إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأديب اللبناني جبران خليل جبران ملف كامل

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يا من ناى عني

    يا من ناى عني
    وكان أجل أخواني وصحبي
    وجزعت حين فجعت
    فيه أن تقدم وهو تربي
    فأقمت محتسبا بذكراه
    وما الذكرى بحسبي
    اليوم عاد بنا الزمان
    إلى ملازمة وقرب
    في صورتين تجددان
    حياتنا جنبا لجنب
    يا من يقلب فيهما
    نظراته لا تحفلن بي
    هذا أمير الشعر والشعراء
    من عجم وعرب
    هذا الذي نظم الروائع
    للنهى من كل ضرب
    وهو الذي آثاره
    مسطورة في كل لب
    وهو الذي ببيانه
    يهدي وبالإيقاع يصبي
    لم يدع داع لم يجبه
    ذلك الوحي الملبي
    فهو المنادم والمفاكه
    والمعلم والمربي
    تمثاله من معدن
    ومثاله في كل قلب
    لله دار هداية
    هي دار تمثيل ولعب
    كم أخرجت حكما من
    اللهو البريء المستحب
    نزلت عباقرة النهى
    منها على سعة ورحب
    ولقوا الإثابة من وفاء
    حكومة وثناء شعب
    فاروق يا زين الملوك
    الصيد في شرق وغرب
    وأجل راع للعلوم
    وللفنون رعاك ربي
    وأطال عمرك بين
    إجلال تحاط به وحب


    نبا بك دهر بالأفاضل نابي

    نبا بك دهر بالأفاضل نابي
    وبدلت قفرا من خصيب جناب
    برغم العلى أن يمسي الصفوة الألى
    بنوا شرفات العز رهن يباب
    تولوا فأقوت من أنيس قصورهم
    وباتوا سراة الدهر رغم تراب
    أتمضي أباشاد وفي ظن من يرى
    زهورك أن النجم قبلك خابي
    عزيز على القوم للذين وددتهم
    وودوك أن تنأى لغير مآب
    وأن يبكم الموت الأصم أشدهم
    على من عتا في الأرض فصل خطاب
    فتى جامع الأضداد شتى صفاته
    وأغلبها الحسنى بغير غلاب
    محام بسحر القول يصبي قضاته
    فما فعله في سامعين طراب
    فبيناه غريد إذا هو ضيغم
    زماجره للحق جد غضابا
    رقيق حديث إن يشبه حديثه
    فما الخمر زانتها عقود حباب
    يسيل فيروي النفس من غير نشوة
    مسيل نطاف في الغداة عذاب
    بما يخصب الأذهان مخضل دره
    كما يخصب القيعان در سحاب
    أديب إذا ما در در يراعه
    تبينت أن الفيض فيض عباب
    ففي الذهن تهدار الأتي وقد جرى
    على أن ما في العين صحف كتاب
    وفي الشعر كم قول له راق سبكه
    أتى الوحي في تنزيله بعجاب
    به نصر الوهم الحقيقة نصرة
    تضيء نجوما من فضول ثقاب
    فأما المساعي والمروءات والندى
    فلم يدعه منهن غير مجاب
    كأن جنى كفيه وقف مقسم
    فكل مرج عائد بنصاب
    وما صد عن إسعاده باسط يدا
    ولا رد عن جدواه طارق باب
    ولم يك أوفى منه في كل حالة
    لمن يصطفي في محضر وغياب
    إذا هو والى فهو أول من يرى
    معينا أخاه حين دفع مصاب
    وما كل من صادقتهم بأصادق
    وما كل من صاحبتهم بصحاب
    يعف فيعفو عن كثير مؤملا
    له العفو من رب قريب متاب
    وما عهده إن محصته حقيقة
    بزيف وما ميثاقه بكذاب
    وفي الناس من يحلي لك المر خدعة
    وترجع من جناته بعذاب
    تذكرت عهدا خاليا فبكيته
    وهيهات طيب العيس بعد شباب
    كأني باستحضاره ناظر إلى
    حلاه ومستاف زكي ملاب
    بروحي ذاك العهد كم خطر به
    ركبنا وكان الجد مزج لعاب
    وهل من أمور في الحياة عظيمة
    بغير صبا تمت وغير تصابي
    زمان قضينا المجد فيه حقوقه
    ولم نله عن لهو ورشف رضاب
    محضنا به مصر الهوى لا تشوبه
    شوائب من سؤل لنا وطلاب
    وما مصر إلا جنة الأرض سيجت
    بكل بعيد الهم غض إهاب
    فداها ولم يكرثه أن جار حكمها
    فذل محاميها وعز محابي
    فكم وقفة إذ ذاك والموت دونها
    وقفنا وما نلوي اتقاء عقاب
    وكم كرة في الصحف والسوط مرهق
    كررنا وما نرتاض غير صعاب
    وكم مجلس مما توخت لنا المنى
    غنمنا به اللذات غنم نهاب
    لنا مذهب في العيش والموت تارك
    قشور القضايا آخذ بلباب
    يرى فوق حسن النجم وهو محير
    سنى الرجم ينقض انقضاض شهاب
    وما هلك أفراد مصر عزيزة
    أما أجل الإنسان منه بقاب
    كذا كان إلفي للفقيد ولم يكن
    ليضرب خلف بيننا بحجاب
    حفظت له عهدي ولو بان مقتلي
    لدهر به جد المروءة كابي
    وما خفت في آن عتابا وإن قسا
    به الناس لكني أخاف عتابي
    أبى الله أن ألفى كغيري مولعا
    بخلع أحبائي كخلع ثيابي
    فما انا من في كل يوم له هوى
    ولا كل يوم لي جديد صواب
    يراني صديقي منه حين إيابه
    بحيث رآني منه حين ذهاب
    وما ضاق صدري بالذين وددتهم
    ولا حرجت بالنازلين رحابي
    وآنف سعيا في ركاب فكيف بي
    ولي كل حول أخذة بركاب
    حرام علينا بالشعر إن تقع
    نسور معاليه وقوع ذباب
    وما كبرياء القول حين نفوسنا
    تجاويف أرضفي انتفاخ روابي
    وما زعمنا رعي الذمام وشدنا
    بظفر على من في الأمام وناب
    زكي لك الإرث العظيم من العلى
    وما ثروة في جنبه بحساب
    فكن لأبيك الباذخ القدر مخلفا
    بأكرم ذكرى عن مظنة عاب
    وعش نابها بالعلم والفن نابغا
    فخارك موفور وفضلك رابي
    ألا إنني أبكي بكاءك فقده
    وما بك من حزن عليه كما بي
    قضى لي بهذا الخطب فيمن أحبه
    إله إليه في الخطوب منابي
    ففي رحمة المولى أبوك أبو الندى
    وفي عفوه أحرى امرئ بثواب

    تعليق


    • زفت إليك والزمان ورد

      زفت إليك والزمان ورد
      والنور تاج والفريد عقد
      والجو صفو والنسيم ند
      ما أبهج العيش إذا تلاقى
      ملتهبان ظمأ فذاقا
      كأسا مزاجها ألهوى والسعد
      ما الحب إلا نعمة وأمن لأهل
      ه ورحمة ويمن
      دع عاذلا أو سائلا ما بعد
      أليوم ظلمة تسيل خمرا
      موقدة في كل قلب فجرا
      وفي غد شمس سناها شهد
      أليوم تعرف الغرام البكر
      وما عليها في الغرام نكر
      يا حسن غي صار وهو رشد
      مضى زمان الغرة اللطيفة
      وجاء وقت الصبوة العفيفة
      يعد للعمران من يعد
      وفي غد توافد البنينا
      ثم على تقادم السنينا
      تجامل حلو وعيش رغد
      جرجيت يا من خصها بالحب
      أسرى الشباب في أعز شعب
      إن الورد شبه من بود
      جرجيت قد أجيز للقوافي
      وصف العروس ساعة الزفاف
      فلا يكن عنهن منك صد
      وعلى زوجك ألأديب آذن
      إني إذن بعينه معاين
      وبفؤاده لساني يشدو
      أحس في رأسي منه وحيا
      ينزل في نفسي شعرا حيا
      فهو يقول وأنا أرد
      وانظم ألبيت ألذي يؤويك
      فليس يبدو رسم معنى فيك
      إلا ومعنى منه فيه يبدو
      لله أنت في ألغواني ألحور
      من روح ظرف في مثال نور
      لكل عين من سناه ورد
      لله في مقلتك النجلاء
      تبر الأصيل في مدى السماء
      ببهجة تكاد لا تحد
      يا له ذاك الخد ما أروعه
      لله ذاك القد ما أبدعه
      إذا استظل بجناه القد
      محاسن الأوصاف والأخلاق
      فيك التقت والحمد للخلاق
      وبعده لأبويك الحمد
      أخذت عن أكمل أم وأب
      أوفى الجمال وأتم الأدب
      وهكذا ما جد يستجد
      وانت يا نجل أخي نقولا
      قد ساغ يوم العرس أن نقولا
      فيك الذي فيك ولسنا نعدو
      إن تكن النابغة الحبيبا
      فعنصرك من عرفنا طيبا
      كيف العفاف منجبا والمجد
      فعش وعاشت عرسك المنيره
      في نعمة سابغة وفيره
      إن الصفاء للرفاء وعد
      ولتكن الدار التي ابتنيتما
      دار السعادة التي ابتغيتما
      زينتها مال زكا وولد


      بالأمس ملء العين كانت

      بالأمس ملء العين كانت
      واليوم واحزناه بانت
      أحيت نفوس المعجبين
      بفنها فعلام حانت
      حيث انجلت والحفل معقود
      لها سرت وزانت
      يا من لمذهبها العجيب
      نوابغ التطريب دانت
      المعجمات من المزاهر
      قبل لمسك ما أبانت
      أخرجت للأسماع منها
      خير ما ادخرت وصانت
      كم أرقت عيني شج
      سنة على عينيك رانت
      وقسا الفراق على قلوب
      شد ما قاست وعانت
      بنواك قضت ندوة
      سرعان ما عزت وهانت
      عمرت زمانا وازدهت
      بك ثم أقوت واستكانت
      وغدت إذا ما رامت السلوى
      بذكراك استعانت
      بوعود دنياك اغتررت
      وطالما وعدت ومانت
      حتى إذا ما مكنت من
      مقتل ختلت وخانت
      فقد المضنة لا يهون
      إذا خطوب الدهر هانت


      صيري إلى بيتك الجديد

      صيري إلى بيتك الجديد
      في رونق الطالع السعيد
      لم تتركي منزلا مجيدا
      إلا إلى منزل مجيد
      أي أب حازم نبيل
      درجت من قصره المشيد
      أخلصت ودي دهرا لقوم
      ففزت بالمخلص الوحيد
      حدث بما شئت عن دياب
      في الفضل من مبديء معيد
      عن أدب عن علو كعب
      في الجاه عن نجدة وجود
      كم من حريب ضعيف ركن
      أوى إلى ركنه الشديد
      وجود أمثاله قليل
      من نعم الله في الوجود
      أسماء هذا أبوك فابني
      حماك في ظله المديد
      وفي عنايات خير أم
      يصدر عن رأيها الرشيد
      كأنها صورت مثالا
      للبر بالزوج والوليد
      إن تتشبه أوفى الغواني
      بها تشبهن من بعيد
      ترسمت في الكمال رسما
      جرت عليه بلا محيد
      وسرت سيرا عداه ذام
      في ذلك المنهج الحميد
      آل العروسين لا برحتم
      من المسرات في مزيد
      لتوبة الدهر أي حسن
      فاليوم عيد وأي عيد
      قد عقد اليمن فيه عقدا
      له فخار على العقود
      غير قليل أن تشهدوه
      والمجد فيه من الشهود
      أسماء في الخرد الغوالي
      فريدة اللؤلؤ الفريد
      تلك الذكيات في حلاها
      من أي نوع من الورود
      يأبى على العفاف منها
      وصف قوام أو نعت جيد
      أما المعاني بها فتسمو
      معاني الشاعر المجيد
      زفت إلى نابه حصيف
      في جيله فاقد النديد
      فتى وديع كما دعوه
      غير مريب ولا مريد
      رقيق حسن يسطو ببأس
      دانت له قوة الجواد
      بعين طفل وعقل كهل
      ما فعله في فؤاد رود
      يا أيها الآخذان عهدا
      قدسة الله في العهود
      تلك السلاف التي أحلت
      بين التسابيح والنشيد
      رمز إلى خلسة أبيحت
      للحب من كوثر الخلود
      تصيبها النفس وهي ظمأى
      من الأماني والوعود
      ردا صفاء الهوى وذوقا
      ما طاب من عيشه الرغيد

      تعليق


      • وقعت نهاية دائك المنتاب

        وقعت نهاية دائك المنتاب
        وقع الفجاءة في انقضاض شهاب
        في يوم الاستبشار بالعيد الذي
        هو معقد الآمال من أحقاب
        وبحضرة الملك المهيب وملتقى
        وزرائه والشعب والنواب
        وبمشهد من قادة في أهبة
        وذوي سيوف تنتفى وحراب
        بينا تقول وفي الخطاب بقية
        نزل القضاء فكان فصل خطاب
        فإذا التعجب والأسى قد أعقبا
        ما كان من طرب ومن إعجاب
        عاش المليك ونجمه في أوجه
        أن يهوي بين يديه نجم كاب
        عظة أراد الدهر إغرابا بها
        يا بعد غايته من الإغراب

        ومن مثل جرج طاهر النفس والهوى

        ومن مثل جرج طاهر النفس والهوى
        ومن مثله حر ومن مثله نجد
        وثوب إلى كشف الظلامات ساكن
        إلى بأسه في حين لا تأمن الأسد
        تخير في الأنساب أصدقها على
        وأبعدها مرمى فتم له القصد
        وأي نسيب بلغ مبقامه
        مقام نجيب في الكرام إذا عدو


        أنت يا سيدي على ما علمنا

        أنت يا سيدي على ما علمنا
        أنت تأبى كل الإباء المديحا
        وصواب أن المديح إذا ما
        جاوز الحد جاور التجريحا
        غير أن الحق الذي ينفع الناس
        جدير بأن يقال صريحا
        فتفضل وادن بتهنئة
        ادمج فيها ما عن لي تلميحا
        أنا يا سيدي وشانك شأني
        أوثر الفعل لا الكلام مليحا
        أنا أهوى الرئيس حلو التعاطي
        وأرى الزهو بالرئيس قبيحا
        أنا أهوى المقدام والعالم العامل
        والواعظ التقي الفصيحا
        أنا أهوى المدبر الطاهر السيرة
        والقادر الحليم الصفوحا
        أنا أهوى فيمن يسوس الرعايا
        نظرا ثاقبا ورأيا رجيحا
        ذاك شيء مما منحت فأرضاك
        وأرضى الورى وأرضى المسيحا
        من يسبح على المواهب مولاه
        فزده يا سيدي تسبيحا

        إهنأ بخير قرينه

        إهنأ بخير قرينه
        يا زين فتيان البلد
        وتلقها في نعمة
        نعما يجيء بلا عدد
        أضحت كلير حليلة
        لك فارعها رعي الرشد
        في أنسها ما يجلب السراء
        أو ينفي الكمد
        ولها إذا التبست وجوه
        الرأي رأي يستحد
        هذا قران قد تجلت
        للعناية فيه يد
        لا شيء أبهج من لقاء
        اثنين قلبهما اتحد
        كيف الحلى إن أشبهت
        في الروح ما هي في الجسد


        أتخون صبرك يا علي عزيمة


        أتخون صبرك يا علي عزيمة
        عهد الخطوب بها أشد وأصلبا
        نظر الردى حتى استلان لظفره
        أندى وأنقى جانبيك فأنشبا
        أكرم بطاهرة الخلال شريفة
        رأت الحياة أخس من أن تصحبا
        حورية سبق المغيب غيابها
        والحور تأبى أن يفارقها الصبا
        قد كان من عجب تصور مثلها
        زمنا ولو بقيت لكان الأعجبا
        آبت إلى الله الكريم مقلة
        حسن الطوية والفعال الطيبا
        بالأمس كانت درة في بيتها
        واليوم أمست في المعالي كوكبا

        تعليق


        • شهب تبين فما تأوب

          شهب تبين فما تأوب
          فكأنها حبب يذوب
          أرأيت في كأس الطلا
          دررا وقد صعدت تصوب
          هو ذاك في لج الدجى
          طفو الدراري والرسوب
          كل إلى أجل وعقبى
          كل طالعة وقوب
          أليوم نجم من نجوم
          الشعر أدركه الغروب
          وثبت به في أوجه الأسنى
          فغالته شعوب
          لقي الحقيقة شاعر
          ما غره الوهم الكذوب
          أوفى على عدن وما
          هو عن محاسنها غريب
          كم بات يشهدها وقد
          شفت له عنها الغيوب
          يا خطب إسماعيل
          صبري ليس تبلغك الخطوب
          جزع الحمى لنعيه
          وبكاه شبان وشيب
          أي صاحبي لقد قضى
          أستاذنا البر الحبيب
          فعرا قلادتنا وكانت
          زينة الدنيا شحوب
          إني لأذكر والأسى
          بين الضلوع له شبوب
          عهدا به ضمت فؤادا
          واحدا منا الجنوب
          إذ بعضنا من غير ما
          نسب إلى بعض نسيب
          وبغير قربى بيننا
          كل إلى كل قريب
          ألشعر ألفنا فما
          اختلف العريق ولا الجنيب
          والفن يأبى أن تفرقه
          المواطن والشعوب
          مستشرف لا السلم
          طلاع إليه ولا الحروب
          يضفي به الضوء الهلال
          ويبسط الظل الصليب
          لو دام ذاك العهد
          لكن هل ليوم رضى عقيب
          يا مصر قام العذر إن
          يقلق مضاجعك الوجيب
          وعلى فقيد كالذي
          تبكين فليكن النحيب
          مات الأديب وإنه
          في كل معنى للأديب
          مات المحامي عن ذمارك
          مات قاضيك الأريب
          مات الأبي وتحت
          لين قوله الرأي الصليب
          مات الذي تدعوه داعية
          الولاء فيستجيب
          مات الذي ما كان
          مشهده يذم ولا المغيب
          مات الذي ما كان في
          أخلاقه شيء يريب
          مات الذي منظومه
          لأولي النهى سحر خلوب
          ألضارب الأمثال ليس
          له بروعتها ضريب
          هل في الجديد كقوله
          المأثور والمعنى جليب
          آهان لو عرف الشباب
          وآه لو قدر المشيب
          شعر على الأيام يرويه
          مردده الطروب
          وكأنما في أذن قارئه
          يغني عندليب
          كل المعاني معجب
          ما شاء والمبنى عجيب
          ناهيك بالألفاظ
          مما جود اللبق البيب
          كالدر مكن في العقود
          وللشعاع به وثوب
          ديباجة كأدق ما
          نسجت شمال أو جنوب
          فيها حلى جد الفواتن
          وشيها واش لعوب
          آيات حسن كلها
          صفو وليس بها مثوب
          في رقة النسمات
          بالعبق الذكي لها هبوب
          تستافها رأد الضحى
          ويظلك الوادي الخصيب
          في بهجة الزهرات باكرهن
          مدرار سكوب
          فاللحظ يشرب والندى
          مشمولة والكم كوب
          كنسيبه الأخاذ
          بالألباب فليكن النسيب
          وكمدحه المدح الذي
          أبدا له ثوب قشيب
          وكوصفه الوصف الذي
          عن رؤية الرائي ينوب
          يتناول الغرض البعيد
          إذا البعيد هو القريب
          أو يبرز الخلق السوي
          فللحياة به دبيب
          كل يصادف من هواه
          عنده ما يسطيب
          فكأن ما تجري خواطره
          به تجري القلوب
          لله صبري وهو
          للغة التي انتهكت غضوب
          بالرفق ينقد ما يزيف
          المخطئون ولا يعيب
          في رأيه اللغة البلاد
          أجل هو الرأي المصيب
          يودي الفصيح من اللغات
          إذا غفا عنه الرقيب
          أفديك فارقت الحياة
          وغيرك الجزع الكئيب
          جارت عليك فضاق عن
          سعة بها الذرع الرحيب
          تلك الحياة وما بها
          إلا لأهل الخبث طيب
          كم بت في سهد وأنت
          لغاية شقت طلوب
          جواب آفاق المعارف
          والأسى فيما تجوب
          حتى تحصل ما تحصل
          من فنون لا تثيب
          وجزاء كدك ذلك
          الداء الدوي به تثوب
          ألكاتب العربي
          مهما يدهه فله الذنوب
          إن لم يصب مالا
          وكيف وتلك بيئته يصيب
          فالفضل منقصة له
          وخلاله الحسنى عيوب
          ويمر بالعيش الكريم
          وما له منه نصيب
          فإذا قنى مالا كما
          يقني لعقباه الحسيب
          حذر المهانات التي
          متقدموه بها أصبيوا
          أفنى بمجهودته قوته
          وأرداه اللغوب
          قتلا بنفث دم قتلت
          وعج مرقدك الخصيب
          فثويت في اليوم المنجي
          واسمه اليوم العصيب
          وبحق من كنت
          المنيب إليه يا نعم المنيب
          لأخف من بعض المقالة
          ذلك الموت الحزيب
          أعني مقالة كاشح
          في قدرك العالي يريب
          ممن يهش كما تثاءب
          وهو طاوي الكشح ذيب
          شر الأنام الباسمون
          وفي جوانحهم لهيب
          ألمدعون البحث حين
          القصد منهم أن يغيبوا
          متنقصو محسودهم
          وله التجلة والرجوب
          فئة تنال من الفتى
          ما لم تنل منه ألكروب
          لفخاره تأسى كأن
          فخاره منها سليب
          قالت لتضليل العقول
          وليس كالتضليل حوب
          صبري مقل ورده
          عذب وآفته النضوب
          أخبث بما أخفوا وظاهر
          قصدهم عطف وحوب
          ما الشعر يا أهل النهى
          والذكر ديوان رغيب
          من يسأل الحصري
          وابن ذريق فاسمهما يجيب
          أزهى وأبهى الورد لا
          يأتي به الدغل العشيب
          ماذا أجاد سوى القليل
          أبو عبادة أو حبيب
          لو طبق السبع النعيب
          أيطرب السمع النعيب
          أو لم يطل شدو وشاديه
          الهزار أما يطيب
          ألشعر تلبية القوافي
          والشعور بها مهيب
          وبه من الإيقاع ضرب
          لا تحاكيه الضروب
          هو محض موسيقى
          وحسات تصورها الضروب
          هو نوح ساقيه شكت
          لا قدر ما يحوي القليب
          هو ما بكاه القلب لا
          معيار ما جرت الغروب
          هو أنة وتسيل من
          جرائها نفس صبيب
          عمدوا إليك وأنت
          ميت ذاك بأسهم الغريب
          ولقد تراهم ساخرا
          منهم وأشجعهم نخيب
          خالوا رداك إباحة
          خابوا ومثلهم يخيب
          فاذهب أبا الشعراء
          فخرك ليس ضائره الذهوب
          أما بنوك فعند ظن
          النبل أبرار ندوب
          نم عنهمو ومقامك
          العالي وجانبك المهيب
          لك في النهى بعد النوى
          شفق ولكن لا يغيب

          تعليق


          • يا ليلة فاجأت سرب الغيد

            يا ليلة فاجأت سرب الغيد
            في مجمع يصنعن حلوى العيد
            يخرجن من كتل العجين بدائعا
            أمثال كل مشخص مشهود
            ويجدنها فلو الشفاه تعففت
            عن أكلها لضمنتها لخلود
            بأنامل بيض تكاد تظنها
            مخضوبة بدم من التوريد
            وزنود عاج عرقت بزمرد
            آيات حسن في شكول زنود
            روعن حين قدمت ثم أنسن لي
            وضين بي في المحفل المعقود
            فثويت بين مناطق وقراطق
            ومباسم ومعاصم ونهود
            من كل طاوية الحشى ممشوقة
            ريا الخدود كحبة العنقود
            سلابة خلابة غلابة
            باللفظ أو باللحظ أو بالجيد
            لولا هوى يصبي الحليم لما ثوى
            مثوى الإناث أخو الرجال الصيد
            شأني مكافحة الخطوب إذا دجا
            نقع الحوادث في الليالي السود
            شأني مطاردة الضلالة بالهدى
            وتدارك الأخطاء بالتسديد
            شأني مساهرة النجوم بعزلتي
            أستنزل الإلهام غير بعيد
            شأني التطلع للعلاء . . وإنما
            هذي السماء وأنت شمس وجودي
            أنت الحقيقة في الحياة وكاذب
            غير الهوى للمائت الملحود
            إن أسعفتنا ساعة منه فقد
            أربت بغبطتها على التخليد
            أما العظائم والعلى فمشاغل
            خلقت من التفكير والتسهيد
            لا تملأ القلب الخلي ودأبها
            نهك القوى في شقوة وسعود
            أدوات لهو نستعين بها على
            سير عسير في الحياة كؤود
            أشباه ما يعطى من الثمر امرؤ
            في زاد ترحال عليه شديد
            ولعل غاية كل طالب رفعة
            إرضاء ذات سلاسل وعقود
            فيكون عيد العمر ساعة ملتقى
            وأعز ما نرجوه حلوى العيد


            مشت الجبال بهم وسال الوادي

            مشت الجبال بهم وسال الوادي
            ومضوا مهادا سرن فوق مهادا
            يحدى بهم متطوعين كأنهم
            عيس ولكن الفناء الحادي
            لله يوم قد تقادم عهده
            فيها وظل يروع كل فؤاد
            يوم تجف لذكره أنهارها
            خوفا ويجري قلب كل جماد
            وإذا قرأنا وصفه فكأنه
            بدم زكي خط لا بمداد
            ونكاد نسمع للقتال دويه
            ونرى الفوارس في لقا وطراد
            لبروسيا في أرض يانا عسكر
            مجر شديد البأس وافي الزاد
            وخيامه في الأفق ماثلة على
            ترتيب سلسلة من الأطواد
            نفرت طلائع خيله منذ الضحى
            تترقب الاعداء بالمرصاد
            فاتوا كما يجري الأتي مشعبا
            في غير مجرى مائه المعتاد
            وكأن نابليون في إشرافه
            علم على علم الزعامة باد
            ألمجد رهن إشارة بيمينه
            والنصر بين يديه كالمنقاد
            والفخر في راياته متمثل
            وطلائع العقبان في ترداد
            فتهيأ الألمان لاستقباله
            كالحائط المرصوص من أجساد
            وعلا هتاف مازجته غماغم
            من سل أسلحة وركض جياد
            ورنين آلات تكاد تظنها
            متجاوبات العزف بالإيعاد
            حتى إذا كمل العتاد تقاذفوا
            بالنار ذات البرق والإرعاد
            شهب ضخام آتيات والردى
            بمسيرهن ومثلهن غواد
            تلقي الرجال على الثرى قتلى كما
            يلقي السنابل منجل الحصاد
            لله درهم وقد حمي الوغى
            فتهاجموا كتهاجم الاساد
            تدعو الجراحة أختها بصدورهم
            والسيف يتلو السيف في الأجياد
            وإذا التقى بطلان لم يتجندلا
            إلا معا من شدة الأحقاد
            وإذا جواد خر فارسه دعا
            بصهيله ذا حاجة بجواد
            والموت في الجيشين غير مجامل
            يجتاح بالأزواج والأفراد
            يطوي الصفوف ويترك الدم إثره
            فكأنه فلك ببحر عباد
            ما زال يفتك والنفوس زواهق
            وكأت تلك هنيهة الميعاد
            حتى تولى الذعر جيش بروسيا
            فتفرقوا بين القفار بداد
            فسعى الفرنسيون في آثارهم
            بعزائم لا ينثلمن حداد
            يستكبر الصعلوك منهم دائسا
            في أضلع الأبطال والقواد
            واستفتحوا برلين وهي منيعة
            وقضوا بها الأيام كالأعياد
            وأقام أصحاب البلاد مآتما
            وكسوا على القتلى ثياب حداد
            ناحت عرائسهم على أزواجها
            والأمهات بكت على الأولاد
            واشتد حزنهم ولم يك مجديا
            من بعد فقد أحبة وبلاد
            ألحزن يخمد والمذلة جمرة
            لا تنطفي إلا بسيل جساد
            عاد الربيع لهم كسالف عهده
            يزهو على الأغوار والأنجاد
            يا حسنه بلدا خصيبا طيبا
            لكنه نهب الغريب العادي
            تتبسم الأزهار فيه حيثما
            عبس الحمام بهالك الأجناد
            يا خجلة الأحرار من موتاهم
            يثوون حيث المالكون أعادي
            فاستعصموا بالصبر ثم تكاتفوا
            وتحرروا من رق الاستعباد
            وتأهبوا للثأر والأحقاد في
            أكبادهم كالبيض في الأغماد
            حتى إذا اشتدوا وضاق عدوهم
            ذرعا بهم أصلوه حرب جهاد
            وبنوا رجاءهم على استعدادهم
            لا خير في أمل بلا استعداد
            هدموا معالمه ورووا ردمها
            بدماه فاختلطا دما برماد
            واستفتحوا باريس فاستوفوا بها
            أوتارهم وشفوا صدى الأكباد
            كل بمسعاه يفوز ومن ينب
            عنه الحوادث لم يفز بمراد

            تعليق


            • فتى خبثت له الدنيا وطابا

              فتى خبثت له الدنيا وطابا
              فعاش معاقبا وقضى مثابا
              وفي الأجداث متسع لفضل
              إذا ضاقت به الدنيا رحابا
              وما ساءتك ظالمة وكانت
              بما ساءت تعد لك الثوابا
              ولم تعتدها دارا لخلد
              فتجزع مزمعا عنها اغترابا
              وسرك هجرها مما تجنت
              وقد قمن الردى أن يستطابا
              وكنا بالذي أرضاك نرضى
              لو أن البين لا يسقي الصحابا
              بكوا منك الوفاء وكنت اسما
              وفعلا واكتسابا وانتسابا
              هم يبكون والمبكي فيهم
              غريب لا جواب ولا خطابا
              فمن أعيا لسانك عن بيان
              وألزم نصل همتك القرابا
              ولم تك فاعلا إلا جميلا
              ولم تك قائلا إلا صوابا
              ألا في ذمة الرحمن ماض
              تيتمت الفضائل حين غابا


              يا ويح فاقدة عزيزا لا يرى

              يا ويح فاقدة عزيزا لا يرى
              ساليه بين أباعد وأقارب
              ملء الخواطر والبوادي ذكره
              وسناه بين مشارق ومغارب
              أوفي البعولة للحليلة ذمة
              وأسر ذي ولد وأكرم صاحب
              يا من وقفت عليه منذ فراقه
              رمقا تماسك في فؤاد ذئب
              مهما يطل زمن التنائي فالهوى
              كالعهد مصدوق وليس بكاذب
              زعموك غبت بأنهم واروك عن
              نظري ولا وهواك ليس بغائب
              منحوا الثرى وهما كشخصك إنما
              شخص الحقيقة ظل بين برائي
              في قلبي البدر الذي لن يجتلى
              منه سوى شفق بوجهي شاحب

              وفاء كهذا العهد فليكن العهد

              وفاء كهذا العهد فليكن العهد
              وعدلا كهذا العقد فليكن العقد
              قرانكما ما شاءه لكما الهوى
              وبيتكما ما شاده لكما السعد
              فقرا وطيا فالمنى ما رضيتما
              ودهركما صفو وعيشكما رغد
              وما جمع الله النظيرين مرة
              كجمعكما والند أولى به الند
              تضاهيتما قدرا وحسنا وشيمة
              كما يتضاهى في تقابله الورد
              أعز أعزاء الحمى أبواكما
              وأسطع جد في العلى لكما جد


              أإلى إياب أم هو الترحال

              أإلى إياب أم هو الترحال
              ما منه إياب
              أبكي شبابك يا بني
              وحق أن يبكى الشباب
              اذهب فليس يضير غير
              قلوبنا هذا الذهاب
              فلقد خلصت إلى النعيم
              ونحن في دنيا العذاب
              يا غبن هتيك الشمائل
              أن يواريها التراب
              لكن ربك رد ما أعطى
              وعجل بالثواب

              شفاؤك عيد به نسعد
              ونحمد لله ما تحمد
              وشعبك بعد ضراعاته
              لخالقه شاكرا يسجد
              لربك عندك في كل يوم
              يد يا مليكي تليها يد
              عناية مولى خليق بها
              أبر أولي الامر والاجود
              بلاد العروبة بالتهنئات
              يجاوب أقربها الابعد
              ولم تك إلا على حبها
              لفاروق يجمعها مقصد
              لقد أمنت دهرها إذ نهضت
              وعزمك والحزم ما تعهد
              تصون ملوك كراماتها
              وأنت لها الصائن الايد
              وتقضي شعوب كبار المنى
              وأنت المؤازر والمسعد
              فرأيك موئلها المطمئن
              وبأسك معقلها الاوطد
              أمولاي أرفع آي الولاء
              وقلبي يسطرها لا اليد
              إذا أنضبت علل موردي
              فمن منبع الفخر لي مورد
              أليست فعالك في كل ما
              يعز بلادك لا تنفد
              وكم لك فتح جديد به
              تبارى نبوغك والسؤدد
              فدم للكنانة دم للعروبة
              وليرعك الاحد السرمد

              تعليق


              • أنرتجل الأشعار في فرع هاشم

                أنرتجل الأشعار في فرع هاشم
                وهل لي في بيتين أن أجمع المجد
                وفي وصف عبد الله أو بعض وصفه
                يقصر من يفني قريته جهدا
                وليت أمير العرب باليمن دولة
                كبا جدها دهرا فأعليتها جدا
                بعزم وحزم أحييا من مواتها
                وردا من العز الذي دال ماردا
                فمصر وقد حيتك يا فخر يعرب
                تحيي الندى والنبل والبأس والجدا
                فضائل ملء العين من حيث طولعت
                جهات العلى فيها أرت علما فردا
                أمولاي هل تدري مكانا تزوره
                فلا يزدهي عجبا ولا ينتشي سعدا
                فلا غرو أن ألقيت مصر حفية
                تعيد على بدء لسدتك الودا
                ويستقبل البدر الذي بك يجتلى
                وتلبس في استقباله الزمن الوردا
                وتهدي إلى الأردن ألطاف نيلها
                ثناء عليه واحتفاء بمن أهدى

                حديث ما تجدد يستعاد

                حديث ما تجدد يستعاد
                ويطرب سامعيه ويستجاد
                سباك جمال بكفيا بحق
                وفيه كل ما يهوى الفؤاد
                تأنقت الطبيعة فيه حتى
                ليعدو كل وصف أو يكاد
                جمال إن أشدت به ففيه
                ضروب حلى بذكراها نشاد
                أجل فيه لحاظك رائدات
                تجد ما يستطاب ويستفاد
                مناظر تخلب الألباب حسنا
                روابيها البديعة والمهاد
                وقوم وادعون أولو ذكاء
                شمائلهم محببة جياد
                لهم في الجاليات رجال حزم
                وعزم أبلغوهم ما أرادوا
                أصابوا ما أصابوا من نجاح
                وعدتهم ثبات واجتهاد
                سلام في المهاجر يا كراما
                نأو عنا ولم ينأ الوداد
                تظل قلوبنا ترعى خطاكم
                فليس يحول دونكم بعاد
                لنا منكم بمطلع كل شمس
                دعائم للمفاخر أو عماد
                بعزكم نعز وحيث شدتم
                فإن لقومكم فخرا يشاد
                أياديكم وقد بسطت
                بحار للبحار بها ارتفاد
                فلا غفلت عيون اليمن عنكم
                ولا حرمت مآبكم البلاد


                تجلى محياه فحيوا محمدا

                تجلى محياه فحيوا محمدا
                وقد آب في ذكراه حيا مخلدا
                نضت يد رب العرش عنه حجابه
                وكان على التمثال ظلا من الردى
                لقد أنصف المظلوم إبان مجده إبان مجده
                فعاد بما أولاه مولاه أمجدا
                فلله فاروق وما هو باذل ليسعد
                أبناء البلاد فيسعدا
                وما العيد أن يختص بالبشر عاهل
                ولكنه عيد إذا الشعب عيدا
                فعش يا عزيز الشرق لا مصر وحدها
                وكن أبد الدهر المليك المؤيدا
                وإذنا فإني اليوم أقضي لراحل
                على مصر حقا كاد يبلى فجددا

                بمدرسة التجلسي وهي دار

                بمدرسة التجلسي وهي دار
                بناها للهدى خير البناة
                بدت للدين والدنيا معان
                يحققهن تثقيف البنات
                وليس بمصلح للناس شيء
                كزوجات صلحن وأمهات
                إذا ما المأثرات غلت فهذي
                لعمر الحق أغلى المأثرات
                بها كير للس أرضى تقاه
                كما أرضى العلي والمكرمات
                فبورك فيه من حبر جليل
                ومن راع نبيل في الرعاة
                ومن علامة لسن أديب
                له في الفضل أبقى الذكريات

                تعليق


                • لطلعت حرب في مجال اجتهاده

                  لطلعت حرب في مجال اجتهاده
                  مفاخر يحرى ذكرها أن يرددا
                  وفي سير الغر الميامين كم جلت
                  لنا المثل العليا منائر للهدى
                  بنفس عصام رام عزا وسؤددا
                  فأدرك عزا لا يرام وسؤددا
                  وأثرى من المال المؤثل بالنهى
                  وأثرى من الحمد المؤثل بالندى
                  أتى آخر الأقران في حلبة العلى
                  فجلى ولم يلحق إلى آخر المدى
                  كبير المنى هيهات أن يبلغ المنى
                  إذا طاش في آرائه وترددا
                  ومن لم يعن بالجد عالي جده
                  فيقظته حلم وعيشته سدى
                  بهذا تسامى كل من راض نفسه
                  وقوم من أخلاقه ما تأودا

                  شاد فأعلى وبني فوطدا
                  شاد فأعلى وبني فوطدا
                  لا للعلى ولا له بل للعدى
                  مستعبد أمته في يومه
                  مستعبد بنيه للعادي غدا
                  إني أرى عد الرمال ههنا
                  خلائقا تكثر أن تعددا
                  صفر الوجوه ناديا جباههم
                  كالكلاء اليابس يعلوه الندى
                  محنية ظهورهم خرس الخطى
                  كالنمل دب مستكينا مخلدا
                  مجتمعين أبحرا منفرعين
                  أنهار منحدرين صعدا
                  أكل هذي الأنفس الهلكى غدا
                  تبني لفان جدثا مخلدا
                  يا أيها الموتى ألم يسمعكم
                  صوت المنادي صادعا مرددا
                  قوموا انظروا السوقة فيما حولكم
                  تدوس هامات الملوك همدا
                  قوموا انظروا العدو في دياركم
                  يحكم فيها مستبدا أيدا
                  قوموا انظروا أجسادكم معروضة
                  في مشهد لمن يروم المشهدا
                  بعث به يسألكم حساب ما
                  قدمتم من راح منا واغتدى
                  لم يغنكم منه البناء عاليا
                  والأرض نهبا والملوك أعبدا
                  وكان يغنيكم جميل الذكر لو
                  خفضتم اللحد وشدتم بالهدى
                  أخطأ من توهم القبر له
                  حرزا يقيه بالردى من الردى


                  شهدت بأنك حق أحد

                  شهدت بأنك حق أحد
                  وحكمك عدل وأنت الصمد
                  ففيم قضيت وأنت العليم
                  الرحيم بشقوة هذا البلد
                  به فاسدون أعوذ بحولك
                  من شر خلق إذا ما فسد
                  مبيحون في السوق أهل الفسوق
                  محارم أزواجهم والولد
                  توخى مال حرام حلال
                  على كل حال بلا منتقد
                  يرومونه من وراء الظنون
                  ومن كل مأتى ومن كل يد
                  ومن غره منهم الظاهرون
                  فكم خدعت حمأة بالزبد
                  لقد شاد أصيدهم بيته
                  عنيت به الصيد دون الصيد
                  بناه فأعلى كأني به
                  لهم معبد في ذراه مرد
                  كأن نوافذ جدرانه
                  نواظر لا يعتريها رمد
                  تعد على النيل قطر المياه
                  وترمقه بعيون الحسد

                  طلعت طلوع الشمس بالنور والندى

                  طلعت طلوع الشمس بالنور والندى
                  فلا زلت شمس البر يا ربة الندى
                  وقد تحرم الشمس العفاة شعاعها
                  ولم تحرميهم منك في حالة يدا
                  لمقدمك الميمون مصر تهللت
                  وجناتها افترت وبلبلها شدا
                  أرى بسمات للقاء تألقت
                  على كل وجه كان إذ غبت مكمدا
                  وأسمع في الافاق من كل جانب
                  أناشيد بشرى في النفوس لها صدى
                  جماهير في طول البلاد وعرضها
                  من الحافظين العهد غيبا ومشهدا
                  يهنيء كل منهم النفس أن يرى
                  إلى الوطن المشتاق عودك أحمدا
                  تنادت بنات الشعر يضفرن للتي
                  تخلدها الالاء تاجا مخلدا
                  وذاك إذا باهى بتاجيه قيصر
                  له رونق أزهى وأبقى على المدى
                  أيعدل باق صيغ من جوهر النهى
                  ببعض الثرى الفاني وإن كان عسجدا
                  حقيق بوادي النيل إبداء سعده
                  على أن ما في النفس أضعاف ما بدا
                  فإن التي يعلى بحق مقامها
                  لاهل بإجماع الموالين والعدى
                  أما هي أرقى نسوة الشرق شيمة
                  ونبلا وأسماهن جاها ومحتدا
                  إلى أوجها الاعلى رفعت تحيتي
                  وفي كل قلب رجعها قد ترددا
                  وأحسبني عن مصر نبت وأهلها
                  وعن مجد مصر دارسا ومجددا
                  وعن كل محزون وعن كل بائس
                  بها عاد عن باب الاميرة بالجدا
                  وعن كل ملهوف أغاثت وحرة
                  من العاثرات الجد مدت لها يدا
                  وعن كل خريج بعلم وصنعة
                  أقامت له في ساحة الفضل معهدا
                  وعما أعدت لليتيم فثقفت
                  فرب يتيم عاد للخلق سيدا
                  أيا آية الشرق التي ضنت العلى
                  باشرف منها في العصور وأمجدا
                  دعوك بأم المحسنين وأنها
                  لدعوة صدق في فم المجد سرمدا
                  فأنت لهم أم وأنت أميرة
                  أجل ولك الدنيا وأجوادها فدى

                  تعليق


                  • بشت غراسك عن بواكير الغد

                    بشت غراسك عن بواكير الغد
                    وبدت تباشير الهدى للمهتدي
                    تتجدد الدنيا فمن يبغي بها
                    أن يدرك الغابات فليتجدد
                    أنصفت يا نور الهدى ولحكمة
                    أذ كيت شعلة عزمك المتوقد
                    نعم المثال مثالك الأعلى لمن
                    بك في الرياسة والكياسة يقتدي
                    لك في كتاب العصر أبهج صورة
                    خلدت وغير الفضل ليس بمخلد
                    كم من يد لك عند قومك لا يفي
                    في شكرها لو جاز تقبيل اليد
                    عرف الزمان قليلها وكثيرها
                    ما ليس منه بمسمع أو مشهد
                    تكفيك إحداها فخارا أن نقف
                    منها على تشييد هذا المعهد
                    فضل من الله اتحاد نسائنا
                    حين الرجال كزئبق متبدد
                    حاكين نظم عقودهن ومزقت
                    أزواجهن خناصرا لم تعقد
                    يا حسن هذا الإئتلاف ولطف ما
                    فيه من الإرشاد للمسترشد
                    بشر به عهد الرقي فإنه
                    ما يستزد منه مآثر يزدد
                    بوركت يا عهد الرقي وبوركت
                    متبوئات الصدر في هذا الندي
                    هن اللدات السابقات ثقافة
                    أخواتهن من الملاح الخرد
                    ألغازيات قلوب عشاق النهى
                    بالفضل لا بمثقف ومهند
                    ما بين مصعدة بأجنحة وقد
                    عاد الثرى سجنا لغير المصعد
                    ونصيرة لأولي الحقوق تصونها
                    ممن يصول على الحقوق ويعتدي
                    وطبيبة تأسو ولا تقسو فمن
                    يدها يمر النصل مر المرود
                    وأديبة بلغت مدى مطلوبها
                    في العلم من مستطرف أو متلد
                    زاد التأهب للغمار عفافها
                    وبغير ذاك القيد لم تتقيد
                    تسع برزن من الصفوف تواركا
                    للاحقات الشوط مجد ممهد
                    نافسن فتيان الحمى فوردن ما
                    يردون والعرفان أسمح مورد
                    نعم التنافس والمطالب حقة
                    فهو السبيل إلى العلى والسؤدد
                    وهو المقيل لكل شعب عاثر
                    وهو المعز لكل شعب أيد
                    اليوبيل الذهبي لجمعية المساعي
                    الخيرية المارونية بالقاهرة


                    إلى خليل ولندا

                    إلى خليل ولندا
                    أصفى التهاني تهدى
                    آل المغبغب كفؤ
                    لآل سركيس مجدا
                    وحبذا إصر قربى
                    يزيده الصهر ودا
                    لندا أتم العذارى
                    حسنا وعلما ورشدا
                    كزاهر الورد وجها
                    وناضر الرند قدا
                    بالخلق تشرق نورا
                    والخلق تعبق ندا
                    أما خليل فتأبى
                    له مزاياه ندا
                    ما من فتى بالمساعي
                    إلى المحامد أهدى
                    يسمو بما يبتغيه
                    وما يقصر جهدا
                    صنوان ضما بعقد
                    قد قدس اليوم عقدا
                    وعاهد الله عهدا
                    سما فبورك عهدا
                    في أي حفل كأبهى
                    ما نظم الدر عقدا
                    وأي مجلى بديع
                    للإبتهاج أعدا
                    يوم العروسين سعد
                    فليتله العمر سعدا
                    وليغنما العيش صفوا
                    مما يشوب ورغدا

                    إلى الاديب العبقرية الذي

                    إلى الاديب العبقرية الذي
                    آياته مالئة الوادي
                    إلى الفصيح الالمعي الذي
                    كلامه يشجي كإنشاد
                    أهدى تحيات أخ آسف
                    عداه دون الملتقى عادي
                    ليس حديثا مفترى إن أقل
                    أولاد سركيس كاولادي
                    هل عجب في عيد تنصيرهم
                    عندي له أبهج أعيادي
                    سركيس قلبي بينكم حاضر
                    والجسم في قيد النوى بادي
                    إني على عهدي وما كنت في
                    مهمة مخلف ميعادي
                    عدا علي الدهر في أحسن
                    الساعات ساء الدهر من عادي
                    أبعدني اليوم فهلا أقتضي
                    في غير هذا اليوم أبعادي
                    لكنني غاد على حيكم
                    كل على أحبابه غادي
                    يا ابني عل الله موليكما
                    ما جل من سعد وإسعاد
                    فيغتدي أنور في عصره
                    مزدهرا كالكوكب الهادي
                    وبفريد يزدهي جيله
                    إذا ازدهى جيل بأفراد

                    تعليق


                    • إذا فاق سادات الحمى آل سرسق

                      إذا فاق سادات الحمى آل سرسق
                      فإن نجيبا فيهم السيد الجعد
                      سري يرى الإقدام في كل خطة
                      وخطته في كل حال هي القصد
                      تراه بلا ظل نحولا وجاهه
                      عريض له ظل على الشرق ممتد
                      محبوه في نعمى وقرة أعين
                      وحساده مما بانفسهم رمد
                      وما الناس إلا عاثر جنب ناهض
                      وما الأرض إلا الغور جاوره النجد


                      إلى الغادة الزهراء من آل فاضل

                      إلى الغادة الزهراء من آل فاضل
                      إلى الكوكب الوضاح من آل مسعد
                      تحيات داع للعروسين مخلصا
                      بأن يبلغا أوجي صفاء وسؤدد
                      وأن يعمرا عمرا طويلا ويلبثا
                      بنعماء تفضي كل يوم إلى غد
                      وأن يمكثا في ألفة ومحبة
                      يظل غيورا منها كل فرقد
                      أمينين في جاه الأمين وظله
                      نكايات أعداء وأعين حسد
                      أمين بنى للمجد بيتا مشيدا
                      على الجد أعظم بالبناء المشيد
                      حذا حذوه ميشيل بل زاد همة
                      ومن لأبيه بالشباب المجدد
                      فتى قبل سمح المحيا كأنه
                      كميت الحميا طاهر القلب واليد
                      على النفع مقدام عن الضر محجم
                      إذا ما استبان الرأي لم يتردد
                      ولو شئت تعدادا لأوصاف آله
                      لأطربتكم بالحق لا بالتودد
                      هم الأهل والأحباب والجيرة الأولى
                      لذكراهم في القلب أشهى تردد
                      رأينا كمال الأم والبيت عندهم
                      وحكمة فتيان وعفة خرد
                      وأيا تعاشر شاهدا كنة أمره
                      تجد محضة ليس المغيب كمشهد
                      كفى الود عندي أنهم نبت زحلة
                      وزحلة لي دار وجارة مولد
                      قضيت بها عهدا فما زلت راجعا
                      إليه بقلب شيق متعهد
                      إلي حبيب قومها وهواؤها
                      وما ثم من حي وماءه وجلمد
                      تناظر طوديها بمرآة نهرها
                      وبهجة ما في ليلها من توقد
                      بوحي هواها راع شعري إجادة
                      فأنشده في قومه كل منشد
                      فإني لما أدري وذاك مكانه
                      أأخلدته في الناس أم هو مخلدي
                      أهنيء ميشيل العزيز وآله
                      أهنيء أزكى غادة طيب محتد
                      من العنصر الأنقى من المعدن الذي
                      فرائده مخلوقة للتفرد
                      عروس بها الحسنان خلقا وخلقة
                      يقولان سبحان المليك الموحد
                      ألا فاغنما صفو الحياة وسعدها
                      وجيئا بنسل صالح متعدد


                      أو أيسروا حجوا بقلب خاشع

                      أو أيسروا حجوا بقلب خاشع
                      وبناظر فرح ربوع الهادي
                      فهناك آيات الجمال ومنتهى
                      كرم العناصر في ربى ومهاد
                      وهناك رابية التجلي لم تزل
                      تزهى بنور من ضريح الفادي
                      هذا دياركم التي كانت حمى
                      للأنبياء وجنة الميعاد
                      إن تصدقوا في حبها فصداقة
                      صفو القلوب ونبذ كل تعاد
                      حتى يتم من المنى لسوادكم
                      ما يبتغيه دعاة هذا النادي
                      يا أيها الإخوان من متوطني
                      مصر ونعمت كعبة القصاد
                      لا ننس حقا للكنانة واجبا
                      إيفاؤه ولقومها الأمجاد
                      حتى نعد أداءه من ديننا
                      وجحوده ضربا من الإلحاد
                      دار محضناها الولاء ومعشر
                      سمح نصافيه الهوى ونفادي
                      في ظل عباس العظيم مليكنا
                      فخر الإمارة رب هذا الوادي

                      تعليق


                      • كل نوح له صدى في فؤادي
                        كل نوح له صدى في فؤادي
                        وجواب من عبرتي ومدادي
                        كيف والرزء في ودود صفي
                        ورد الصفو من معين ودادي
                        يا شجونا تمس أوتار قلبي
                        ويك هلا مسستها باتئاد
                        كم أصوع الوداع إثر وداع
                        في بعاد يجيء تلو بعاد
                        والأسى ملء مسمعي كلما توحي
                        وفي أضلعي اقتداح زناد
                        وعيوني لا تهجر الطرس إلا
                        وسواد السطور بعض سوادي
                        يا أخا فضله علي كبير
                        مذ تفيأت ظل هذا الوادي
                        يا سليم الضمير والقلب في
                        أشرف معنى وفي أعز مراد
                        ما الذي يصنع الأحباء بالأرواح
                        يوم النوى وبالأكباد
                        جل فقديك جل بعدك للأفضل
                        من شطري الحياة افتقادي
                        أي خطب دهى الفضائل في الندب
                        الموالي وفي الهمام الجواد
                        في الأمين الأبر حر السجايا
                        صادق الوعد مخلف الأيعاد
                        له نفسي على زمان تقضى
                        جاده ما استهل صوب العهاد
                        فيه كنا رهطا تولوا بما في
                        وسعهم خدمة لهذي البلاد
                        وعلينا أبو الصحافة في الشرق
                        رئيس نعم الرئيس الهادي
                        كم له في سبيلها من مساع
                        ليس تنسى وكم له من أياد
                        وتعد الأهرام بين يديه
                        نهضة القطر أيما إعداد
                        وسليم في العاملين بلا
                        دعوى على أنه من الأمجاد
                        رقد الأكثرون من هؤلاء
                        الصحب عنا ولم نزل في سهاد
                        وخليل الجاويش فيمن تولوا
                        والنجيبان من بني الحداد
                        وسواهم من شاعر وأديب
                        وخطيب كانوا من الأفراد
                        رحم الله من قضى وأطال
                        الله أعمار سائر الأنداد
                        وامض يا صاحبي خليقا بأن ترثى
                        حقيقا عليك لبس الحداد
                        ما تمادى حزن النفوس على
                        مثلك فيمن خلا كهذا التمادي
                        والأسى بعد رائح لم يكن في
                        غير ذا الخطب كالأسى بعد غادي
                        أبلغ السابقين أزكى التحيات
                        من اللاحقين في ميعاد
                        وتلق النعمى بوجه منير
                        فيه سيما تلك المعاني الجياد


                        فلما دعاه الله بعد جهاده

                        فلما دعاه الله بعد جهاده
                        إلى الراحة الكبرى وقد بات مجهدا
                        توارى وملء الناظرين شعاعه
                        فراع مغيبا مثل ما راع مشهدا
                        ذخيرة قوم فوجئوا بضياعها
                        فما دفع الحرص القضاء وما فدى
                        فأي أديب ألمعي طوى الثرى
                        وأي اجتماعي حكيم تغمد
                        وأي اقتصادي رماه ولم يبن
                        له مقتل رام خفي فأقصدا
                        فقيد على قدر المعالي تعددت
                        مآتمه والرزء فيه تعددا
                        ففي مصر بل في الشرق أحزان أسرة
                        على خير ان لم الشتات ووحدا
                        تولى وما خلناه يحصى زمانه
                        عليه وما خلنا امرءا منه أسعدا
                        له من خلود الذكر عمر وليت من
                        يرجى جناه كان بالعمر أخلد
                        فيا آله هل يوحش الدار أنسه
                        وقد ترك الذكر الجميل المؤبدا
                        ليمنحكم الله العزاء وخيره
                        تعهدكم من مجده ما تعهدا
                        ويا من تولى بعده رعي ما بنى
                        لقد كنت خيرا حافظا وموطدا
                        مكانك فيمن أنجب العصر باذخ
                        وما زلت في أعلامه الشم مفردا
                        إذا منيت علياء مصر بفرقد
                        تغيب عنها أطلع الله فرقدا

                        تعليق


                        • عيون الحلى تلك المناقب والعلى

                          عيون الحلى تلك المناقب والعلى
                          فما رتبة تحلى بها ووشاح
                          ولكن آلاء الملوك كما ترى
                          أتت مستفيضات وفيك سماح
                          ألا حبت الزينات إن كسيت بها
                          معان كما تهوى النفوس ملاح
                          وحب الفتى إن لاح في وشي فخره
                          كما لاح في وشي الغمام صباح
                          أتبطيء مصر عن ثواب وزيرها
                          وما عهده إلا ندى وفلاح
                          أمولاي دم للمجد أنت له نهى
                          وأنت له قلب وأنت جناح
                          لئن لم يتح لي أن أراك مهنئا
                          لقد يمنع المأمون ثم يتاح


                          كفى بحبيب في أساطين عصره

                          كفى بحبيب في أساطين عصره
                          هماما على الأقران قدمه الجد
                          إذا ما بدا دلت جلالة شخصه
                          على أنه في قومه العلم الفرد
                          قضى في جهاد الدهر أطول حقبة
                          فما خانه فيها الذكاء ولا الجهد
                          وما زاده زيغ السنين بلحظه
                          سوى نظر في حالك الأمر يستد
                          له البيت غايات المعالي حدوده
                          ولكن بلطف الله ليس له حد
                          مشيد على التقوى منيع على العدى
                          قريب إلى العافين عذب به الورد
                          متين على الأركان وهي ثلاثة
                          بأمثالها تحيي أبوتها الولد
                          ذكرت شبابا لو سردت صفاتهم
                          وآياتهم في الفضل لم يحصها السرد
                          أولئك هم يوم الفخار شهودنا
                          على أننا أكفاء ما يبتغي المجد
                          وإنا إذا استكفت بلاد حماتها ففينا
                          الحكيم الضرب والأسد الورد


                          لبنان هل للراسيات كأرزه

                          لبنان هل للراسيات كأرزه
                          تاج ينضرها على الاباد
                          يا ليت ذاك الأرز كان شعارنا
                          بثباته وتواشج الأعضاد
                          بسقت بواسقه على قدر فما
                          جهلت وما كانت من المراد
                          لو امعنت صعدا لما ضلعت ولا
                          رسخت ولا جلدت لرد نآد
                          إن تدهها حمر الصواعق تبتسم
                          فيها النضارة عن لظى وقاد
                          وترى الغصون كل مخضل
                          منها تباعث منه وري زناد
                          أوقفت تعجب من صنيع الله في
                          لبنان بين شوامخ ووهاد
                          أرأيت أشتات المدارج والقرى
                          متنوعات الحلي والأبراد
                          وكوالح الأصلاد نم نباتها
                          خلسا عن التحنان في الأصلاد
                          والسائمات أقرها في نعمة
                          أخذ الرعاة لها من الاساد
                          ترى الخزامى والثمام نشيطة
                          محمودة الإصدار والإيراد


                          قف بهذا الضريح وابك فقيدا
                          قف بهذا الضريح وابك فقيدا
                          جل في الشرق خطبه من فقيد
                          علم المنشئين نظما ونثرا
                          وإمام الحفاظ والتجديد
                          والمثال الفريد في الدين
                          كان أحرى الاسماء بالتخليد
                          دائم الرجع كلما أرضوه
                          طيب الدهر ذكر عبد الحميد

                          تعليق


                          • ما سنى شعلة إلى الشمس تهدى

                            ما سنى شعلة إلى الشمس تهدى
                            هل لرمز أداء ما لا يؤدى
                            جهد ما تفعلون رأيا وسعيا
                            كيف يقضي حق المليك المفدى
                            قبس منه ما حملتم إليه
                            أي شكر كفاء ما هو أسدى
                            شمل الشرق فضل فاروق
                            لا ينفد أوتنفد الأساليب حمدا
                            ليس لبنان في الوفاء بمسبوق
                            وماذا أعاد فيه وأبدى
                            أرسل الشعلة التي لقيت
                            شعلة مصر فزادتا الود ودا
                            كل نور يخبو ونورهما في
                            الذكر أبقى من كل نور وأهدى
                            يا بني مصر يا بني الضاد
                            إن الله آتاكم من الأمر رشدا
                            فائتلفتم موفقين وجلى
                            لكم النهج طالع لاح سعدا
                            عهد فاروق كان لليمن عهدا
                            من قديم وعاد لليمن عهدا
                            حفظ الله للحمى من رعاه
                            وحمى حوضه ولم يأل جهدا
                            عاهل مفرد صلاحا
                            وإصلاحا وعدلا وصدق عزم ورفد
                            هو هادي الهداة والقائد
                            الأعلى لأبناء مصر شعبا وجندا
                            يا مليكا ميلاده كان
                            للإقبال بشرى وللتقدم وعدا
                            يوم ذكراه ما تجدد إلا
                            قلدته مفاخر العام عقدا
                            هل رأى الشرق منذ كانت به
                            الأعياد عيدا أزهى ضياء وأندى
                            عش عزيزا واهنأ بعمر مديد
                            وابلغ الغايتين جاها ومجدا


                            قد جدد الأفراح عيد المولد

                            قد جدد الأفراح عيد المولد
                            لا زالت الأفراح منه بموعد
                            عيد تفرد في الزمان بآية
                            فيه بدت للصانع المتفرد
                            في صورة الفاروق أية صورة
                            للحسن صيغت في جلال السؤدد
                            ملك كريم قد تمثل من حلى
                            ملك كريم في مثال أوحد
                            نور الصلاح المجتلى في وجهه
                            نور الهدى في عين كل موحد
                            وبشاشة الإيمان في قسماته
                            تثني إلى الإيمان قلب الملحد
                            للمجد فاروقان من متقدم
                            خلدت مآثره ومن متجدد
                            علمان كل في لبوس زمانه
                            يحيا بذكر في النفوس مخلد
                            فاروق مصر هو الذخيرة أبرزت
                            من غيبها الأسمى لأسمى مقصد
                            في عهده بعثت مفاخر قومه
                            ومضى الرجاء إلى مداه الأبعد
                            وتهيأت أسباب كل رفاهة
                            لبلاده بعد الجهاد المجهد
                            أَضحى مثالا في اقتبال شبابه
                            لمصرف الأمر الحكيم الأيد
                            بهر العقول وزاد في إعجابها
                            بفضائل في سنه لم تعهد
                            ما في مساعيه الجسام تكلف
                            لكن بداهة وارث متعود
                            سمح الضمير بحلمه ويزيده
                            نبلا وفضلا أنه سمح اليد
                            إن يعتزم يقدم كما تهوى العلا
                            إقدام لا حذر ولا متردد
                            تجلو الغوامض سرها لفؤاده
                            حتى كأن الغيب منه بمشهد
                            من راح يعبد ربه فلبعض ما
                            أولاه من نعمائه فليعبد
                            هو مفتدى شعب وفي صادق
                            فليحيا ذاك المفتدى والمفتدي


                            يا من نأى عني وكان مرادي

                            يا من نأى عني وكان مرادي
                            أتركتني أحيا جريح فؤادي
                            إن غبت وا ولداه عن عيني فمن
                            زين الشباب ومن ضياء النادي
                            ولمن عنائي زارعا أو صانعا
                            أو شائدا صرحا رفيع عماد
                            أو محرزا جاها عريضا قلما
                            سمحت به الأيام للافراد
                            قد كنت أذخر كل ذلك للذي
                            سيكون من نسلي عميد بلادي
                            ويكون أول من يلبي إن دعا
                            داعي العلى في الفتية الامجاد
                            ستظل يا ولداه ملء حشاشتي
                            مهما أعش وتظل نور سوادي
                            بت في النعيم قرير عين خالدا
                            وعداك تبريجي وطول سهادي

                            تعليق


                            • والبحر ما أسناه في صفو وما

                              والبحر ما أسناه في صفو وما
                              أبهاه في الإرغاء والإزباد
                              صالت على الدنيا به فينيقيا
                              قدما ونعم الفخر للأجداد
                              إذ لم يكن في الناس ملاح ولم
                              يك فوق لج رائح أو غاد
                              فتحت به للعلم فتحا باهرا
                              ووقت به الأسواق كل كساد
                              واستدنت البلد القصي فلم تدع
                              لليأس معنى في مجال بعاد
                              يا بحر يا مرآة فخر خالد
                              أبقوه في الأبصار والأخلاد
                              هل تعذر الحفداء فيما ضيعوا
                              من مفخرات أولئك الأجداد


                              أي فتح كفتح هذا النادي

                              أي فتح كفتح هذا النادي
                              لرقي الحمى وأمن العباد
                              معهد لا يشاد في وطن إلا
                              وفيه للمجد أسمى مراد
                              لم يقم مثله بمصر وما ظن
                              إلى أن أتيح عهد فؤاد
                              شملته رعاية من مليك
                              عرشه في القلوب والاكباد
                              ما دعاه داعي المبرة إلا
                              كان منه الجواب بالإسعاد
                              زين منه هذا المكان برسم
                              يحتويه في القطر كل فؤاد
                              هو ناد به مجانسة الاخلاق
                              تنمي فينا قوى الإتحاد
                              وترقى النفوس عن سوء ما توحي
                              إليها كوامن الاحقاد
                              يتلاقى الضباط مختلفو الاقدار
                              فيه تلاقي الانداد
                              مبدلي وحشة المناصب
                              في وقت التخلي أنسا وحسن وداد
                              متوخين بالتشاور إصلاحا
                              لما أحدثت يد الإفساد
                              يسمعون المحاضرات التماسا
                              لتلافي الإغواء بالإرشاد
                              لا يعدون بينهم أجنبيا
                              غير من لم يكن شريف المبادي
                              وموفي قسط البلاد وإن
                              لم يك منها يجل كابن البلاد
                              إن فخر الشرطي لهو التعالي
                              بإباء عن مخزيات التعادي
                              فإذا شبت الحماسة فيه
                              فليكن شوطه مجال الجهاد
                              إن أمنا يقي العباد لخير
                              من جراح ومن أسا وضماد
                              هذه نهضة وبورك فيها
                              لم تزل آية الشعوب الشداد
                              فلتعش مصر والمليك الذي يزهى
                              به العصر رب هذا الوادي


                              أكامل فيك اجتلينا الكمال

                              أكامل فيك اجتلينا الكمال
                              وكل على صدق قولي شهيد
                              فضائل دين ودنيا جمعن
                              وأنت لهن النظام الفريد
                              وشتى علوم وشتى فنون
                              تألف منهن عقد نضيد
                              حجى ملهم يتلقى الهدى
                              فتبدئه مفصحا أو تعيد
                              ورأي يزكيه كر السنين
                              إلى خبرة كل آن تزيد
                              وقوة نفس إذا صرفت
                              فما من بعيد عليها بعيد
                              وصدق يقين سواء عليه
                              أوعد ألم به أم وعيد
                              وجود نصرت به البائسين
                              على دهرهم كائدا ما يكيد
                              وطبع وديع سوى أنه
                              على كل مغر بسوء مريد
                              لكل نديد وفيما بذلت
                              من اليد والنفس عز نديد
                              ألا أيها السيد المجتبى
                              ألا أيها اللوذعي المجيد
                              لقومك ممن دنا أو نأى
                              سيامتك اليوم عيد سعيد
                              وفتح لهم منه ما بعده
                              وبعث لهم فيه عهد جديد
                              إذا فاخروا بك فاخر بهم
                              فهم في بني الشرق غر وصيد
                              وليس بضائر أنسابهم
                              وأحسابهم أن يقل العديد
                              فعش وتول الأمور الجسام
                              كما يتولى الأمين الرشيد
                              يشد قواك الشديد القوى
                              ويرعى خطاك العزيز الحميد
                              وكيرللس لك نعم الظهير
                              كما هو للدين نعم العميد
                              هو البطريرك الذي نال من
                              ولاء رعيته ما يريد
                              له في الجهاد مدى طائل
                              سيتلوه في الخير عمر مديد

                              تعليق


                              • هل في الرثاء لقائليه جديد

                                هل في الرثاء لقائليه جديد
                                والموت يلقي الدرس ثم يعيد
                                لا ينقضي تعديد ناء نابه
                                حتى يكون لغيره تعديد
                                يعيي بياني دون ما أنا واجد
                                أين البيان وجهده المحدود
                                عطف الحمام بيوسف وبصنوه
                                قتلا فقيدا للنبوغ فقيد
                                لم ينج منه معصم في معقل
                                تحميه راية أمة وجنود
                                كلا ولم ينج النطاسي الذي
                                هو في نوادر مصره معدود
                                حم القضاء فلا مرد له وهل
                                طب إذا حم القضاء يفيد
                                خطبان راع الشرق وقعهما ففي
                                أرجائه لصداهما ترديد
                                يا مكرمين اليوم ذكرى يوسف
                                جمع الذوائب يومه المشهود
                                لم ينس ناديكم مآثره وهل
                                ينسى ولي مثله وعميد
                                أجلل بهذا الحفل مصر تقيمه
                                ثكلى وللأمصار فيه وفود
                                ماذا يقول مؤبنوه وما تفي
                                خطب ببث شجونهم وقصيد
                                يبكون أي فتى بلوا أخلاقه
                                حتى الممات وكلهن حميد
                                لطف وحسن تصرف ولباقة
                                وطلاقة تحيي النفوس وجود
                                رجل تخير في الحياة سبيله
                                فاراد ما العلياء منه تريد
                                بالعلم لا يسمو إليه منافس
                                والحلم لا يرقى إليه نديد
                                وبما يجيد بيانه لم يشؤه
                                في حلبة الادب الرفيع مجيد
                                أما المروءة والوفاء فإنه
                                بهما لمنقطع النظير فريد
                                أدنى من الملك العظيم مكانه
                                صدق ورأي في الأمور سديد
                                وأصاب من نعمى فؤاد قبله
                                مال لم يصب إلا الكفاة الصيد
                                لم يثنه عن واجب برح به
                                وزمانه قاس عليه شديد
                                أرضى البلادء وعاهليه وربه
                                فله الثواب ولاسمه التخليد
                                يا ثالث الاخوين كم متخلف
                                فيه كفاء المجد وهو وحيد
                                أنت العزاء وجل ما ترجى له
                                في نفع قومك والبقاء مديد
                                لك في الصحافة مبدعا ومجددا
                                أثر جليل في مداه بعيد
                                فاسلم وتابع في رقي شؤونها
                                همما تعز مقامها وتزيد


                                لك يا حفيظة خالدات مفاخر

                                لك يا حفيظة خالدات مفاخر
                                تمضي السنون وذكرها متجدد
                                من عالم الغيب اشهدي معتزة
                                وطنا يقام به لذكرك مشهد
                                شملت مآثرك العداد ربوعه
                                فالشكر فيها شامل متعدد
                                من غاب عن أحبابه فله به
                                في الآن بعد الآن عود أحمد
                                أبقى من الأعيان وهي زوائل
                                أثر له في كل بارحة غد
                                نعم الجزاء لربة الصون التي
                                بمثوبة الدارين باتت تسعد
                                سبحان ملهمك الصواب وهكذا
                                لك في رحابهما البقاء السرمد



                                فتى علق الآداب في ميعة الصبا

                                فتى علق الآداب في ميعة الصبا
                                وقد قل ما تجدي وقد حل ما شدا
                                فلم يغنه علم بسوق جهالة
                                ولم يرضه رزق يحق فيجتدى
                                وآثر أن يختط في العيش خطة
                                أسد وأملى أن تحقق مقصدا
                                يجثم فيها ما يجشم عاملا
                                بأن طريق الفوز ليس ممهدا
                                فماذا اقتضته حاله من تجدد
                                وقد يقتضي عزم الأمور التجددا
                                تولى الأبي الحر خدمة غيره
                                ولم يك جبارا ولا متمردا
                                يحاول ما يبغي ويصفو على القذى
                                إلى أمد واليوم يجلو له الغدا
                                ومن كافح الدنيا وقد صح عزمه
                                تعود فيها غير ما قد تعودا
                                أيستقبل الغصن الربيع وثوبه
                                قضيب الحلى إلا إذا ما تجردا
                                فما زال بالأيام حتى تكشفت
                                له عن ثنايا للصعود فأصعدا
                                كلا موقفيه مونق ومشرف
                                فلله ما أمسى والله ما غدا
                                أصاب من الإيسار ما شاء فانثنى
                                إلى مطلب في المجد أسنى وأبعدا
                                يريد حياة للبلاد جديدة
                                ترد على القوم الثراء المبددا
                                فما كل حتى وجه القوم وجهة
                                موفقة أجدى عليهم وأرشدا
                                وهل كان شعب سيدا في دياره
                                إذا لم يكن بالقول والفعل سيدا

                                تعليق

                                مواضيع تهمك

                                تقليص

                                المنتدى: المكتبة الالكترونية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 04:01 PM
                                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:44 PM
                                المنتدى: التعريف بالهندسة الصناعية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:38 PM
                                المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-10-2025 الساعة 01:22 AM
                                المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-04-2025 الساعة 12:04 AM
                                يعمل...
                                X