إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الباحث عن المستحيل الشاعر أمل دنقل

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #91
    لعبة النهاية


    في الميادين يجلس
    يطلق – كالطفل – نبلته بالحصي
    فيصيب بها من يصيب من السابلة
    يتوجه للبحر في ساعة المد
    يطرح في الماء سنارة الصيد
    ثم يعود
    ليكتب أسماء من علقوا
    في أحابيله القاتلة
    لا يحب البساتين
    لكنه يتسلل من سورها المتآكل
    يصنع تاجا
    جواهره الثمر المتعفن أكليله الورق المتغضن
    يلبسه فوق طوق الزهور
    الخريفية
    الذابلة
    يتحول : أفعي ونايا
    فيري في المرايا
    جسدين وقلبين متحدين
    ( تغيم الزوايا
    وتحكي العيون حكايا )
    فينسل بينهما
    مثل خيط من العرق المتفصد
    يلعق دفء مسامهما
    يغرس الناب في موضع القلب
    تسقط رأس الفتي في الغطاء
    وتبقي الفتاة
    محدقة
    ذاهلة
    أمس : فاجأته واقفا بجوار سريري
    ممسكا - بيد – كوب ماء
    ويد – بحبوب الدواء
    فتناولتها
    كان مبتسما
    وأنا كنت مستسلما
    لمصيري

    تعليق


    • #92
      من أوائل القصائد التى كتبها


      أوجينــــــــــــــــى


      النشيد الأول


      القرن التاسع عشر
      العام التاسع والستون
      وأيادى الشركس تقرع أبوابا قد عنكب فيها الحزن
      «باسم خديوى مصر
      يتقدم كل رعاياه بغلال الأرض
      لضيوف افندينا فى حفل التدشين»
      وتساءل فلاح مافون:
      «ما التدشين؟.. وماذا يعنى التدشين؟!..»
      ..وانهال السوط على كتفيه يئن.
      .. ......
      «أوجينى .. وملوك الافرنج
      سيزورون جناب الوالى
      الليلة يحمل ما تحويه الدور إلى قصر الحاكم
      ومضى..
      والناس على صمت واجم
      من عشر سنين
      لم يترك فى الدور السود بصيص رجال
      يتم أطفال الأطفال
      زرع الحزن عليهم موالا يتلاحم فى موال
      عشر سنين
      والناس قوافل تمضى نحو الحفر
      تحمل أفؤسها كى تتعانق أذرعة البحر
      عشر سنين
      لم يرجع غير من أخضر له عمر بعد العمر
      عاد ليحكى.. لا تستره إلا أسمال
      عاد ليبصق خيطا أحمر يتمشى فى كل سعال
      والقرية تنفض مأتمها لتقام مآتم أخرى
      والأرض العانس ظلت.. بكرا
      والجوع يعشش فوق الحزن على الأعصاب
      عشر سنين
      والقرية تنتظر الرحمة
      وقلوب النسوة تمشى فوق زجاج مكسور
      وحياة القرية يجرعها طنبور
      يلقيها لغدير الظلمة
      عشر سنين
      عشر سنين
      أوجينى تشهد جيف سنين عشر
      أوجينى!.. من أوجينى؟
      وتزاحم قوم حول فقيه القرية
      من أوجينى يا سيدنا؟!

      تعليق


      • #93
        النشيد الثانى


        الأوبرا تزخر بالأنوار
        موسيقى (فردى) فى أعصاب المخمورين
        بعد التدشين
        أوروبا تشهد يا عايدة
        عايدة تجلس فى (البنوار)
        والكتف البض يدغدغ أعصاب أفندينا
        الأوبرا تغرق فى التصفيق
        وأفندينا يغرق فى أوجينى
        فى شمات الهواريين
        والركب الملكى الميمون
        يتنسم ـ عبر هتاف الشعب ـ طريقا بعد طريق
        يتهادى للهرم الأكبر
        وأفندينا انفرد باوجينيه
        فى مركبة ألف ستار دار عليها بحواشيه
        أوجينى ذات الجسد الناصع كالقشدة
        أوجينى ذات الشعر الأسود
        ... ويدور حوار مهموس:
        أو تدرين بماذا أنا مشهور فى القصر؟
        بماذا؟
        بالإشباع
        كم أنت مسل للغاية يا (مونشير)
        سأجرب ما قلت
        أقريبا؟
        يبدو لى ذلك
        (فترة صمت)
        ماذا تفعل يا (مونشير)
        كن ملكا.. واصبر..
        كن ملكا
        واعتدلت جلسة اسماعيل
        والعربة ذات الست خيول
        تتهادى فوق طريق مائل
        والحاشية الباريسية
        تتبعها فوق خيول نابليونية
        يوما ما.. بالت.. فى صحن الأزهر
        ........
        وهتاف عراة وحفاة
        ينطقهم كرباج يلسع
        وأنين الشهداء الماثل
        خلف ضفاف فناه
        وأنين ملكى فى المخدع
        وستائر ليل تسدل فى شباك الجمر
        والعلم التركى الميت
        أوجينى لؤلوة الظلمة
        أوجينى لاهية الإحساس
        وأفندينا يطرق أبواب الإفلاس
        والجوع على الأفواه: نعاس
        حملته إليهم أوجينى
        لكن أوجينى عادت..
        تحمل فى خديها وخز اللحية
        والليل على كفيها.. ماس
        ........
        أوجينى فخر الكاثوليك
        قوم الإسكندر ذى القرنين
        ويرد الناس:
        الإسكندر ذو القرنين نصير «الخطر» القطب الأكبر؟
        سبحان الله
        ماشاء الله..
        حمدلله على ما قدر،
        فالخيرة فيما اختاره الله

        تعليق


        • #94
          بكائية الليل والظهيرة

          - 1 -

          في كل ليلٍ..
          تخلعُ الذكرى ملابسها المغبرة القديمة،
          تستحم برشاشات الضوء، تغسل فيه وعثاء الطريق.
          وتستردُ نضارة الألوان.. والمرح القديم
          نديانةً.. كالظلِّ، تخلع خُفَّها المبلول،
          تستلقي جواري في الظلام، تضئ بشرتُها:
          برائحة التوغل في الحقول.
          برعشة القمر المؤرجح في مرايا النيل..
          بالقطرات تلمع في منابت شعرها المحلول..
          بالنبض الخجول.. يرف في استدفائها..
          باللثغةِ الغنَّاء في الصوت الرخيم
          .. وذراعها يلتف يرتعشُ التوهج تحت لمستِه
          وتُقلع آخرُ السفن المقدسة المضيئة من مرافئها،
          تشقُّ النهر، تنثر ما تبقى من رمادي:
          فوق أذرعة الخريف البائسات.. فتكتسي،
          فوقَ المروج.. فتنطوي في الليل موسيقى الجنادب،
          في الحظائر.. يهدأُ المهرُ الحرونُ،
          على مناقير الطيور.. فتطعم الأفراخ من توت الغناء الحلو
          في عقم السماء.. فتنبض البشري، وتنعقد الغيوم.

          يا دقة الساعات
          هل فاتنا.. ما فات؟
          ونحن ما زلنا..
          أشباحَ أمنيَّات
          في مجلس الأموات!؟

          تعليق


          • #95
            - 2 -

            فاض النهارُ بنا، فمزق عن تصوفنا معاطفنا،
            وألقانا على أعتاب مملكة النميمة، والذباب يطنُّ،
            والكلماتُ: أقداحٌ مكسَّرةُ الحواف..
            إذا لثمناها.. تجرَّحت الرؤى!
            والصمت: قضبان محمَّاة على وهج البكاء
            (فاض الإناء، وعاملُ البرق الصغيرُ يدقُّ بابَ البيت،
            ” آهٍ ” وتسقط الشمسُ الصغيرةُ عن رداء النومِ
            تبكي المرأةُ الأفعى على كتف العشيق،
            وتستزيد من البكائيات، تلقم صدرَها العاري يديه..
            - لعله يبني بها بعد الحداد! -
            تدير عينيها اللتين تندَّتا.. فأذابتا بقع الطلاء؟)

            كان الطريق يديرُ لحنَ الموتِ – كان جهنميَّ الصوت -
            فوق شرائط التسجيل..
            في أسلاكِ هاتِفِهِ المحنَّك..
            في صرير الباب من صدأ الغوايةِ..
            في أزيز مراوح الصيف الكبيرةِ..
            في هدير محرِّكات ” الحافلات “.
            وفي شجار النسوة السوقيِّ في الشرفاتِ..
            في سأمِ المصاعد..
            في صدى أجراس إطفائيةٍ تعدو.. مصلصلة النَّداء.
            (.. كوني إذن ما شئتِ:
            ساقطةً تدور على مواخير الموانئ،
            وجه راهبةٍ تضاجع صورة العذراءِ،
            أمًّا تأكل الأطفالَ،
            كوني أيَّ شيءٍ – فيه نغمس خبزَنا الحجريَّ – ملتهب الدماء!)

            ندم الغبار يلح فوق وجوهنا،
            ونلوذ بالجدران نحفر فوقها أسماءنا.. لكنها تتفتت!
            الجدران وهمٌ
            والرجالُ الملصقون على مساحة صفحة الإعلان،
            والصور الثمينة في المعارض، والنقوش على المعابد،
            والوسام العسكري لأنبل الشهداء،
            والزهو الذي يندسُّ في رحم النساء.
            (.. تلك المرارة:
            سممت جلساتِ شاي العصر..
            سممت انتعاشتنا بسلع الماء في حمامنا الصيفي -
            سممت البراءة في تساؤل طفلنا من أين جاء!)

            يا آخر الدَّقات
            قولي لنا.. من مات
            كي نحتسي دَمَهُ
            ونختم السهرات
            بلحمه نقتات!

            - 3 -

            ماذا تخبئ في حقيبتك العتيقة.. أيها الوجهُ الصفيق
            أشهادةُ الميلادِ؟
            أم صكّ الوفاة؟
            أم التميمة تطرد الأشباحَ في البيت العتيق؟
            ماذا تخبئُ أيُّها الوجهُ الصفيق؟!
            ماذا تخبئُ أيُّهَا الوجهُ الصفيق؟!

            تعليق


            • #96
              قبيل الفجر

              الصمت يقترب
              جسم تمطى فى الفراش،
              والذراع يستفيق..
              عجينة من اللهب
              بحر من اللهاث فى نهاية الطريق
              تثاءبت أمواجه،
              والريح تقرع النوافذ الرمادية
              الظل طفل
              يسأل عن اسم له،
              لكنه لم يستدل
              ومن طلاء الغرفة الملىء بالشقوق
              أفعى تطل
              تتلو صلاة كل أمسية
              لمن تقوم هذه المآذن السماوية
              وقد تدلت الحبال يابلال
              -من حدوة الهلال –
              وأنت فى أطرافها مشنوق
              والليل :
              سوق قام فى أنقاض سوق
              فى مسجد مزخرف،
              تسد بابه مناجل هيكل مصدور
              الموت أول الحياة،
              يولد الأطفال ميتين
              والريح فى التلال
              جنازة ترد عنها بابها المقبور
              حين تساقط كرات الثلج فى السفوح
              تجشأ الغراب
              لا صمت، لا كلام،
              لا نسيان، لا عذاب:
              كتابنا مفتوح
              جاء الأناس الميتون يحملون،
              أكفانهم،
              أطيارهم ليست إلى أعناقهم،

              تعليق


              • #97
                قبيل الموت

                قلب على الصليب من ذهب
                تجمدت عروقه،
                كذيل هرة محنطة
                من كان منكم دونما خطيئة
                فليشتر الخطيئة
                ولتطفىء الرياح كل الأعين المضيئة
                .. مسبحة فى يد شيخ ذي عباءة مخططة
                تساءلت حباتها:
                مْنَ الذى على الصليب؟
                وابتعد الشيخ ولم يجب
                وأعين الطاووس فوق شرفة المغيب
                ترمقه بنظرة باردة،
                غامضة، وقانطة
                كف الغراب عن تجشؤه
                طار وحط فوق نهد مترع مقطوع
                نقر فيه نقرتين،
                ثم طار عائدًا لملجئه
                فى فمه زبيبة كقلب عصفور وديع
                .. توافدت مواكب بلا مناكب
                أرؤسهم معلقات بين أفخادهم المنفرة
                يعلق فى مؤخراتهم تراب المقبرة
                أهدابهم طالت كأنها جرائد النخيل
                كأنها سبائب الخيول
                والسهم شق نجمتين فى الذرى،
                وارتد ساقطًا على الرمل
                فجرّه سرب من النمل

                تعليق


                • #98
                  بكائية إلى تل الزعتر

                  المخيم الفلسطيني في لبنان


                  رويدك لا ترتفع يا علم!
                  رويدك إن العصافير غابت عن الحقل،
                  وهي التي حملتك مناقيرها الخضر
                  (في سنوات التدلي)
                  وظلت ترفرف عبر سماء الحلم
                  فهل أنت ناس؟
                  ثم يقول:
                  رويدك لا ترتفع يا علم
                  يدي صارت الآن مقطوعة
                  هل أحييك بين الصفوف
                  كما كنت أفعل في الزمن المنصرم
                  أم تعود يداي كما كانتا
                  شعلة في الظلم
                  وقناديل ماس؟

                  تعليق


                  • #99
                    إخناتون فوق الكرنك



                    من التاريخ القديم
                    مهداة إلى السجين صاحب المصباح الأخضر

                    المجد الوهمى .. تولى
                    آمون جبين كابٍ
                    وذراع يتدلى
                    فلتسمع ياكرنك ما يعلنه إخناتون
                    لم يصبح آمون إلهاً
                    آمون صلاة
                    لايدرى الشعب لمن تُرفع
                    آمون طقوس لا تنفع
                    ونذور وزكاة تدفع
                    رب الأرباب ؛ ..
                    خدر عنكب فى أعصاب الجيل
                    فلتقشع ظل ملاءتك السوداء
                    عن النيل
                    كم ملَّ الناس السخرة من أجلك
                    كم ملَّ الناس إلهًا
                    مُلِّك فيما لايملك
                    قد صاروا للرب النير :
                    “آتون”
                    يطل عليهم كل صباح
                    يبذر وادى النيل دنانير الخصب
                    يغمر كل الشعب بنور الحب

                    آتون ذو الألف ذراع
                    يعطى، يعطى، يعطى،
                    لا يأخذ غير الشكر الصاعد حبا
                    آتون أكبر من أن يأخذ ..
                    .. مالًا يجبى
                    ورنا كهانك نحو الشمس
                    فاحترقت أجفنهم بالنور
                    ما عادت أعينهم تندس
                    سيظل النور يعرى بؤرات البللور
                    .. فليختبئوا فى الديجور
                    كخفافيش سكنت ليل الكرنك

                    تعليق


                    • الكرنك مشروخ الهامة
                      الكرنك صندوق قمامة
                      الكرنك يلقى فى طيبة قيء الذل
                      ياطيبة .. فى رئتيها ينخر سل
                      يحكى أنك كنت عروسا
                      يحكى أن النور يظل ..
                      ..على شرفاتك مغروسا
                      يحكى أن الكهنة فيها
                      لهم الأرض بدون خراج
                      يحكى أن الكاهن زنديق
                      يسلب ما يحرس
                      يحكى أن الكاهنة الحسناء تظل بدون زواج
                      فالحق القدسى مقدس
                      لكن الأعراس تولت يا طيبة
                      العرس شموع مقلوبة
                      ما عاد الرجس يظل الأرض المحبوبة
                      ما عاد “حريحور” يتشهى تحت
                      المعبد جسم نفرتيتي
                      فلقد غنيت عن بركاته
                      ما عاد يراقبها تمشى بإزار مفلوت
                      قد هجرت طيبة تتبع إخناتون
                      لاخيتاتون
                      فليهجر «حريحور» صلواته
                      ما عاد المعبد شيئا دون نفرتيتي
                      أيصلى لإله كان يداهنه
                      من أجل نفرتيتي
                      موتى .. موتي
                      ياصلوات المعبد موتي
                      فنفرتيتي
                      أضحت تعبد قرص الشمس
                      واصدع .. وتصدع يا كرنك
                      ما عاد الزيف يساند جنبك
                      .. مات الهيكل
                      وإلهك آمون لا ندرى ماذا يفعل
                      أتراه فى مخدع إيزيس المسدل؟
                      يجرع كأسًا، يملأ كأساً
                      ويلف التبغ بأوراق بتاح
                      فانظر ياكرنك واسمع
                      الليل عن البسطاء انزاح
                      آتون يطل عليهم كل صباح
                      يبذر وادى النيل دنانير الخصب
                      يغمر كل الشعب بنور الحب

                      يا إخناتون
                      من بعد مماتك
                      يزحف هذا التنين
                      يحجب قرص الشمس بأيد
                      ويردد : آمون، آمون
                      آمين ..آمين
                      آمون يحفر اسمه
                      فوق ظهور الشعب بسوط النقمة
                      آمون ينفث سمه
                      فلتلعق يا كرنك جرحك
                      لكن:
                      لن تكمل فرحك
                      فلسوف تكل أياد حجبت قرص الشمس
                      ولسوف تفيض الكأس
                      ويعود إليهم ..
                      إخناتون...

                      تعليق


                      • ميتة عصرية


                        المقطع الأولى


                        فتح المذياعَ .. واستلقى!
                        وكان القدحُ الساخنُ..
                        في وحدته المستغرقهْ.
                        (.. يدخل الطيف الذي يهبط.. بغتهْ
                        يسكتُ المذياعُ .. سكتهْ ..)
                        (موجز الأنباءِ)..
                        .. ألقت يدُه السيجارةَ المحترقهْ
                        صرَّت النافذةُ المنغلقة
                        (.. يعبر الغرفةَ:
                        فوق الحائط الأزرقِ .. صورهْ
                        ظلَّ يجْلو تحتها خنجره .. مبتسما)
                        مَدَّ ساقيهِ،
                        وكان الرّعب في عينيهِ ..
                        صار الصوت والموت
                        عدواً واحداً
                        منقسماً!
                        الحركة الثانية-
                        ظل في مقعدهِ ..
                        سار الترامْ
                        وهو في مقعدهِ ..
                        كلَّتْ يدا بائعةِ الخبز الصغيرهْ
                        وهو في مقعدهِ ..
                        كفَّ فحيحُ الصمتِ في المذياعِ،
                        وانساب "السلام"
                        وهو في مقعدهِ ..
                        - (موجز أنباء الصباحْ)
                        وهو في مقعدهِ ..
                        في يدهِ سيجارةٌ ملتصقهْ
                        وعلى الحائطِ .. صورة!!


                        المقطع الثاني


                        - من ذلك الهائمُ في البريّهْ؟
                        ينام تحت الشجر الملتفِّ والقناطر الخيريّة؟
                        - مولاي: هذا النيلُ ..
                        نيلُنا القديمْ!
                        - أين تُرى يعملُ .. أو يقيمْ؟
                        - مولاي:
                        كنَّا صبيةً نندسُّ في ثيابه الصيفية
                        فكيف لا تذْكُرُهُ؟
                        وهو الذي يُذْكَرُ في المذياعِ والقصائد الشعرية؟
                        - هل كان قائدا؟
                        - مولايَ: ليس قائداً.
                        لكنما السياحُ في مطالع الأعوامْ
                        يأتون كي يروه ..
                        - آهٍ .. ويُصَوِّرونه لكي يشَهِّروا بنا
                        بوجهه الباكي .. وكوفيَّته القطنية
                        .. تعال كي نودعه في ملجأ الأيتامْ.
                        - مولاي:
                        هكذا تحبّه الصبايا .. والرعاةُ .. والأغنام
                        وأمُّ كلثومٍ تغني له ..
                        في وصلتها الشهرية!
                        - النيلُ !
                        أين يا تُرى سمعتُ عنه قبل اليومْ؟!
                        أليس ذلك الذي ..
                        كان يضاجعُ العذارى!؟
                        ويحب الدمّْ!؟
                        - مولاي: قد تساقطت أسنانه في الفمّْ
                        ولم يَعُدْ يقْوى على الحبِّ .. أو الفروسيّة
                        - لا بدّ أن يبرز لي أوراقه الشخصية
                        فهو صَمُوت!
                        يصادق الرعاعَ ..
                        يهبط القرى ..
                        ويدخل البيوتْ ..
                        ويحمل العشاقَ في الزوارق الليلية
                        - مولاي؟ هذا النيلْ ..!!
                        - لا شأنَ لي بنيلك المُشَرَّد المجهولْ
                        أريد أن يبرز لي أوراقه الرسميّة:
                        شهادة الميلاد .. والتطعيمِ .. والتأجيلْ
                        والموطن الأصليِّ .. والجنسيّة
                        .. حتى يمارسَ الحريَّة!
                        المقطع الثالث:
                        .. ويلْقي المعلمُ مقطوعةَ الدرسِ،
                        في نصف ساعة:
                        (ستبقى السنابلْ ..
                        وتبقى البلابلْ ..
                        تغرِّد في أرضنا .. في وداعهْ ..)
                        ويكتب كلُّ الصغار بصدق وطاعهْ:
                        ( ستبقى القنابلْ ..
                        وتبقى الرسائلْ ..
                        نُبلِّغها أهلنا .. في بريد الإذاعهْ

                        تعليق


                        • حديث خاص مع أبي موسى الأشعري


                          -1-


                          إطارُ سيارته ملوثُ بالدمّ!
                          سارَ .. ولم يهتمّ!!
                          كنتُ أنا المشاهدَ الوحيدْ
                          لكنني .. فرشتُ فوق الجسد الملقى جريدتي اليوميَّةْ
                          وحين أقْبَلَ الرجالَ من بعيد..
                          مزقت هذا الرقم المكتوب في وريقةٍ مطويّةْْ
                          وسرتُ عنهم .. ما فتحتُ الفمّ !!

                          ( حاربتُ في حربهما
                          وعندما رأيتُ كلا منهما .. مُتَّهما
                          خلعتُ كلا منهما !
                          كي يسترد المؤمنون الرأيَ والبيعة
                          لكنهم لم يدركوا الخدعة ! )

                          حين دلفتُ داخل المقهى
                          جرَّدني النادلُ من ثيابي
                          جردتهُ بنظرة ارتيابِ
                          بادلتُه الكُرْها !
                          لكنني منحتُه القرش : فزّين الوجها ..
                          ثم رسمتُ وجهه الجديد .. فوق علبةِ الثقابِ !


                          - 2 -


                          رأيتُهم ينحدرون في طريق النهرْ ..
                          لكي يشاهدوا عروسَ النيل - عند الموت - في جَلْوتها الأخيرةُ
                          وانخرطوا في الصلوات والبكاءُ .
                          وجئتُ .. بعد ن تلاشت الفقاقيعُ ، وعادت الزوارقُ الصغيرة
                          رأيتُهم في حلقاتِ البيع والشراءْ
                          يقايضون الحزنَ بالشواءْ !
                          .. تقول لي الأسماكْ
                          تقول لي عيونُها الميتة القريرة :
                          أن طعامها الأخيرَ .. كان لحماً بشرّياً ..
                          قبل أن تجرفها الشبّاك !
                          يقول لي الماءُ الحبيسُ في زجاج الدورقِ اللمَّاعْ
                          إن كلينا .. يتبادلان الابتلاع
                          تقول لي تحنيطةُ التمسح فوق باب المنزل المقابلْ
                          إن عظامَ طفلةٍ .. كانت فراشَ نومه في القاع !!
                          ( خلعتُ خاتمي .. وسيدي

                          فهل تُرى أحصي لك الشاماتِ في يدي
                          لتعرفيني حين تقبلين في غدِ
                          وتغسلين جسدي
                          من رَغَواتِ الزَّبدِ ؟! )

                          في ليلة الوفاءْ
                          رأيتُها - فيما يرى النائمُ - مُهرةّ كسلى
                          يسرجُها الحوذيُّ في مركبِة الكراءْ
                          يهوى عليها بالسياط ، وهي لا تشكو .. ولا تسير !
                          وعندما ثرتُ .. وأغلظتُ له القولا ..
                          دارت برأسها ..
                          دارت بعينيها الجميلتينْ ..
                          رأيتُ في العينين : زهرتينْ
                          تنتظران قبلة من نحلة هيضَ جناحُها .. فلم تعدُ تطيرْ !
                          .. رأيتُها - فيما يرى النائم - طفلةً .. حبلى !
                          رأيتُها .. ظلا!
                          وفي الصباح : حينما شاهدتُها مشدودة إلى الشراعْ
                          ابتَسمَتْ ، ولَوَّحَتْ لي بالذراعْ
                          لكنني : عَثُرتْ في سيري !
                          رأيتُني .. غيري!
                          وعندما نهضتُ: ألقيتُ عليها نظرة الوداعْ
                          كأنني لم أرها قبلا!
                          فأطرَقَتْ خجلى ..
                          ولم تَقُلْ إني رأيتُها .. ليلا!

                          تعليق


                          • - 3 -

                            خرجت في الصباح .. لم أحمل سوى سجائري
                            دسستُها في جيب سترتي الرماديّة
                            فهي الوحيدة التي تمنحني الحبَّ .. بلا مقابل !

                            رؤيا:

                            ( ويكون عام .. فيه تحترق السنابل والضروع
                            تنمو حوافرنُا - مع اللعنات - من ظمأٍ وجوعْ
                            يتزاحفُ الأطفالُ في لعق الثرى!
                            ينمو صَديدُ الصمغ في الأفواه ،
                            في هدب العيون .. فلا ترى !
                            تتساقط الأقراطُ من آذان عذراوات مصرْ !
                            ويموت ثديْ الأم .. تنهضُ في الكرى
                            تطهو - على نيرانها - الطفل الرضيع !! )

                            حاذيت خطو الله ؛ لا أمامهُ .. ولا خَلْفَه
                            عرفتْ أن كلمتي أَتْفَه
                            من ان تنال سيفه أو ذَهَبَه.
                            ( حين رأتْ عيناي ما تحت الثياب .. لم يَعُد يثيرني !)
                            قلَّبت - حيناً - وجهي العملة
                            حتى إذا ما انقضت المهلة
                            ألقيتها في البئر .. دون جَلبَة !
                            وهكذا .. فقدتُ حتى حِلمَه وغَضبه
                            ( عيناكِ: لحظتها شُروق
                            أرشف قهوتي الصباحَّية من بُنِّهما المحروقُ
                            وأقرأ الطالع !
                            وفي سكون المغربِ الوادع
                            عيناكِ يا حبيبتي ، شجُيرتا برقوق
                            تجلس في ظلهما الشمسُ وترفو ثوبها المفتوق
                            عن فخذها الناصع ! )

                            - 4 -

                            .. وستهبطين على الجموع
                            وترفرفين .. فلا ترراك عيونُهم .. خلف الدموع
                            تتوقفين على السيوف الواقفة
                            تتسّمعين الهمهمات الواجفة
                            وسترحلين بلا رجوع !

                            ويكون جوع !
                            ويكون جوع

                            تعليق


                            • بطاقة كانت هنا

                              الليل عند المنتصف
                              يا سائق السيارة العجوز .. قف
                              المنزل الثالث بعد المنحنى
                              لكنها يا صاحبي العجوز .. لم تعد هنا !
                              امض هناك حيث لا مكان
                              حيث البيوت دونما عنوان
                              أوغل بنا في رحلة السراب
                              قافلة الغناء تستعد للمسير خلف دورة الهضاب
                              لا تسأل الحادين عن وجهتها ، عن المآب
                              فهم هناك يرقبون أصبع النجوم
                              ضاعت معالم الطريق في الضباب
                              حبيبتي لابد أنها هناك
                              تسأل عن رواحل ارتدت من الغروب
                              لا ترتبك ، فقد يضيع العمر في هنيهة ارتباك
                              حبيبتي : لقد نجوت من " سدوم "
                              طفلك آت من مدينة الخراب
                              الموت مازال مقيماً على الأبواب
                              الخاطئون .. هم الذين يرحلون
                              في هذه القافلة المسدودة الدروب

                              تعليق


                              • قصيدة رائعة للشاعر الراحل امل دنقل
                                من فيلم (شهيرة)
                                بطولة نور الشريف وناهد شريف
                                والقصيدة ضمن احداث الفيلم
                                في مسرحية اسمها
                                (الرقص في المعبد )
                                وهي حوار بين البطل والبطله


                                هل ترحل في الغد ؟
                                سأعود قريبا في اقرب موعد
                                من اجلي ؟
                                . من اجلك طبعا .
                                ولكن كليوباترا طلبت مالا.
                                أولم تأتي بمال.؟
                                طلبت مالا أكثر
                                لماذا؟
                                كي تدفع للجند
                                ستعود وتجمع مالك بالضرب وبالجلد
                                كي تدفعه الملكة للجنود الرومان
                                حتي يحموها من لهب الغضب الممتد
                                الظلم الأن يفوق الحد
                                والطرقات امتلأت بالفرسان الرومان
                                يمشون يدوسون الأطفال
                                ويختطفون الفتيات
                                يقتحمون بيوت الناس وينتهكون الحرمات
                                الظلم الأن يفوق الحد
                                الظلم يمس السيد والعبد
                                المحتلون هم السادة والكبراء
                                والمصريون هم الغرباء
                                والظلم يمس السيد والعبد
                                انت أمير
                                لكنك مثل الناس الفقراء
                                تعطي المال الي امرأة فاجرة وعجوز وغد


                                دعني
                                أتخاف من الملكه؟
                                أتخاف من الملكه ذات الشهوات المشتبكه
                                دعني أتكلم حتي يستيقظ فيك الرشد
                                هل هذا الورد هو الورد؟
                                ورد ينبت في ارض محتله
                                هو شوك يمتص الدم من قلب صبي
                                أو طفله
                                هل قبلة حب تحمل طعم القبله
                                هي تحمل طعم الطين وطعم الوطن المجهول
                                الغد
                                هل أنت أمير تعرف كيف تحارب
                                بسلاحك أعداء الدوله
                                أنت امير مقطوع اليد
                                كيف تكون أمير في شعب يحيا
                                في الظلم وفي الذله؟
                                وماذا يمكنني ان افعل ؟
                                ماذا يمكن أن تفعل؟
                                أرفع سيفك في وجه المحتل
                                ماذا يمكن أن تفعل؟
                                لاترغم شعبك ان يدفع تمن الذل
                                ماذا يمكن أن تفعل؟
                                حارب أعداء الوطن وأعداء الحريه
                                من أجل الوطن الأجمل
                                ماذا يمكن ان تفعل؟
                                أقتل
                                أقتل
                                أقتل
                                كي ياتي زمن لا يقتل فيه الأطفال
                                كي ياتي زمن لانخجل فيه من أنفسنا
                                أنا سلمنا وطنا محتلا للأجيال

                                العلم بحر واسع
                                تمنى طه حسين أن يغرق فيه
                                كي يتشبع بكافة فروعه ،
                                كذلك شعر دنقل كهذا البحر الواسع
                                الذي لن نستطيع الوصول الى أعماقه .

                                تعليق

                                مواضيع تهمك

                                تقليص

                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-08-2025 الساعة 11:33 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-04-2025 الساعة 05:29 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-31-2025 الساعة 10:07 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-30-2025 الساعة 11:48 PM
                                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 05-30-2025 الساعة 09:36 AM
                                يعمل...
                                X