم؟
      هل من تاني
      حترجع صورة الشعلة للبرواز
      والقمصان تتعاص في الجاز
      والطرابيش
      ح تواجه الجيش
      وتعود تتفسر كل الألغاز
      في بساطة وإعجاز؟
      والا ح تفضل دكاكين الدنيا تسلمنا
      من كف لكف
      وتعرضنا ف نفس الرف
      وترمينا تحت الرجلين
      في آخر الصف؟
      الأبنودي ـ الجزر والمد ـ الأحزان العادية


      رقصة الزار القديمه
      الحميمه
      العظيمه.. لحد فكرناها ثوره
      فرق بين رقصه وثوره!!
      لا هي جايه فوق حصان
      ولا في لحظة زمان
      ح تهب نابته في الغيطان
      ولا رقصه
      برجل حافيه
      ف مهرجان!
      دكهه هاديه
      تيجي هاديه.. وصوتها دامي
      تعزل الكداب..
      وتقبض ع الحرامي!
      تعرف الناس.. مش كتل
      تعرف الناس..
      بالوجوه وبالأسامي!
      تيجي فاتحه القبر
      نادغه الصبر
      قابضه الجمر
      تنصب محاكم الشعوب في كل قصر
      تغير العصر
      إلى آخر الصفحات في سِفْر الثورة
      الأبنودي ـ الجزر والمد ـ الأحزان العادية

      تعليق


      • #63
        واحس ليا وطن
        واحس ليا ناس
        وحاجات مالهاش حصر
        ساعتها أحس بمصر
        مصر اللي شالتني صوت
        وسقتني
        خلقتني
        وادتني اسمي وتوبي وسري وملامحي
        وعلى حواف النهر غسلتني
        وأنبتني لما ملت ف يوم
        مصر الغلابة اللي بتخلق مصر
        وإن كان صحيح لعصرنا أصوات
        يبقوا الغلابه
        همَّ صوت العصر
        الأبنودي ـ سوق العصر ـ المشروع والممنوع



        يا قدس لمي جناحك وارجعي تاني
        لا تصدقي قولي ولا تأتمني أحضاني
        نامي في حضن العدو.. هو العدو الأول
        يا قدس خافي قوي من العدو التاني
        الخنجر المختفي وانتي فاكراه ضلع
        الأفعى ورا ضحكتي والموت في أسناني
        وصفحتي في النضال
        بيضا بياض التلج
        لمي الجناح.. البناني ف قلبي مسكونه
        بيمام غريب الوطن
        حبيته.. يوم ما رطن
        يوم ما التهم خضرتك
        فدان ورا فدان
        يوم ما طرد أسرتك
        إنسان ورا إنسان
        يوم ما هدم مادنتك
        وكسر الصلبان
        يوم ما زحف أفعى وبتحاصر
        دبح الفلسطيني وقتل
        جمال عبد الناصر
        الأبنودي ـ الموت على الأسفلت


        هو الغلبان لما ح يفضل غلبان
        إمتى ح يقدر يعمل جدران
        أو يبني بيوت؟
        أحسن ندي لك انت الطين
        والا ندي للشعب القوت؟
        وكمان بتقول ضحكوا عليَّ الشبان
        ملوا راسي كلام.. من مثل..
        الثورة.. والتعمير.. والطبقه العامله..
        والتنميه.. والتغيير.. والعمران؟
        هم اللي ضحكوا عليَّ يا غلبان؟
        والا انا غيرت دماغهم علشان
        ما يجوش للكون زيك تجار
        يقفوا قصاد الخطوة لقدام؟
        الأبنودي ـ من السد العالي إلى صاحب مصنع الطوب ـ بعد التحية والسلام


        وابتسم قلبي الجريح
        زي أي شراع في مركب
        يتعدل
        يضحك لريح
        طلعت البسمه عروق من غير ورق
        بسمه مسقيه عرق
        بسمه هاربه من جحيم الجرح
        من ليل القبور
        قلب بور
        هاج عليه فيضان أمل
        ابتسمت
        مره تانيه شالت العيدان عليها نعش جسمي
        وانا وازن فوقها همي
        جر رجلي قربنا لآخر الطريق
        اللي في آخره صحابي
        الطيبه السمحه الوفيه
        والنهار.. لابس خيوط المغربيه
        إيد بيوزن بيها همّه
        وإيد مخبي فيها شمس ف حجر كُمه
        الأبنودي ـ الطريق والأصحاب ـ الأرض والعيال


        المدينه اللي بتاكل في طريقها كل حاجه
        كل حاجه
        بياعين
        كل ناسها بياعين
        بصة الناس.. الموده.. بسمة الحب بتمن
        بلدتي
        يا والدتي
        الطرحه لونها لمني
        زي ما يستر على الميت كفن
        شايفه غلة دمعي دي؟
        دي تمن صفحة كلام
        جوه برواز لونوه لون الغرام
        لون في لون ضحكة عليوه
        وأغنية عبد السلام
        لما (يحدِي) من ورا «ساقية أمين»
        كل ناسها بياعين
        كل ناسها رفيعين
        لون شنب كوز الدره
        كل ناسها صغيره
        بس فيها بيوت وفيها عدادات
        عداداتها قدنا ميت ألف مره
        لو فضلت أغني ميت ليله طويله
        مستحيل أقدر أقول لك
        قد إيه كانت جميله
        بس ناسها مرعبه
        يزرعوا الخوف في الجفون
        يدفنوا العين في الشعور المتربه
        الأبنودي ـ الطريق والأصحاب ـ الأرض والعيال


        الوحي ده ما جانيش من موسكو
        ما جانيش من أمريكا
        ما جانيش غير من هنا
        من القلب
        فأنا باعتقد إني باحب الوطن
        وباموت فداء للشعب
        أنا صوتي مني
        وانا ابن ناس فقرا
        شاءت ظروفي إني أكتب واقرا
        فباشوف وباغني
        والفقرا باعتيني
        يا.. ناس.. يا هوه
        قبلن ما اقول قوله
        اتأكدوا انه صوتي ده وصدر مني
        أنا مش عميل حد
        أنا شاعر
        جاي من ضمير الشعب
        الأبنودي ـ سوق العصر ـ المشروع والممنوع



        يتبع

        تعليق


        • #64
          أبداً ما رمت إيدي المحرات
          ولا عمري باخون
          ولا اخون الأرض كمان بالذات
          لكن الأيام جات بسكات
          وجابت لي حاجات
          ولا كانش جيراني «يوسف»
          لاجل ما أحلم بالسنوات
          بصيت ما لقيت غير والعُليق ع العود
          واللوزه بتطفح بالدود
          والخيبه نايمه ف أحسن حبه ف العنقود
          وزرعنا القطن
          الشتويه كانت صعبه اتدفينا بيه
          والدره ما جاش منه أكتر من ست سبع بوصات
          النيل جا لنا الدور ده مسعور
          كومنا البوص
          وردمنا عليه
          وعملنا جسور
          وفرحنا!!
          وقلنا: على الله يحبِّل بطن البور
          أباي لو شفت عيون الفلاحين في الجوع
          وأنين لعْيال
          وضفادع هتمه بتقلق أروق بال
          والجوع والليل اخوات
          أباي.. لو شفت الجوع والليل اخوات!!
          أبداً ما رمت إيدي المحرات..
          ولا عمري باخون..
          ولا اخون الأرض كمان بالذات
          لكني لما دراعي اتمص.. اتمص ومات
          والبقره بقت جلده وأربع عضمات
          إترمى من بين إيدي المحرات
          الأبنودي ـ الليل والمنجل والمحرات ـ الأرض والعيال


          وفيه عروسه وفيه عريس في دربنا
          ومصمصت ستي وقالت يا سلام
          بقى ده فرح؟
          الناس ما عادتشي بتستطعم فرح
          الضحكه ضحكة مجانين
          والواد على الدكه
          ح يدخل ع العروسه
          ومخه داير
          لاجل يحسب في الديون
          وغيرشي بكره
          يجيب له كام عيل
          يا عيني معصعصين
          عيال قديمه مهلهله.. ومبهدله
          جوه الجرون متغطيه بقش وعيدان
          متغطيه بضل الحيطان
          الأبنودي ـ الأرض والعيال


          الواد منهم مليان بكلام وغنا وحواديت
          أولاد تحلم.. تحلم.. تحلم
          تتعتر رجليهم.. وتسير
          وعينيهم تتعتر وتبص
          بيغنوا الصبح..
          يغنوا تعبنا.. يغنوا أنين الريف
          ويغنوا كل ولد مادد إيده
          ومكموش في رصيف
          ويغنوا كلام زي الأحلام
          عن غصن زاتون وربيع أخضر
          إمبارح كنا بنمشي لا لقمه ولا همه
          وفضلنا نسير ونسير ونسير ونسير لما
          إتصفينا في الأوده المرميه تحت العمارات
          حبة عضم
          وتكويمة إحساسات
          وجيوب مليانه بقشر الرحله
          والحكايات
          الأبنودي ـ الأولاد المتغربين ـ الأرض والعيال

          تعليق


          • #65
            الليل جدار
            إذا يدن الديك من عليه
            يطلع نهار
            وتنفلت من قبضة الشرق الحمامه ام الجناح
            أم الجناح أبيض في لون قلب الصغار
            آه يا حبيبتي يا ام خصله مهفهفه
            قلبي اللي مرعوش الأمان
            لسه بيحلم بالدفا
            والشمس كلمه طيبه وفيها الشفا
            قلبي اللي كان قرَّب يموت
            لسه بيحلم بالبيوت
            زي الخرز
            والدرب خيط
            حرير.. ولاضم كل حيط
            وف كل دار يترش حَب الحُب غيط
            يتنفس اللبلاب على الباب الكبير
            وبرضه ملضوم بالحرير

            يا ام العيون الدفيانين
            لو تعرفي من فين سمار النيل؟
            منين؟
            إوعك تقولي لأن جوفه عب طين
            أسمر لإن الشمس فوقه من سنين
            لو تعرفي طول السنين
            على شاب عريان البدن
            وبدراعاته المكشوفين
            وانتِ عنيكِ اسمروا من شيل الحنين
            ولإنهم متكحلين
            بشيء حزين
            بشيء في كل عيون صحابي الطيبين
            اللي ف عينيهم انتظار
            والليل جدار
            إذا يدن الديك من عليه
            يطلع نهار
            الأبنودي ـ خيط الحرير ـ الأرض والعيال


            أنا الشاعر اللي ف حكاية الأميره السجينه
            وقالوا لي: عايز الدوا؟
            عليك بالمدينه
            وجيت المدينه
            معلق ف كتفي الربابه الحزينه
            لقيت النجوم وشها في التراب
            وفوق الميدان كاكى نفس الغراب
            ونفس الجوامع بلا أي مادنه
            ونفس الإيدين اللي تضرب في بعض بأسف
            ونفس البيبان اللي من غير ضرف
            حبيبتي جميع الحاجات زي بعض
            ما كانتشي أبدا.. صدف
            لكين انتِ كنتِ فانوسي الملون
            فانوسي المنور بعين برتقاني
            وبعيون أخويا «خلف»
            ومديت إيديا أداري الوتر
            لا الوتر ينكشف
            ورفرف عليا القزاز اللي طالع رموش
            ولجلن أعيش
            ولجلن تعيش في عينيكِ السلامه
            يا ست البنات
            مشيت في الشارع ده اللي مزحوم نيون
            باترينات.. أسطوات
            وقلت: يا حارس
            وعربيه كانت ح تدهس عيال
            لسه سايبه المدارس
            ومديت إيديا أجيب اللي ما حد جابه
            أجيب السؤال اللي عريان وخايف
            في برد الشفايف
            حبيبتي
            أجيب له جوابه
            الأبنودي ـ الربابة الحزينة ـ الأرض والعيال

            تعليق


            • #66
              وعمارة «صدقي باشا» ف ضهري!!
              فاهمين إيه معنى عمارة «صدقي» ف ضهري؟
              معنى إن «عمارة صدقي» ف نفس الميدان
              بتطل على النيل الأسيان
              وعلى الشاعر
              ابن النيل الغلبان
              اللى بيحلم يفتح للفجر بيبان
              ويقيد للفجر نيران
              ويقرا للفجر بيان
              و«عمارة صدقي» لسه عظيمة الشان
              مازالت تحمل نفس الاسم
              ونفس الهيبة
              غابت في غبار الثورة يومين.. لكن
              رجعت م الغيبه!!
              تنظر لي: «يا جربوع السكان
              يا ابن الكفر الحافي العريان»
              تسخر من كل الصدق ف صدقي
              وكل الخيبة!!
              الأبنودي ـ الجزر والمد ـ الأحزان العادية


              عند التربة
              قعد المقريء أوصاني
              واداني كتابي بيماني
              قال لي: «لو جولك ملكان
              قول أنا عبد الله
              مش عبد الرحمن»
              ودعا لي ف لحظة ما يقوم للعدل ميزان
              ينوبني شيء م العفو
              وبعض الغفران
              وف لحظة ما انا متزحلق في قماشي الابيض
              من جوف القبر اتقدم ظابط
              واتعرض
              قبض ع الجثه
              طلب الأوراق
              مزع الأكفان
              عدل الوش
              ووقف وركلني وقال لي بلؤم شديد:
              «حتى في الموت بتغش؟
              شيلوه»
              ولقيت نفسي والعربيه داخله «القلعه»
              كانت الدنيا ضجيج
              والشمس نيران والعه
              «قوم يا إنسان»
              أنا قلت «أنا عبد الله
              ـ مش عبد الرحمن ـ
              زي ما أوصاني الشيخ»
              قال لي: «عندي أوراق تثبت إنك مش مرتاح
              أمرك.. فاح..»
              ولقيت نفسي محاصر تاني
              وتحت الرجلين
              قلت لنفسي: «وبعدين؟
              راح تفضل كده لامتى يا غلبان
              بتداري إيه
              إيه باقي تاني عشان تِبْقِي عليه
              وطنك
              متباع
              سرك
              متذاع
              الدنيا حويطه وانت بتاع!»
              ويهين المعنى الظابط
              ويدوس بالجزمه ع الحلم
              ربنا رازقه بجهل غانيه عن كل العلم
              اتلفت على الباب
              وعلى الشباك
              وعلى الجدران
              ع الموقف كله
              ع السجن
              وع السجان
              ولقيتني طول عمري كنت كده
              كلب
              محاصر
              متهان
              منبوذ
              جربان
              وانا يا ابن الحلم اللي ما لهشي أوان
              معروف عشي ف قلب البستان
              معروف صوتي ف زمن الأحزان
              وف أي زمان
              واتذكرت سنة ما اتبنت القلعه
              وكنت أنا أول مسجون
              وكان الظابط ده
              أول سجان
              يوم ما صفعني نفس الصفعه
              نفس طريقة الركل
              واخر الليل..
              جاني بدم اصحابي في الأكل
              (من الأحزان العادية)

              تعليق


              • #67
                نايك يا خال
                ليه ندهته كدابه؟
                ليه مغنته تعابين بتتلوى
                في ضبابه؟
                نايك يا خال
                ليه همسته بنميمه؟
                ده نده عاشق
                والا عوي ديابه؟
                والسيف دا كيف تالم لكين خوفني
                والسيف ده كيف تالم لكين مسنون
                ونعجتينك كيف عجاف.. وبيدوا؟
                وكيف إذا كلمتهم بيردوا؟
                كيف يا ضروع الموت تحني
                وتبقي حلابه؟
                البرتقان ميِّل فروعه وطاطا
                طاطا لا بيصلي ولا بيدعي
                ونتر على سمعي نحيب الغابه
                غنوة فرح
                بشفتين ندابه
                والصوت مع المغرب
                حتت من ضرعي
                مسلوخه من لحمي ف ندى العصريه
                نقيته من فين القصب نقيته
                وقطعته وبريته
                ومليته من نَفَسَك ووزيته
                يملا المغارب والشفق والسهره
                بشكوته الكدابه
                وضحكته الكدابه
                نايك قصب يا خال
                أبوه الجرف
                لكن أمه
                لبلابه
                الابنودى من «الناي» - «الفصول»


                وامشي وحدي ع الجسور
                طيره.. هاجه م الطيور
                طيره هربانه بجناحها
                هاجه م الطير في الطابور
                أترمي.. وأرقص.. وأبكي
                واترعش.. وانزف.. وادور
                واتملي بهوا البحور
                يا سلام
                لو يتوه مني مكاني
                كل ما اخرج منه للتاني
                يتوه الأولاني!
                الأبنودي ـ لوحدي ـ الزحمة


                ويا أمي إن يسألوكِ
                لا يترعش لك حضن
                ولا تردي بحزن
                وتقولي: «مات في السجن»
                ساعتها يبقى الحزن بلا موضوع
                والسجن بلا موضوع
                والموت بلا أكفان
                وكفايه جربنا سنين الموت بالمجان
                والتافه المتهان
                أهاننا بالمجموع
                الأبنودي - المتهم - المشروع والممنوع


                هذا أوان الأونطه
                والفهلوه والشنطه
                تعرف تقول جود نايت
                وتفتح السمسونايت
                وتبتسم بالدولار؟
                تقفل بيبان الوطن
                وتقول بتفتحها؟
                وترمي مفتاحها؟
                وتبيع في أمك وابوك
                عيش
                بُن
                جبنه
                لواري؟
                ملعون أبوها الحواري
                أما القرى
                فدي في بلد تانيه
                ومجتمع تاني
                الأبنودي ـ سوق العصر ـ المشروع والممنوع


                مكتوب مادام غنيت في يوم النكسه
                أغني يوم النصر
                وانا
                أحب اغني النصر ف بلادي
                بشرط يبقى النصر نصر الناس
                نصر المكن ع الفاس
                والعيشه بالإحساس
                والطفل والكراس
                ورغيف ما يبعنيش في دكانَه
                وكرامه تهزم إهانه
                واحس ليا وطن
                واحس ليا ناس
                وحاجات ما لهاش حصر
                ساعتها احس بمصر
                مصر اللي شالتني صوت
                وسقتني
                خلقتني
                وادتني اسمي وتوبي وسري وملامحي
                وعلى حواف النهر غسلتني
                وأنبِتني لما ملت ف يوم
                وصدقتني لما سألتني
                مصر الغلابه اللي بتخلق مصر
                وان كان صحيح لعصرنا أصوات
                يبقوا الغلابه هم صوت العصر
                («سوق العصر» - «المشروع والممنوع»)

                تعليق


                • #68
                  ومخلش علينا يا خال من طول المشوار
                  ذكائك و دهائك وجوبات جراحى أكبر برهان

                  نجح عبد الرحمن الأبنودي أن يُبشر لأيديولوجيته الخاصة
                  في هذه القصيدة وأن يوظفها توظيفاً صحيحاً
                  بحيث يصعب علينا أن نفرّق بين “حدوتة” النص،
                  وبين المعاني التي ترمي إليها،
                  وفي كل مقطع من مقاطع النص الشعري،
                  نجد العشرات من التلميحات السرّية
                  التي أخفاها الأبنودي بذكاء حتى يستطيع
                  أن يوصل فكرة الشيوعية ومبادئها دون
                  أن يصطدم بشكل مباشر بالدين
                  الذي كان هو الحائل في كل مرّة أمام فهم الشيوعية
                  واستيعابها في المجتمعات الشرقية المتدينة،
                  أراد الأبنودي من هذه القصيدة أن يبعث إلينا برسالة سرّية مفادها:
                  أن فكرة الشيوعية لا تهتم بقضايا الدين والتدين،
                  وإنما تهتم بقضية العدالة الاجتماعية واقتسام الإنتاج والسلطة،
                  وأنها تحرص كثيراً على تحقيق هذه العدالة ونشر مبادئ الحرية والمساواة،
                  وأن نظرة الشيوعية للعدالة قائمة على مبدأ الإنتاج
                  [بقدر ما تنتج؛ بقدر ما تأخذ]،

                  قصيدة «جواب حراجي القط»
                  التي ظهرت للنور لأول مرة في نهاية الستينيات
                  وتحديداً في العام 1969م أخذت صدى واسعاً بين العامة؛
                  لاسيما عندما أذيعت بعض الرسائل عبر إذاعة الشرق الأوسط
                  واحتوت القصيدة على عدد من الشخصيات المحورية والأساسية؛
                  كان من أهمها:

                  • حراجي القط: بطل القصة، وهو فلاح ريفي بسيط انتقل من قريته في جبلاية الفار، إلى أسوان للعمل ضمن الآلاف الذين تم جلبهم للمساعدة في أعمال بناء السد العالي.

                  • فاطمة أحمد عبد الغفار: زوجة حراجي القط، وهي سيدة ريفية بسيطة، ولكنها تحمل –رغم بساطتها وسذاجتها في أحيان كثيرة- عقلاً ووعياً مستنيراً، ودافعاً قوياً للحياة وفهمها.

                  • طلعت أفندي: أحد المهندسين المشرقين على بناء السد العالي، وهي الشخصية التي ساعدت كثيراً في نقل الوعي التقدمي والتنويري لحراجي القط، كما ساعدت في توسيع مداركه. اتسمت شخصية طلعت أفندي بالبساطة والتواضع والعمق المُبسّط الذي ساعد حراجي القط على الفهم والاستبصار.

                  • الحاج حسين العكرش: مقاول “أنفار”، يذهب إلى القرى الريفية ليجلب منها العمّال، ويتقاضى مبلغاً من المال مقابل كل عامل يجلبه، وهو الذي طرح فكرة العمل في أسوان لحراجي القط للمرة الأولى. ورُسمت هذه الشخصية بطريقة تجعلك لا ترتاح إليه على الإطلاق.

                  بالإضافة إلى بعض الشخصيات الثانوية؛ مثل:

                  • الملوي : أحد رفاق حراجي القط، وأحد العمّال في السد العالي.

                  • علي أب عباس: أيضاً أحد رفاقه العاملين في السد العالي.

                  • مرزوق البسطاوي: عامل البريد الذي كان همزة الوصل بين حراجي القط وزوجته.

                  • الشيخ قرشي: شيخ الكُتّاب الذي كان يُشرف على تدريس “عيد” ولد حراجي.

                  جاءت القصيدة كقصة ملحمية متضمنة في خمس عشرة رسالة متبادلة بين حراجي القط وزوجته الريفية فاطمة أحمد عبد الغفار، يحكي لها فيها عن مشاهداته وانطباعاته عن أسوان، وكيف أن العمل في بناء السد العالي كان سبباً في انفتاح بصيرته على عوالم كانت مجهولة بالنسبة إليه، وحرص هذه الزوجة الريفية البسيطة على معرفة المزيد عن هذه العوالم عبر تساؤلاتها الساذجة في ظاهرها، والعميقة في مضمونها

                  تعليق


                  • #69
                    القصيدة مع شرح للرسائل الخفية فى كل رسالة

                    أظهرت القصيدة الكثير من الملامح المخفية عن حياة الريف المصري في أوجهها المختلفة، ونقلتها في قالب شعري سهل وممتع جداً، وناقشت القصيدة العديد من الأمور الهامة والمسكوت عنها في المجتمع الريفي؛ مثل: قضية عمل المرأة، وتنميطها في قوالب عتيدة ناشئة في الأصل عن نظرة الرجل الدونية لها، وارتباط المرأة بالرجل فيما يتعلق بالعيش وكسب الرزق، وربما تظهر هذه اللمحة الاجتماعية للعيان فيما جاء على لسان فاطمة أحمد عبد الغفار من احتجاجها على وضع المرأة في الريف، واستحواذ الرجل على حق العمل؛ لاسيما في التجارة، وربما لم يغب عن ذهن الشاعر المبدع سذاجة التدليل على هذا القول رغم عمقه ومنطقيته:

                    {في حاجة تانية يا حراجي
                    إشمعنا الشغل تملّي للرجال
                    أمّال الناس كانت راح تعمل كيف
                    لو ربنا بس خلقها كلّها نسوان؟}

                    كما تقول في ذات الإطار:
                    {طول عمر المرة منينا يا ود خالي
                    ما سبوها تعمل حاجة في البيت
                    إلا إن كانت الشغلة قدام الفرن
                    وحط الطاجن ع الكوانين}

                    وكذلك في قولها:
                    {واحدة عفيّة زيي يخلوها للشيل والحط
                    مش ملي الجرّة والكنس}

                    وهي إذ تطرح قضية مثل قضية عمل المرأة في التجارة في المجتمعات الريفية، فهي مستبصرة بخطورة ما تدعو إليه، ويظهر ذلك جلياً في قولها:

                    {والنبي لو قلت كلام دي للجبلاية
                    لترد في وشي بيبانها
                    والنبي والرجالة ما تخليني أقعد مع نسوانها}

                    ورغم البساطة التي تتناول بها فاطمة أحمد عبد الغفار هذه الجزئية؛ فإنها تندفع للقضية بفهم ووعي تقدمي مستنير وثوري، يهدف –ليس فقط- لجعل القضية شخصية تخصها فقط؛ بل تعرض القضية باعتبارها قضية عامة موجهة للمرأة، داعية إياها للثورة على هذا الوضع؛ فتقول:

                    {وفاطنة ما تبقاش فاطنة بت أحمد
                    لو ما الجبلاية تعمل نسوانها زيّها يا حراجي}

                    ويظهر إبداع الشاعر المصري العبقري «عبد الرحمن الأبنودي» في إيصال الأفكار التقدمية والعميقة عبر لغة ريفية سهلة وساذجة في كثير من الأحيان، كما في قول فاطنة أحمد عبد الغفار وهي تسوّغ لمبررات الرفض المحتملة لعملها في التجارة:

                    {تتباع ملوخيتها في السوق يوم السوق
                    أيوه …
                    حطلع أبيعها في السوق
                    ما أطلعش ليه السوق؟
                    وهو أنا رايحة فين؟
                    رايحة أبيع عرقي، وأجيب حقو
                    ما فيهاش حاجة}

                    وكذلك في قولها:
                    {هي أصحاب الشغل دي، مش ليها الشغل وبس؟
                    مالها إذا كنتَ أنا راجلة ولا مرة
                    أهو واحدة ضمن الأُجرا
                    أشتغل اليوم وأقبض أجرة
                    (…)
                    والواحدة منينا مدام متحشمة
                    وعنيها مش طايرة
                    مش تبقى خلاص راجل؟}

                    كما أظهر لنا النص كيف أن المرأة الريفية تتمتع بذكاء فطري، وحرصها على القيام بواجباتها تجاه زوجها، وتجاه أهله كذلك، وربما كان موقفها من ولادة أخت زوجها “نظلة” أكبر دليل على ذلك، ورغبتها في رد جميلها بالوقوف إلى جوارها ومدّها بمئونة البيت واحتياجاته من قمح وسمن خلال مدة النفاس، وعلى العموم؛ فإن القصيدة تُعبّر بوضوح عن تماسك القرى والمجتمعات الريفية، وسيادة روح التكافل التي تتفرّد بها عن مجتمعات الحضر والمدن.

                    ولكن في خضم هذه المعاني التي جاءت معبّرة عن الجوانب العاطفية الجيّاشة والتي يحملها كل من حراجي وفاطنة أحمد عبد الغفار عبر رسائلهما؛ ورغم أن ظاهر هذه الرسالة هو الاحتفاء بقصة بناء السد، وإعادة الحق للعمّال الذين تم إهمال ذكرهم في كل الملحمات التي ذكرت هذا المشروع القومي الكبير كما يقول الشاعر:

                    {في الراديو يا فاطنة يقولوا:
                    بنينا السد .. بنينا السد
                    لكن ما حدّش قال:
                    السد بناه مين
                    بنوه كيف
                    نايمين ولا قاعدين}

                    تعليق


                    • #70
                      واعتبرت القصيدة بمثابة عرفان بفضل هؤلاء العمّال المنسيين، والذين كانوا يُعانون من التهميش حتى قبل الانتهاء من بناء السد أو بعده، تلك الحقيقة التي عبّرت عنها فاطنة أحمد عبد الغفار في قولها:

                      {إذا جيت مكسور
                      السد يا راجلي رايح ينفعنا بإيه
                      هو اللي بيخرب حِدا واحد
                      الواحد ده بيعسّ عليه؟
                      أبداً
                      (…)
                      يعني بعد ما تخرب يا بو عيد
                      حيقولوا حراجي كان شغال ومفيد
                      أدولوا وظيفة بيه؟
                      (…)
                      أهي هيه هيه الحدوتة
                      مش كنت هنا بتزرع في أراضي الغير
                      وآخر الحول تكون اتهديت
                      والغير ياخد الخير؟
                      عندك نفس القصة يا حراجي
                      صدّق فاطنة وتعال
                      هات الرجّال وتعال
                      لو راح يدوك كانوا ادولك
                      همّ ما عاوزين منك يا حراجي
                      غير حيلك
                      لميتى حنقعد عُبطة كده
                      يلعب بدماغنا ديت وده}

                      كما أن القصيدة حاولت الإشارة إلى محنة الريف وأبناء الريف عبر أبنائها الذين يتاجرون بعرقهم، معتمدين في ذلك استغلال حوجتهم وجهلهم. وتمثل هذا الدور في شخصية “الحاج حسين العكرش” الذي تناولها الشاعر عبد الرحمن الأبنودي بكل تفاصيلها الاستغلالية والجشعة في هذه المقاطع:

                      {أنا ح أحكيلك ع الحاج حسين العكرش
                      أصلنا في الجبلاية يا فاطنة
                      كنا ماخدين أكبر مقلب في حسين العكرش
                      يا حاج حسين .. يا حاج حسين
                      قِطع الحسن، وقطع الحاج حسين
                      وقال لما كنا نقابلوا جاي من سفرية
                      نجري عليه ونقوم بالواجب
                      كبّرناه
                      (…)
                      الشخص اللي يملك يقلب بيت اتنين
                      زيّي وزيّك بمشاورة يد
                      وقلب عمري وهو قاعد قصد الدكان
                      بعزقنا .. كل ما منا بعزقو ريح
                      (…)
                      العين الماشية وسطيهم
                      تتفرّج ع الوِلد وهيا بتكبر وتشب
                      ويحلم باليوم اللي يسلمهم فيه
                      فسفات
                      شرطان سكة حديد
                      كبريت
                      أسوان
                      ترمي وتقبض
                      وتروح الولدات وتغيب
                      والأُمات تتلطّع تحت الباب
                      وعلى العتبان
                      تستنى اللي ما بيجوش
                      ده يا فاطنة هوّ الحاج حسين
                      أهو ده يا فاطنة هوّ الحاج حسين
                      اللي بنفد من إيدو ولادي
                      عزيزة وعيد
                      لازم يكبروا في طريق تاني
                      يمشوا في طريق تاني بعيد
                      ما تفعصّش في لحومهم بصّة
                      ذاك العكرش
                      اللي لابس صوف ومكرّش
                      من وكل اللحم
                      وشرب عرق ولدات الناس}



                      يتبع

                      تعليق


                      • #71
                        ورغم الموضوعات الظاهرية التي ناقشتها القصيدة؛ إلا أنّ هنالك رسالة سرّية تم وضعها بخفة ومهارة بين طيّات النص، بصورة مُبسّطة ومخفية. هذه الرسالة السرّية التي وضعها الشاعر عبد الرحمن الأبنودي كانت في حقيقتها تُعبّر عن أيديولوجية مقصودة في ذاتها، وقد تضمّنت القصيدة تلميحات سريعة لهذه الأيديولوجيا، وهي المسحة الشيوعية التي جاءت متسقة تماماً مع البيئة العمّالية؛ حيث تفرض الفكرة الشيوعية نفسها بقوة من خلال علاقات العمل بين العامل وصاحب العمل، وصراع الطبقات. ويُمكننا قراءة هذه الأبيات لنلمس المسحة الشيوعية فيها:
                        {روسيا .. اسمها روسيا
                        دولة، دولة كبرانة
                        والناس دي يا فاطنة
                        مش مجبورة ع الشغل
                        عشان روحا
                        مجبورة عشانا إحنا
                        نقف على رجلينا
                        ويكون الواحد مننا حر
                        كانوا غلابة زيّنا يوماً
                        لكن –ويا فاطنة- يا ويل
                        الدنيا من قومة الفقرا الأجرا
                        مش وقتو
                        ده موضوع طولان ..
                        وعلشان الواحد يحكيه
                        عايزلو ورقة جرنان
                        حكاية إن الدنيا دي فيها غلابة وديابة
                        ده موضوع عايزلو ربابة
                        ومداح وطران}

                        وربما كان الشاهد الأكثر وضوحاً في هذه الأبيات هول قوله: “يا ويل الدنيا من قومة الفقرا الأجرا” في إشارة لثورة البروليتاريا التي قامت في روسيا من قبل، وهي الثورة التي تبشر بها الشيوعية في مرحلة تاريخية لاحقة في صراعها مع الرأسمالية الانتهازية، وربما كان من المعلوم للجميع أن الشيوعية كفكرة قامت ضد الرأسمالية التي استغلت العمّال في عهد الثورة الصناعية التي قامت في أوروبا أول الأمر، وهنا في هذه القصيدة العديد من المقاطع التي تذكر العمّال واستغلال أصحاب العمل لهؤلاء العمّال.
                        وكان الشاعر بحنكة خفية، يحاول في كل مرّة الإشارة إلى الطبقات المسحوقة، في صراعها مع القوى الرأسمالية والبرجوازية، وفي ذلك نجده يقول على لسان حراجي القط:
                        {وأما قالوا لي في النادي : قوم .. ده نادي موظفين
                        صرخت في قلب أبوهم:
                        نادي مين؟ موظفين؟ إيه يعني موظفين؟
                        مين إنتو علشان تقولولي قوم؟
                        اللي ما واحد منكم شفتو في الموقع تحت
                        اللي ما واحد منكم داق لو يوم في الكحت
                        قال إيه؟ جايين أسوان يلعبوا بلياردو!”
                        وبرضو اتلموا عليّ وطردوني
                        وبرضو حلفت ليجي اليوم
                        اللي يتعدّل فيه الأمر
                        اللي بنا هوّ اللي يحترموه
                        واللي مالوش في الشغل
                        مالوش في الراحة يا فاطنة
                        آه م الصح وم الغلط الشابكين ف بعض
                        وطالعين زي السبلقة والعلّيق من نفس الأرض
                        وكذلك قوله:
                        ناس طول العمر تمشي شايلة على كتوفها
                        هوادج فيها ناس من أتقل ناس
                        ناس م النوع اللي ما بيضحكش
                        تصرخي مهماً تصرخي ما بيسمعش
                        وإن يسمع ما بيستعناش
                        وقول الشاعر على لسان فاطنة أحمد عبد الغفار:
                        بتفرّق عمرك على مين يا حراجي ؟
                        على مين؟
                        الوارثين في الدنيا
                        حيفضلوا وارثين
                        واللي اتولدوا تحت سراية العز
                        حيفضلوا مادين الإيد
                        لا ح يدخلوا م البوابة
                        ولا همّ طالعين
                        وقوله كذلك على لسان حراجي القط:
                        والناس مسافات وسلام
                        سواق النورج
                        النسّاج
                        العالم
                        صاحب الشغل
                        وخالي الشغل
                        والكدّاب اللي يزوّر
                        واللي يغيّر معنى الآية
                        كلو هنا حوليّا
                        وفي الشغل معايا}

                        تعليق


                        • #72
                          وأشار الشاعر في كثير من المقاطع إلى عمليات استغلال الرأسمالية للعمّال، وكيف أنها تتعامل معهم كسلعة، وكيف أن هذا التعامل يُشابه في كثير من الأحوال عمليات بيع وشراء العبيد، وحاول الشاعر عبر هذه التلميحات أن يُشير إلى فكرة الرق والاسترقاق عبر الاستغلال، فنجده يقول مثلاً:
                          {في السد يا فاطنة …
                          صنفين م الأنفار:
                          صنف اللي تبع الشركة
                          وصنف مع مقاولين
                          وأنا كنت مع مقاول
                          من يوم ما باعني الحج حسين
                          لحين ما الأستاذ طلعت
                          دلدلي حبال الخير
                          ونتعني من الكحت
                          ونجدني من تعب الأنفار}

                          وكذلك قوله على لسان حراجي القط وهو يُخاطب زوجته:
                          {حسين العكرش اعتبريه دكان
                          والبيّاع بيتاجر في الإنسان
                          الحتة بخمسة وعشرين .. تلاتين
                          قبّض وأديلك
                          عمرنا في الجبلاية يا فاطنة
                          ما بصينا لحسين العكرش
                          على إنو بيتاجر في الناس
                          ولا جبلاية الفار للآن
                          عارفة مين هو حسين العكرش}

                          وربما جاءت –أيضاً- تلميحات سريعة يطرح فيها الشاعر فكرة المادية التاريخية والتي هي واحدة من الأساسيات النظرية التي تقوم عليها الشيوعية، وأخرى تطرح نظرية النشوء والارتقاء وذلك على لسان شخصية “طلعت أفندي” الأمر الذي يجعلنا نقول إن طلعت أفندي كان أحد العناصر اليسارية، وحرص على نقل هذا الوعي إلى حراجي القط لما لمس منه من ميل جارف للمعرفة والتنوير. ونجده يبلور هذه النظرية ويكيّفها على ما يراه أمامه من ظواهر اجتماعية عيانية تعكس عمق الفهم الذي نقله له المهندس طلعت، فنجد حراجي القط يقول عن الإنسان:
                          {كيف جيه متفنّط ع الأرض حوان
                          كيف أصبح لا حوان ولا جان
                          إمتى حكم الإنسان الدنيا
                          وإمتى الدنيا قدرت على حكم الإنسان
                          ناس تبقى شجرة
                          وناس تبقى مصابيح
                          أقوى م الريح
                          وناس تبقى ديدان}

                          ومثلما إن التيارات الفكرية اليسارية تُمجّد العلم في مقابل الخرافة، فإن الشاعر لعب على هذه الثيمة في كثير من المقاطع، مؤكداً على أن العلم هو من بيده أن يجعل للإنسان معناه الإنساني، وهو من يُحقق التغيير، ويجعلنا نرى هذا العالم بصورة مغايرة عما تمنحه لنا الخرافة فنجده يقول مثلاً:
                          {العلم يا فاطنة .. العلم ده أمره غريب
                          دمغات زي الدمغات اللي في جبلاية الفار
                          لا إيد زايدة ولا وِدن
                          لكن بتسوّي الأعاجيب}

                          وكذلك قوله:
                          {لكن العلم يا فاطنة بيلبسنا ناظور
                          وحيطنا في النور
                          نوعى لكل الحاجة ونعرفها
                          مهماً نمشي فيها ما يقابلنا شي جديد
                          تقع الضحكة
                          والقلب ما يفرحش
                          لا ضلة ولا شمش
                          لما يكون الكون كله مش مفهوم
                          الخير .. والشر
                          الإيد الممدودة تولّع لنضة
                          والإيد الممدوة تدار الحر
                          الإيد الممدودة دعا
                          والإيد الممدودة ضر
                          (…)
                          يتحبس الإنسان في العلم وحيد
                          خالي
                          حياتو فايضة، فاضية زي المساجين
                          الدنيا علم
                          والعلم أوحش ما في راسو
                          إنو ما يعرفش إيه طعم حلاوة الحلم
                          العلم يحقق الأحلام
                          لأنو ما بيحبش يبقى فيه في الدنيا حلم}

                          تعليق


                          • #73
                            وهكذا نرى أن الأبنودي، استطاع من خلال قصيدته الرائعة [جوابات حراجي القط] أن ينثر –بالإضافة إلى اللمحات الإنسانية العميقة، والعديد من القضايا الاجتماعية الهامة- بعض القضايا الفكرية التي جاءت متوافقة تماماً مع جو النص، لتخدم خطاً أيديولوجياً محدداً، ولكن بطريقة فنية راقية جداً، وفي نفس الوقت بلغة سهلة ومبسّطة؛ حيث أنه أجاد في شرحه لنظرية الملكية الفردية والملكية العامة وذلك في قوله:
                            {زوجتي فاطنة
                            مش عارف إنهين كان يبقى الأحسن
                            الشغل كده .. ولا لو أدوني مقطوعية
                            في جسم السد
                            مقطوعية أخلصها في سنة في اتنين
                            في تلاتة ف عشرة
                            أهو أبقى عارف اللي عملتو وبس
                            يبقى اسمي عليها ولا ما يبقاش
                            مش ده المشكل
                            إشكالي يا بنيّة خالي
                            إني مش عارف فين اللي عملتو
                            في الهيصة الكبرانة دي
                            في شغل حراجي
                            الشغال من سنتين في السد؟
                            يعني اللي ياجي يقول لي:
                            “فرجني على شغلك يا حراجي”
                            كيف حنطق وأرد؟
                            المواسير والصواميل
                            اللي طلعت عيني فيهم
                            ح أعرفهم كيف من بين صواميل
                            الناس التانيين؟
                            أهو عندك كانت الشغلانة
                            بعد ما تخلص معروفة
                            نمشي ونقول:
                            “والله كبر قمحك يا شاهين
                            زارعو بإيدي يا رجالة وراويه”
                            ببقى عارف ..
                            في اليوم الواحد ده
                            عامل بالضبط الشغلانة دي
                            لكن في الغول الواقف قدامي ده
                            محدش عارف اللي عملو ده
                            من اللي عملو ده
                            بيسفّ في جوفو اليوم
                            وما يشبعش
                            مش يومي أنا لوحدي
                            لا ..
                            يوم الألوفات دي
                            يوم الألوفات اللي بتنطق زيي بالعربي
                            واللي بتبرجم ويترجم بالأفرنجي
                            إلى أن يقول:
                            طب إيه الفرق ما بيني وبين طلعت أفندي
                            والملوي أو خواجات الروس؟
                            أهو كلو بنا ويبقى السد بتاع الكل
                            حكاية مليحة
                            ما يبقى أنت كمان اللي دفعتي
                            سنتين من عمر حراجي
                            وسنتين م الشوق والصبر
                            ليكِ زيينا يا فاطنة في السد}

                            وفي كل هذه الإلماحات؛ فإن الأبنودي لم يغفل التطرّق إلى إشكالية الوعي المجتمعي، أو عقلية القطيع، المتشكّل مسبقاً بقوالب جاهزة ومنمّطة، تجعل عمليات التغيير أكثر صعوبة، واستطاع ببراعة عبقرية التطرق إلى موضوعات شعبية هامة للغاية بلغة بسيطة سهلت علينا جميعاً معرفة تأثير النواحي الاقتصادية في تشكيل الوعي الاجتماعي وإعادة صياغته وصياغة الروابط الاجتماعية، ويظهر ذلك بادياً من تناول الشاعر في بعض من أجزاء قصيدته للعلاقة بين صاحب العمل والعامل، وكذلك تناوله الأبستمولوجي الناقد للمجتمع الريفي وشكل العلاقات داخله، ويقدم انتقاده الموضوعي للنمط التوريث الاجتماعي البائد في تلك المجتمعات، وحالة العزلة الطوعية التي تفرضها المجتمعات الريفية على نفسها ضد الآخر خشية الذوبان فيه، ولا أدل على ذلك من قوله:
                            {مشٌّونا ابَّاتنا واماتنا السكه غلط.
                            إحنا طلعنا نلاقي صغارنا تعيد الشوره على كبارنا.
                            لو نستعقل حد غريب ونبوح له بمواجع
                            نبقى ف عين كباراتنا يا فاطنه
                            زي اللي كسروا صندوق الجامع.
                            وطلعنا لقينا الدنيا موروثه خلاص.
                            متقسمة عايلات وبيوت:
                            بيت صالح .. بيت العكرش
                            بيت اب سلمى.
                            ده أخويْ .. وده جوز خالة أمي
                            ودى أم مرات عمي.
                            والبيت ده ..
                            ما يفتحش ف وش البيت ده غير بابه.
                            عمري ما في الجبلاية يا فاطنه
                            شفت بيوت فاتحة قلوبها لبيوت
                            إلا لما حد يموت
                            الموت بَسْ اللي بيجْمعْنا ياناس جبلاية الفار.
                            نقعد مع بعض كإننا نخل في كرم.
                            إن هبت ريح ع الكل
                            اتطوحنا زي الكل.
                            وان سكت الهوا يسكت ع الكل.
                            لكن نخلة جعانه عشطانه
                            شكْوِتها للتانية عار!
                            مين قال يا ام ولادي فتح القلب خطيَة؟
                            جينا ومتقاللّنا:
                            دول حبايبكم
                            دول نسايبكم
                            دوله عدوينكم.
                            واذا حس القلب بميل للجيه المشْ مرسومه
                            كَفَر!
                            جبلاية الفار أكتر من مليون جبلاية فار
                            كل طقية ماشية لوحدها.
                            كل بيبان بيت
                            جبلاية فار.
                            إن قلت: أبو أمي راجل طماع
                            حتى إن كان طماع
                            حرام .. وأخش النار.
                            تنخر فينا العِتَّه ف مطارحنا
                            ما نتقدمش.
                            اللي يتقدم كافر
                            نقعد؛ لا نقول: لا
                            ولا نصرخ .. وَلا نعافر ..
                            لما نموت}

                            تعليق


                            • #74
                              ومن محافظات مصر للسودان لتونس الخضرا
                              و بلاد المغرب العربى وبعض البلاد العربية
                              فارس يا خال و أشهر فرسان الهلالية

                              واحنا وراك مكملين المشوار

                              مع السيرة الهلالية

                              والهلالية عمل شعبي خالص، أشبه بالمعجزة، كتبه بسطاء من الناس
                              أن العمل متغلغل في شرايين الأمة، وذلك لأنه ينقلهم إلى عالم من النقاء العربي،
                              وإلى كل القيم المهدرة في عالمنا المعاصر، ومنها البطولة والشجاعة،
                              والحب والتضحية وحب الوطن، وفي نفس الوقت يضئ كل القيم الفاسدة،
                              مثل الخيانة والتخاذل ، وسرقة النصر
                              ، لكن المهم أن هذه الملحمة هي حلم دائم ،
                              ينتظر بطلاً قومياً يوحد هذه الأمة، ويقودها نحن تحقيق أهدافها.
                              من الجانب الآخر، أنها من الوسائل التثقيفية النادرة في حياة الناس،
                              قبل أن يظهر التليفزيون والراديو ويمتلآن "بالكلام" !


                              تعالوا نشوف كلام الخال عن الهلالية

                              قبل أن أبدأ بنداء خاص وذاتي في جمع سيرة بني هلال
                              ، لم يكن سبقني في ذلك سوى،
                              عمنا الدكتور عبد العظيم يونس في رسالته عن بني هلال،
                              وكان الرجل يعرف أنه يشتغل على النص الفصيح ( المكتوب)،
                              ولكنه كان يعلم أنني أعمل على نصوص شعبية، حقيقية للمرة الأولى،
                              وكنت كلما أجمع طرفاً من السيرة، أذهب إلى منزل د.يونس،
                              بصحبة الشاعر سيد خميس وبعض أصدقاءنا، وأسمعه ما جمعت،
                              وهو الذي امتحنني في اختبار تمهيدي الماجستير،
                              وسألني سؤالا لا أظن أن أحداً ممن يدعون الآن اهتمامهم المتكلف،
                              المفتعل، بسيرة بني هلال، يعرف أجابته، ولقد سعدت جدا أن وجدته يمنحني الدرجة النهائية

                              منذ سنوات وسنوات، ومنذ أن بدأت تتكشف أمامي جوانب هذه الملحمة،
                              وروعة شعرها، وتعدد حوادثها ، وخروج أجيال من أجيال،
                              كان جل ما يؤلمنى أنني غير قادر على أن تشاركني الناس الاستمتاع بهذا العمل الفني الشعري العظيم.
                              لقد أنفقت أكثر من ثلاثين عاماً في جمع هذه السيرة مُغناة ومروية،
                              بل أظن أنني منذ العام 1967 وأنا في حالة دأب وعمل متواصل على هذه الملحمة.

                              وهذه الجرأة في إطلاق هذه الملحمة على هذا العمل،
                              أنها قصيد عربي ينازل فيها الأبطال، أبطالاً آخرين،
                              وفي" الالياذة" نجد الأبطال تقاتل الآلهة، وهذا لا تسمح به تقاليدنا، ولا أدياننا،

                              أما في السيرة الهلالية، فالفرسان تحارب شياطين وسحرة،
                              قابلين للتشكل على هيئة مخلوقات عجيبة.
                              ولكن مع الزمن بدأت معظم تلك السير تتآكل تبعاً لاحتياجات المجتمع،
                              فالمجتمع لم يعد قادراً على استيعاب فكرة العبد
                              الذي يريد أن يصبح سيداً ( كما في عنترة)، ذلك لأن التطور نسف الموضوع برمته،
                              وبالتالي لم يعد للإنسان المستمع مصلحة، في أن يستمع لهذا العمل، حتى بالنسبة للزير سالم،
                              كانت القضية ثأرية، ورغبة الزير في أن ينتقم لمقتل " كليب" فهذه أيضا مشكلة قبلية ضيقة.

                              وهكذا بدأت تزيل هذه السير، ولم يتبق منها سوى أطراف باهتة،
                              جمعتها من بعض عمال في مناجم طرة والوجه البحري، وذهبت هذه السير،
                              ولم تظل على قيد الحياة، سوى سيرة بني هلال "السيرة الهلالية" ،
                              ولولا أهميتها لجمهورها، ما كنا نعثر على شعراء لها،
                              مع وجود"جابر أبو حسين" و "سيد الضوي" وهما من أصحاب المواهب الحقيقية،
                              والجمهور الأصيل الذي حافظ على حياة الشعر والشاعر، بقروشه القليلة على مدى 800عام(!)


                              أنا سعيد أن أصبح في العالم العربي الآن "موضة" اسمها" السيرة الهلالية

                              وهى موجودة بشكل أو بآخر في ليبيا، السودان،
                              تونس ( جمعها هناك الأستاذ عبد الرحمن جيجا).وفي الجزائر،
                              كما جمعتها باحثة أمريكية من أطراف حدود تشاد ونيجيريا،
                              أما مصر فهي تتميز بأنها البلد الوحيد التي ينشد شعراؤها هذا العمل العبقري ،
                              وإن كانت هناك أطرافاً منها تنشد فن الجماهيرية الليبية.
                              من الطريف فى جمع السيرة الهلالية انه سجلها على جهاز
                              تسجيل بدائي أهداه له عبد الحليم حافظ.

                              تعليق


                              • #75
                                السيرة الهلالية
                                جابر أبو حسين وعبد الرحمن الابنودي

                                ابو زيد الهلالي شخصية غريبة غامضة
                                لم يذكر المؤرخون شيئاً تفصيلياً واضحاً عنها سوى بعض الشذرات في بطون الكتب.
                                ابو زيد الهلالي عاش في القرن الخامس الهجري
                                وهو من قبيلة هلال ونسب اليها فقيل هلالي.
                                وهلال هذه كانت قبيلة كبيرة بدوية تسكن نجداً
                                يجاورهم في مسكنهم قبيلة اخرى اسمها سليم
                                وكانت هلال وسليم يخرجون من ديارهم
                                فيغيرون على اطراف الشام والعراق
                                حتى ضجت منهم الدولة العباسية
                                وارسلت في ايام الواثق سنة 230ه
                                حملة بأمر القائد التركي (بفا الكبير)
                                وهاجر قوم من هلال وسليم الى مصر
                                ونزلوا اولاً في الوجه البحري
                                ولكنهم ساروا سيرتهم الاولى حتى ضج منهم الناس
                                فأمر الخليفة الفاطمي العزيز بالله 365-386ه بطردهم الى الصعيد
                                وكان في بني هلال هؤلاء فروع مختلفة
                                منهم زغبة وربيعة وعدي
                                فعم ضررهم واستغاث اهل البلاد من شرهم
                                وفي خلافة المستنصر الفاطمي
                                ثارت بلاد المغرب عليه فنصحه بعض مشيريه
                                ان يبعث الى المغرب هؤلاء العرب في هلال وسليم
                                فإن ظفروا بالثائري، فقد كسب تلك البلاد
                                واخضع الثورة وظفر بالخصوم وان انهزموا وقى الله مصر شرهم،
                                فأرسلهم سنة 441ه واعطى لكل واحد منهم بعيراً ودينارين،
                                وقال لهم قد اعطيتكم المغرب،
                                ففرحوا بذلك وجازوا النيل الى برقة ببلاد المغرب
                                ونزلوا بها وافتتحوا امصارها واستباحوها
                                وكتبوا لإخوانهم في مصر يدعونهم الى السفر اليهم
                                ويصفون لهم ماهم فيه في خير
                                ونعيم فأرادوا الرحيل فمنعهم المستنصر حتى يأخذ من
                                كل واحد دينارين فعوض بذلك ما دفعه لمن قبلهم.
                                وسارت سليم وفروع هلال في دياب وزغب
                                الى تونس كالجراد المنتشر لايمرون بشيء الا اتوا عليه
                                حتى وصلوا تونس وقسموا البلاد بينهم وبين قبيلة سليم
                                فأخذت سليم شرق تونس وهلال الغرب
                                ووقعت بين هؤلاء العرب وبين سكان البلاد الأصليين
                                من البربر كقبيلة زنانه وصفاجه حروب يطول ذكرها.
                                كما وقعت الفتن والحروب بين بعض العرب
                                وبعض البربر وكان ذلك فيما بين سنة 440ه وسنة 460ه

                                واشتهر في هذه الحروب رجال كثيرون منهم دياب بن غانم وابوزيد الهلالي.
                                كانت هذه الحروب في القرن الخامس الهجري
                                في بلاد المغرب هي ميدان مسيرة أبي زيد.

                                قصة ابي زيد الهلالي تنقسم الى ثلاثة اقسام:

                                القسم الأول: يصف تاريخ بني هلال في بلاد السرو
                                (وهي منازل حمير بأرض اليمن)

                                وكان من اعيان الهلالية جابر وجبير ابنا المنذر الهلالي
                                وقد رحل جبير بأمه الى نجد وصار فيما بعد سلطانها.
                                وكان اتى في نسل جابر الأمير حازم والامير رزق
                                وكانا يحكمان في بلاد السرو

                                وقد تزوج الامير رزق "خضراء" من بنت شريف مكة
                                وولدت منه ولداً اسمر اللون اسمه بركات،
                                وهو الذي لقب فيما بعد بأبي زيد.

                                وقد تعاون ابوزيد وعمه حسن بن سرحان ابن حازم
                                على فتح الهند في ذلك حديث يطول.

                                تعليق

                                مواضيع تهمك

                                تقليص

                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: Reem2Rabeh الوقت: 04-23-2025 الساعة 04:27 PM
                                المنتدى: ضبط وتوكيد الجودة نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-15-2025 الساعة 09:30 AM
                                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-11-2025 الساعة 01:08 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: نوال الخطيب الوقت: 03-19-2025 الساعة 03:07 AM
                                المنتدى: الكمبيوتر والإنترنت نشرت بواسطة: عوض السوداني الوقت: 03-18-2025 الساعة 07:22 AM
                                يعمل...
                                X